هل تزيد أمازون وتيك توك ضراوة الحرب بين أميركا والصين؟
وكأن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين كان تفتقد عاملاً جديداً ليزيد التوتر، فعلى الرغم من الحرب الشعواء المستمرة منذ أشهر بينهما، والتي بدأت بالخلافات التجارية، ومن ثم جائحة كورونا، مرورا بهجمات الهاكرز الصينية على بعض مراكز الأبحاث المتعلقة بالفيروس المستجد، وصولاً إلى منع رحلات الطيران أو خفضها من قبل الإدارة الأميركية، والتشدد في منح التأشيرات للطلاب الصينيين، وملف هونغ كونغ وتايوان الذي راكم حدة الخلاف بين القوتين، أتى فصل جديد على هذه العلاقة المتوترة.
فقد أمرت شركة أمازون الأميركية العملاقة موظفيها بحذف تطبيق الفيديو الصيني "تيك توك" من هواتفهم المحمولة، وعللت السبب لـ"المخاطر الأمنية"، وذلك وفقًا لرسالة بريد إلكتروني أرسلتها الشركة، الجمعة.
وفي البريد الإلكتروني، الذي حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز، قال مسؤولو أمازون: إنه يجب على الموظفين حذف التطبيق من أي أجهزة لديها وصول إلى بريد أمازون الإلكتروني.
وأضافت المذكرة: "أن الموظفين اضطروا إلى إزالة التطبيق بحلول يوم الجمعة ليظلوا قادرين على الوصول إلى بريدهم الإلكتروني عبر أمازون، مضيفة أنه لا يزال يُسمح لعمال أمازون بمشاهدة "تيك توك" من متصفح الحاسوب المحمول الخاص بهم.
ملتزمة بخصوصية المستخدمينبالمقابل، ردت تيك توك على قرار أمازون بأن أمن المستخدم "له أهمية قصوى"، وأنها ملتزمة بخصوصية المستخدمين، مضيفة: "مع أن أمازون لم تتواصل معنا قبل إرسال بريدها الإلكتروني، وما زلنا لا نفهم مخاوفهم، إلا أننا نرحب بالحوار".
وتزيد خطوة أمازون – التي لديها أكثر من 500,000 موظفي في الولايات المتحدة – من الصعوبات التي تواجه "تيك توك"، التي تحظى بشعبية لدى الشباب في الولايات المتحدة. ولأنها مملوكة لشركة التقنية الصينية ByteDance، بالإضافة إلى التوترات المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين بشأن قضايا مثل هيمنة التجارة والتقنية، فقد تعرضت "تيك توك" لتدقيق متزايد في واشنطن حول ما إذا كانت آمنة.
إدارة ترمب: تطبيقات تهدد الأمن القومييذكر أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو كان أشار يوم الاثنين الماضي، إلى أن إدارة ترمب تدرس حظر بعض التطبيقات الصينية، التي وصفها بأنها تهديد للأمن القومي.
وفي العام الماضي، افتتحت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة، وهي لجنة اتحادية تقوم بمراجعة عمليات الاستحواذ الأجنبية للشركات الأميركية لأسباب تتعلق بالأمن القومي، مراجعة أمنية وطنية لاستحواذ ByteDance على الشركة الأميركية Musical.ly، التي أصبحت في نهاية المطاف (تيك توك).
وردًا على ذلك، قالت ByteDance، إنها ستفصل تيك توك عن معظم عملياتها الصينية، وستُخزَّن البيانات الشخصية للمستخدمين في الولايات المتحدة وليس في الصين.
إلى ذلك، مازال العالم يقف حائراً ينتظر طريقة ما تنهي هذه الخلافات بين بلد الخمسين ولاية وبلد المليار العالقة منذ أشهر.
مشاركة الخبر: هل تزيد أمازون وتيك توك ضراوة الحرب بين أميركا والصين؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي