عدو لبنان؟!
أخشى أنه لن تستمر لبنان كثيراً لكي تصبح على شاكلة اليمن وأفغانستان في القتل والاقتتال والجوع والتشرد، وفي ظل أنها قد تجاوزت مستوى التردي الخدماتي الذي تعيشه أيضاً العراق.. فلبنان الذي كان مثالاً للرقي والحياة المرفهة العصرية، نترحم عليه ونحن نشاهد الآن كثيراً منه يعيش خنوعاً كبيراً وتحت رحمة من يصفهم الشعب بأنهم لصوص قتلة ويرى أنهم يسرقون أمنه وقوته وسط خنوع لم يعهده اللبناني من قبل.
نترحم على لبنان الذي لم يبق منه في عالم السياسة إلا قلة ما زالت تحافظ على اتجاه بوصلتها الأخلاقية، نقول نترحم لأننا نتذكر بكثير من الفخر رجال لا تأخذهم لومة لائم في قول الحق، حتى إنهم دفعوا حياتهم ثمنا لذلك، هل نعيد ذكر أسمائهم وأفعالهم ممن قالوا ..لا.. لحزب الشيطان وسورية وإيران.. فهل نسي اللبنانيون رفيق الحريري وسليم اللوزي وسمير قصير ولن تغيب عن أعينكم مي شدياق وهي تقف بشموخ بينكم رغم أن بقايا قنبلة صاحب الضاحية ما زالت بجسدها.
هل قرأ اللبنانيون ما يدور حولهم.. هل عرفوا كيف أصبحت عراق الحضارة والمجد والازدهار بعد أن توغل فيها الفارسي الحاقد؟، وما الذي أصبحت عليه اليمن، بل كيف هي سورية؟.. هل يريد اللبنانيون أن يكونوا صومالاً آخر ليس فيه إلا رائحة الجوع والجيف والعصابات المتحكمة..؟ من يصدق ما يحدث للبنان الذي أصبح خراباً منهاراً جراء تحكم حزب واحد فيه.
كرامة لبنان وأهل لبنان على المحك في ظلّ وجود مجرم الضاحية وأذنابه ومن استخدمهم لإدارة لبنان الكبير، ولن يستعيد كرامته إلا بزوال هذا المنتفخ بعد أن قصمت الخسائر في سورية ظهره، ومع توقف الإمدادات والمساعدات الإيرانية جراء الجدب الذي تعيشه بلاد فارس وهو ما أعلن عنه نواب إيرانيون، بحيث أصبح تائهاً مشتتاً لا سبيل له إلا معانقة ميكروفونات محطته الرديئة لمهاجمة الآخرين ممن ينتقدون أعمال حزبه الإجرامية.. ولم يبق له إلا مؤامراته ومخدراته التي يتاجر فيها؟!.
لم يعد لإيران قدرة على إنقاذه وهي تعلم أن قرار إنقاذ العالم من شرها قريب، غير أنها تعيش حصاراً حقيقياً سيقلب عليها وعلى ملاليها صبر الشعب الإيراني الذي تم العبث به طويلاً، وهو ما جعل أيضاً عميلها الوفي لأهدافها الشيطانية الآن حتى غير قادر على أن يطل برأسه من مخبئه في الضاحية الجنوبية.
خروج نصر الله وحزبه سيعيد حسابات كثيرة إيجابية بل إنه سيعيد لبنان العظيم إلى علاقاته العربية والدولية وينعش اقتصاده ويفرح أهله برقي العيش والتعايش، وستعيد الألفة والتحاب.. تفتح الحدود التي أغلقتها قوى الشر.. والأهم إن تم ذلك سيعيد لنا لبنان الرائع الجميل الذي تم اختطافه لنحو أربعة عقود.
مشاركة الخبر: عدو لبنان؟! على وسائل التواصل من نيوز فور مي