نحو شهر على اغتيال الهاشمي.. العراق مكبل "قضية معقدة"
منذ السادس من يوليو الماضي مر نحو شهر على اغتيال المحلل الاستراتيجي هشام الهاشمي، وسط مطالبات من قبل ناشطين عراقيين وسياسيين وإعلاميين بمتابعة القضية وتوقيف الجناة، إلا أن جديدا لم يصدر عن الحكومة العراقية ورئيسها مصطفى الكاظمي الذي وقف أمام أطفال الهاشمي وفي داره متعهداً بمحاسبة القتلة.
إلا أن تصريح المتحدث باسم الحكومة في مقابلة تلفزيونية، مساء أمس، أعاد فتح الملف على مصراعيه.
فقد أكد المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أحمد ملا طلال، أن قضية اغتيال الهاشمي "معقدة وخيوطها متشابكة".
إجابة لن تشفي بالتأكيد غليل الشارع العراقي ومحبي الخبير الأمني، الذين ينتظرون تنفيذ الوعود، ومحاسبة مرتكب واحد على الجرائم المتعددة التي وقعت في الآونة الأخيرة من اغتيال الناشطين إلى خطف المتظاهرين، والصحافيين.
مخاوف من مرحلة مظلمةيذكر أن اغتيال الباحث العراقي البارز كان أثار مخاوف من دخول البلاد في مرحلة مظلمة وعنيفة، مع وصول التوترات الحادة بين الفصائل الموالية لإيران والحكومة إلى مستويات جديدة، وفق محللين.
واغتال مسلّحون مجهولون يستقلون دراجتين ناريتين الهاشمي (47 عاماً) مساء الاثنين في السادس من يوليو أمام منزله في شرق بغداد، في هجوم أثار موجة غضب وتنديد في العراق وخارجه.
وفيما لا يزال المنفذون طلقاء، يلفت خبراء إلى أن عملية الاغتيال تؤشر إلى تحوّل مأساوي في العنف السياسي المتصاعد منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات الشعبية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
واتخذ الهاشمي موقفاً داعماً بشدة للانتفاضة الشعبية المطالبة بإصلاح شامل للنظام السياسي العراقي والمندّدة بموالاة الحكومة السابقة للمعسكر الإيراني.
مسلحون مجهولون بدراجات ناريةوخلال موجة الاحتجاجات التي استمرت ستة أشهر، اغتيل عشرات الناشطين أمام منازلهم بأيدي مسلحين مجهولين غالباً ما كانوا يستقلون دراجات نارية. لكن السلطات لم تتمكن من كشف الجناة.
وفي أيلول/سبتمبر الماضي، قبل بدء التظاهرات غير المسبوقة، نشرت جماعات موالية لإيران على الإنترنت ما يشبه "لائحة تصفيات"، وهددت الهاشمي و13 شخصية عراقية أخرى، بالقتل.
إلى ذلك، هوجم الهاشمي واتّهم مع آخرين بأنهم "عملاء" و"خونة الوطن" و"مؤيّدون لإسرائيل والأميركيين".
"مهمة انتحارية"وتعهد الكاظمي بمحاسبة قتلة الهاشمي. وأقال على وجه السرعة قائد الشرطة في المنطقة التي اغتيل فيها الهاشمي، لكن الأمل بالمساءلة الحقيقية ضئيل.
وقال ناشطون عراقيون آخرون لفرانس برس في حينه، إنهم يخشون منذ فترة استهدافهم بسبب كلام علني لهم ضد جماعات مدعومة من إيران.
كما رأى المؤرخ عمر محمد الذي وثّق الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش في الموصل أنه "كان من الممكن أن يكون أي أحد منا. لقد تم إخطار أصدقائنا بمغادرة البلاد على الفور". وأضاف "إذا لم يقم الكاظمي بخطوة قوية، فإن الحياة المدنية في العراق ستختفي، لكنني أخشى أنه لن يفعل ذلك. إنها مهمة انتحارية".
مشاركة الخبر: نحو شهر على اغتيال الهاشمي.. العراق مكبل "قضية معقدة" على وسائل التواصل من نيوز فور مي