ما خفايا تأجيل قرار الضم الاسرائيلي؟مسؤول فلسطيني يكشف
العالم - خاص بالعالم
اليكم ابرز ما جاء في اللقاء:
س: هل فعلاً تأجل مخطط الضم، أم ان هناك مخطط آخر لتنفيذه وما يتعلق بالموقف الامريكي بدعم تنفيذ ما يعرف بصفقة ترامب؟
عطون: ان قضية ضم الضفة الغربية ملف قديم جديد، ليس شيئاً حديثاً، بل هي محاولة استثمار من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للاعلان عنه في فترة الدعاية الانتخابية لجذب اصوات اليمين المتشدد، ولكن قرار الضم هو جزء ما يسمى بصفقة القرن، الخطة التي اعلنتها الادارة الامريكية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
اما على السلوك والاجراءات الاسرائيلية انما هو ضم حقيقي يمارس منذ سنوات على الارض الفلسطينية، على سبيل المثال ما يتعلق بالقدس وضم الكتل الاستيطانية الى مدينة القدس وقوانين ما تسمى توحيد القدس المحتلة. في الحقيقة لا توجد سلطة ولا سيادة فلسطينية على الاغوار، مازال الاحتلال هو الذي يسيطر عليها. حسب اتفاقيات اوسلو بعد اربعة سنوات على السلطة الفلسطينية ان تبسط نفوذها على منطقة الغور وقصيب، بمعنى ان اجراءات الاحتلال تؤكد وتكرس واضع الضم الحقيقي لكن الاعلان عنه بشكل رسمي تحاول الادارة الامريكية من خلاله تلطيف الجو حتى يتم قبول هذا الاجراء من قبل اطراف عربية وفلسطينية وتجميله بشكل كجزء من ملفات ما يسمى صفقة القرن.
س: نتنياهو وعد قبيل الانتخابات بتنفيذ عملية الضم بتاريخ محدد الذي مرّ دون تنفيذه، فما السبب وراء التأجيل، هل هي خلافات داخل الائتلاف الحكومي الاسرائيلي، أم مواقف دولية، أم الموقف الفلسطيني الموحد للمواجهة، أم تخوفات ورسائل قادة لجيش الاسرائيلي بعدم جهوزية بفتح جبهة اخرى سواء كان في الضفة الغربية او في جنوب قطاع غزة، في ظل انشغال المنطقة ما يحصل في سوريا وجنوب لبنان، ماذا حصل فعلاً ليتأجل القرار، او المماطلة بتنفيذ وعد نتنياهو؟
عطون: ان السبب الرئيسي كما اعلن عنه قادة الاحتلال الاسرائيلي وخبراء امنيين، بشكل واضح ان التأجيل الحقيقي كان بناءاً على الموقف الامريكي، باعتبار ان الاجواء غير مهيئة، وان قضية الضم ليست على اولوية الادارة الامريكية في هذه المرحلة، هذا من جانب.
من جانب آخر، هي تخوفات الجهات الامنية الاسرائيلية من توتر الساحة الداخلية والتصعيد في قطاع غزة كما هدد قادتها من اعلان الضم بمثابة اعلان حرب، وكذلك التخوف من الهبة الجماهيرية وحراك الشارع الفلسطيني في الضغة الغربية، اضافة الى الموقف الاردني الذي شعر بالخطر الحقيقي بخصوص الضم.
في المقابل الموقف العربي الضبابي وغير الواضح تجاه هذه القضية، وهناك فرق ما بين الخطاب الاعلامي وما بين الواقع. كل هذه العوامل مجتمعة ادت الى تأجيل الاعلان الرسمي، ولكن الخطوات العملية هي تمارس على الارض من قبل الاحتلال الاسرائيلي كمصادرة اراضي، شق طرق التفافية، ضم كتل استيطانية والاعتراف بها وما يجري بالقدس ومحطيها.
ان التدرج الاسرائيلي بالاستيلاء على الاراضي الفلسطينية كما حصل في الجولان المحتل بعدها فرض سيادته المطلقة عليها، يطبقها حالياً في الضفة الغربية، من اجل ان ينهي اي حلم لاقامة اي دولة فلسطينية على الضفة الغربية.
س: هل تراجع الدور الامريكي الكبير في المنطقة وتحديداً باتجاه كيان الاحتلال الاسرائيلي، السبب وراء تأجيل اعلان الضم؟
عطون: ان الدور الامريكي صحيح انه راعي للاسرائيلي، ولكن هناك ظروفا فرضت نفسها على العالم كتفشي كورونا وانشغلت الولايات المتحدة الامريكية والازمة الاقتصادية القادمة والتهديد بانهيار الاقتصاد والحديث ملفات ازمات عالمية، والوضع المضطرب في الشارع الامريكي، كل هذه الامور ادت الى توجيه الادارة الامريكية بترتيب اولوياتها من جديد، بحيث اصبحت قضية اعلان الضم ليست مهمة لها، كما كانت من قبل عندما اعلن ترامب نقل سفارته الى القدس المحتلة.
هناك في صراع قوى على الساحة الدولية، ايضاً هناك تراجع بالتدخل الامريكي حتى على المنطقة العربية بالمجمل كالعراق والملف الفلسطيني وافغانستان، واسرائيل لا تستطيع ان تأخذ تخطو خطوة بدون الغطاء الكامل من الادارة الامريكية نتيجة لعجزها وضعفها.
س: الضعف والعجز الاسرائيلي امام الازمات الاقتصادية وتشكيل ائتلاف حكومي هزيل، هل تعتقدون قد يكون سبباً لانهيار هذا الائتلاف؟
عطون: الازمات الاقتصادية انعكست سلباً على الدعم الامريكي لكيان الاحتلال على الصعيد العسكري والمالي، في ظل تراجع بعض المنظمات التي كانت تقدم مساعدات للاحتلال بمليارات الدولارات، وسط ازمات الائتلاف الحكومي الاسرائيلي الداخلي الذي تشكل على وعود لم تنفذ لحد الآن، في ظل الخسائر بمليارات الدولارات بسبب جائحة كورونا والبطالة والعجز المالي وهبوط سعر الشيكل.
الاحتلال الاسرائيلي لا يغامر على اتخاذ اي خطوة مكلفة جداً في المرحلة القادمة قد يحرك انتفاضة فلسطينية شعبية، بالاضافة الى التهديد المستمر من قطاع غزة، وكذلك الخشية من التهديد الايراني بعد قيام الاحتلال الاسرائيلي بقصف مواقع ايرانية في سوريا. اضف الى ذلك بان مجمل الدول الاوروبية والعربية ضد قرار الضم الاسرائيلي.
بعض المحللين يرون بان هذه الازمات قد تؤدي الى انهيار الائتلاف الحكومي الذي قد لا يدوم لشهرين.
س: هل ازمات كيان الاحتلال الاسرائيلي تصب لصالح محور المقاومة والقضية الفلسطينية والمصالحة ما بين فتح وحماس؟
عطون: ان موضوع اعلان الضم الاسرائيلي لا يهدد كيان سياسي، بل هو يهدد الفلسطينيين كوجود، لذا فان القرار يخدم محور المقاومة الذي دفع لجسر الهوة ما بين الفرقاء الفلسطينيين، ومن المؤمل استثماره لمواجهة الاجراء.
س: ما المطلوب خلال المرحلة القادمة، بين الضفة وغزة؟
عطون: مطلوب تشكيل قيادة وطنية موحدة على ارض الواقع، لوضع برنامج واستراتيجية وطنية لمواجهة الاحتلال وخططه كافة، وان تكون هناك مصالحة تنعكس على ارض الواقع يشعر بها المواطن الفلسطيني كي تكون رسالة قوية جداً للكيان الاسرائيلي، وهذا ما حصل حينما انزعج الاحتلال كثيراً بعد لقاء القادة الفلسطينيين المتلفز.
للمزيد من التفاصيل تابعوا الفيديو المرفق..
مشاركة الخبر: ما خفايا تأجيل قرار الضم الاسرائيلي؟مسؤول فلسطيني يكشف على وسائل التواصل من نيوز فور مي