"العين بالعين" والمصوّرة والجريمة
تحاول شركة "سيدرز آرت بورداكشن" (الصبّاح)، أن تمسك بزمام الإنتاجات وتنوّع مواضيعها الدرامية. محاولات تأتي دائماً منقوصة، لأسباب كثيرة، منها مراعاة مصالح الشركة بالدرجة الأولى، ضمن سياسة نحن نعمل مع الجميع، ولا نريد أن نغضب طرفاً أو فئة.
بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس/آب 2020، أعلن المنتج صادق الصبّاح نيته إنتاج مسلسل يؤرخ اللحظة أو الواقعة. يومها، أيضاً، أصيبت الممثلة نادين نسيب نجيم بجروح بالغة، بسبب قرب منزلها من مكان الانفجار. وقيل إن نجيم هي المرشحة للعب دور البطولة. وأكثر من ذلك، سُرّب العنوان، "العنبر 12"، نسبة إلى اسم مستودع المواد المتفجرة التي سبّبت المأساة في مرفأ بيروت
لأسباب مجهولة، لم ينفذ المسلسل، حتى جاءت الممثلة سيرين عبد النور والكاتبة سلام كسيري بفكرة عمل درامي يروي جزءاً من واقع لبنان ومسلسل الاغتيال، فكان "العين بالعين"، الذي يعرض على منصة شاهد، من إخراج رنده علم، وبطولة عبد النور ورامي عياش.
نورا فارس (عبد النور) مصورة صحافية شاهدة على اغتيال شخصية عسكرية في موقف للسيارات. عملها كصحافية استقصائية، بحسب ما تبين الأحداث، دفع زوجة العسكري إلى استغلال نورا وتكليفها تصويره مع عشيقته لقاء بدل مادي مغرٍ.
يلحق القاتل بنورا من مرأب السيارات، ويختطف صديقها المحامي، ويطلق النار عليه فيُصيبه، لكنه يبقى على قيد الحياة، لترتفع حدة الأحداث، التي تضع فارس أمام مغامرة صعبة في البحث عن المجرم، الذي تظهر سجالاته الشخصية أنه متوفٍ منذ ثلاث سنوات.
يُخطف والد نورا ويقتل في مخبأ اتخذه القاتل مكاناً لإقامته. وهكذا، تبدأ المغامرة بين نورا والمحقق عزام (رامي عياش) للسباق على محاصرة القاتل والقبض عليه، في إطار بوليسي لا يخلو أحياناً من بعض المواقف الخفيفة. من الواضح أن العمل يمثّل تحدياً للمخرجة، لكونها المرة الأولى التي تنفّذ فيها مثل هذه الأعمال الدرامية الخاصة بالمنصّات.
يشهد لسيرين عبد النور أنها لاعبة جيدة في إطار مهامها كمصورة صحافية. تجيد دورها ولو حضرت بعض الهفوات، لكنها ذكية في اقتناص الفرصة للخروج من عالم النمطية ومقارعة الدور بطريقة تبدو واقعية، تشبه عالم المصورين الذين يؤرخون اللحظات أحياناً من دون قصد، وتتحول صورهم إلى شاهد في قضايا وملفات كثيرة.
هكذا، حاولت سيرين عبد النور، بحسب تصريحاتها، الاستلهام من قضية اغتيال جورج بجاني، المصور الذي قُتل في ديسمبر/كانون الأول 2020، وقيل إن سبب اغتياله حصوله على صور خاصة من حادثة تفجير مرفأ بيروت. وتحاول الفنانة في ذلك أن تمنح للمنصات مادة لا تشبه المحتوى المعتمد في مجموعة من الإنتاجات اللبنانية المشتركة، أو تلك الخاصة بمنصات البث التدفقي.
حسناً فعلت عبد النور في اجتياز هذا الامتحان الصعب، وأصابت رغم ضعف شريكها رامي عياش كممثل، وإفلات المشاهد أحياناً من قبضة المخرجة رندة علم. لكن الحقيقة أن الفكرة الجيدة تبقى متفردة، وتحظى بنجاح ولو اختلف البعض على نسبته.
مشاركة الخبر: "العين بالعين" والمصوّرة والجريمة على وسائل التواصل من نيوز فور مي