كيف تسعى السعودية لوضع سلطنة عُمان في فوهة البركان؟
كشف مصدر مسؤول في محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، أن السلطات السعودية دعمت المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل مباشر، لتنفيذ مظاهرات في مدينة الغيضة، مركز المحافظة، كغطاء لإدخال أعداد كبيرة من ميليشيا الانتقالي الجنوبي من المحافظات الجنوبية الأخرى، من أجل السيطرة على محافظة المهرة وإسقاطها من أيدي السلطة الشرعية.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصدر مسؤول في السلطة المحلية بالمهرة، قوله، إن السعودية دعمت بشكل مباشر ماديا وعسكريا ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة المهرة، لإسقاطها بقوة السلاح من أيدي السلطة الشرعية والسيطرة عليها كما سيطرت على أغلب المحافظات الجنوبية الأخرى.
ولفت المصدر إلى أن المهرة هي المحافظة الوحيدة التي كانت محسوبة على السعودية بعد أن استأثرت بها قبل نحو ثلاث سنوات، وتركت للإمارات بقية المحافظات الجنوبية، وضخّت لها الرياض قوات سعودية ضخمة بأسلحة ثقيلة ومدرعات وعسكريين سعوديين.
وأوضح أن "السعودية واجهت معارضة شديدة من قبل مشائخ القبائل وأبناء محافظة المهرة الذين خرجوا باعتصامات دائمة منذ تدخل القوات السعودية إلى المهرة، وبعد أن عجزت عن تحقيق هدفها في السيطرة المباشرة على المحافظة دفعت مؤخرا بميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، وموّلتهم ماديا ودعمتهم عسكريا بالأسلحة المتوسطة والثقيلة، وأوكلت لهم مهمة السيطرة عليها".
الوجود السعودي في المهرة رفضه أبناء المحافظة بشدة واعتبروه احتلالاً صريحاً، وخرجوا في تظاهرات ونفذوا اعتصامات تطالب بخروج القوات السعودية من المحافظة.
وأشار إلى أن السعودية قامت في السابق بعملية (تسهيل) أو (تيسير) سيطرة ميليشيا الانتقالي الجنوبي على المدن والمحافظات الجنوبية، كما فعلت في جزيرة سقطرى الشهر الماضي، بحكم أن هذه الميليشيا مدعومة من دولة الإمارات، لكن الرياض اليوم تقوم بعملية دعم وتمويل مباشر لميليشيا الانتقالي الجنوبي لتحقيق غرضها في المهرة.
وتسعى السعودية إلى أن تكون محافظة المهرة حديقة خلفية لها، تنشئ في أراضيها أنبوبا لنقل النفط السعودي الخام من المناطق الشرقية السعودية إلى البحر العربي، ومنه نحو البحار المفتوحة عبر المحيط الهندي، حيث لا تملك السعودية منفذا بحريا مطلا على بحر العرب في الجنوب، وتحاول إيجاد بديل عن تصدير النفط عبر مضيق هرمز في الخليج العربي الذي تهيمن عليه إيران عسكريا.
وصباح السبت، واصل مسلحو الانتقالي تحركاتهم باتجاه ساحة التظاهرات التي دعا إليها المجلس في مدينة الغيضة، رغم اللجنة الأمنية بالمحافظة حظر إقامة أي فعاليات جماهيرية خلال هذه الفترة.
ودعا محافظ المهرة، السبت، جميع الأطراف في المحافظة إلى تحكيم لغة العقل والتعاون مع الأجهزة الأمنية للحفاظ على الأمن والاستقرار، وذلك عقب تأكيد المجلس الانتقالي إقامة فعاليته المقررة تأييداً للإدارة الذاتية الجنوبية.
وتأتي هذه الأحداث في المهرة بالتزامن مع الحراك السياسي الذي ترعاه السعودية لتقريب وجهات النظر بين الحكومة المعترف بها دولياً، والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتياً، لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر.
مشاركة الخبر: كيف تسعى السعودية لوضع سلطنة عُمان في فوهة البركان؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي