دمار من الفضاء
هل تعشق النجوم؟ إذا تأملتها المرة القادمة وحدّقتَ في تلك المصابيح الرومانسية التي تضيء السماء وتملؤها بهجة فلا تنسَ أن ترمقها بنظرة مرتابة في نفس الوقت، لأن دمار كوكبنا قد يأتي من هناك.. من الفضاء!
لا أقصد غزواً من كائنات فضائية عاقلة، ووجودهم محتمل كما يظن علماء منهم ستيفن هوكنج، الذي حذّر من أن نحاول التواصل معهم، قائلاً إن أي حضارة تقرأ رسائلنا التي نرسلها باستمرار للفضاء (وهذا يحصل فعلاً) ستكون أكثر تطوراً منا بمراحل وأقوى عسكرياً، ولن نكون ذا شأن لهم بل ربما ينظرون لنا كما ننظر نحن للبكتيريا.
أقصد الأشياء الواقعية. كل يوم يقذف علينا الفضاء صخوراً وتراباً أكثرها لا يصل للأرض، لكنها لو وصلت لصار الدمار مريعاً، فهي لن تكون شديدة الضخامة بحيث تدمر كوكبنا كله بضربة واحدة، هذا مستبعد، لكن يقول العلماء إن النيزك لو جاوز طوله 2 كلم لأحدث دماراً هائلاً يغيّر وجه الأرض، كما حصل للديناصورات قبل 66 مليون سنة بسبب نيزك طوله 10 كلم، ضرب فغيّر المناخ وأباد فصائل لا حصر لها، بعضها كانت تستوطن الكوكب منذ 170 مليون سنة، انقرضت بلا رجعة.
الفضاء يطلق علينا أشعة غاما، لا ندري ما أصلها، قد تنتج من ارتطام ثقوب سوداء أو نجوم نيوترونية، تبث باستمرار لكنها بعد أن تقطع مسافات شاسعة لا تصل إلى كوكبنا إلا وقد تلاشى أثرها، لكن لو كانت قوية فيمكن أن تضر طبقة الأوزون وتنهي الحياة.
ما بالأعلى احتمالات صغيرة، لكن هناك شيء أكيد سيحصل: ارتطام المجرات. مجرة أندروميدا تخترق الكون الآن بسرعة 110كم/س، وبعد 4 مليارات سنة سوف ترتطم بمجرتنا درب التبانة، والنتيجة متوقعة طبعاً، إلا أن الظريف أن علماء قالوا إن هذا سينتج ثقباً أسود هائلاً وولادة مجرة جديدة.
الشمس التي لا حياة على كوكبنا بدونها سيحصل لها عملية تحول إلى ما يسمى العملاق الأحمر، فتتضخم وتُبخّر محيطاتنا وتحرق أي حياة موجودة -لو كان هناك حياة آنذاك- وتبتلع الكوكب.
عينة مما قد يخبئه لنا الفضاء.
مشاركة الخبر: دمار من الفضاء على وسائل التواصل من نيوز فور مي