الإنسانية تفشل أمام استبداد الاحتلال
شهداء غزة يفوقون جميع ضحايا حروب القرن 21
شن الطيران الإسرائيلي سلسلة غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات من المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء والكبار في السن.
ويأتي ذلك، في وقت يواصل الجيش الإسرائيلي، لليوم الـ67، الحرب على غزة واستهداف المربعات السكنية، وسط موجة نزوح داخلية تسببت بأوضاع إنسانية كارثية، مع استهداف مراكز إيواء النازحين، والمدارس والمنازل وكافة مشاريع البنية التحتية والمستشفيات والمؤسسات المدنية.
وتشهد مناطق مختلفة في شمال القطاع معارك ضارية في عدة محاور، فيما تتواصل الاشتباكات المسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال في مخيم جباليا والأحياء الشرقية لمدينة في شمال القطاع، ومدينة خانيونس في الجنوب.
18 ألف شهيد ومستقبل أشد ظلمة
ودمر الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 61 % من المنازل والوحدات السكنية في قطاع غزة، وطال التدمير أكثر من 305000 وحدة سكنية.
وأكدت وزارة الصحة بغزة وصول نحو 300 شهيد إلى مستشفيات قطاع غزة في الساعات الـ24 الماضية، لترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 18 ألف شهيد، وأكثر من 49 ألفاً و500 مصاب.
وأوضح المكتب الإعلامي الحكومي أن أعداد الشهداء ترتفع بالمئات في كل يوم، بينهم 7875 طفلاً و6130 امرأة، فيما بلغ عدد المفقودين 7760 مفقوداً، إما تحت الأنقاض أو أن مصيرهم مازال مجهولاً، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة.
اعتقال 142 فلسطينية
كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بالاشتراك مع نادي الأسير الفلسطيني، أنّ الاحتلال الإسرائيلي اعتقل 142 امرأة فلسطينية، من بينهنّ طفلات رضيعات ونساء مسنّات، وذلك في خلال اجتياحه البري لمناطق مختلفة من قطاع غزة، وسط الحرب المتواصلة عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وبحسب المعطيات المتوفّرة التي تضمّنها بيان مشترك أصدرته المؤسستان، فإنّ هؤلاء المعتقلات الفلسطينيات محتجزات في سجون إسرائيلية مختلفة، من بينها سجن الدامون وسجن هشارون.
وكانت المؤسستان المعنيّتان بالأسرى الفلسطينيين قد أصدرتا، في وقت سابق، بياناً أفادتا فيه بأنّ الاحتلال الإسرائيلي ينفّذ جرائم مروّعة وفظيعة بحقّ المعتقلين من قطاع غزة. وأضافتا أنّه يرفض الكشف عن مصير هؤلاء، لجهة أعدادهم وأماكن احتجازهم وحالاتهم الصحية.
وفي ضوء الصور الصادمة والمروّعة والشهادات التي خرجت من مواطنين فلسطينيين، اعتُقلوا من مناطق مختلفة في قطاع غزة أخيراً، فقد أكّدت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير أنّ مستوى التخوّف على مصير المعتقلين يتزايد يوماً بعد يوم، ولم تستبعد المؤسستان إقدام الاحتلال على تنفيذ عمليات إعدام ميدانية بحقّ معتقلين من فلسطينيي قطاع غزة.
وأوضحت المؤسستان، في بيانهما نفسه، أنّ إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي أعلنت، في نهاية شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عن احتجاز 260 معتقلاً ومعتقلة من قطاع غزة في تلك السجون، وقد صنّفتهم مقاتلين غير شرعيين.
في سياق متصل، أشارت الهيئة والنادي إلى أنّ وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرّف إيتمار بن غفير، الذي وصفته المؤسستان بأنّه "فاشي"، تقدّم بطلب إلى مسؤولة إدارة سجون الاحتلال يشمل "نقل معتقلين من فلسطينيي قطاع غزة إلى قسم الزنازين ركفيت، المُقام تحت سجن نيتسان الرملة، الذي يُعَدّ من أسوأ السجون وأقدمها". ويأتي ذلك بحسب ما وصفت المؤسستان "في إطار عمليات التعذيب والتنكيل الممنهجة" التي تطاول المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
إضراب بالضفة
عم الإضراب الشامل محافظات الضفة الغربية، تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الـ66 على قطاع غزة، وبالمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بقصف منازل الفلسطينيين الآمنين والمستشفيات ومراكز الإيواء.
وشل الإضراب مناحي الحياة كافة، وأُغلقت الجامعات، والبنوك والمصارف، والمحلات التجارية، وسط دعوات جماهير شعبية إلى الاستمرار في فعاليات المواجهة مع الاحتلال في كل المناطق والشوارع والميادين.
وشهدت المواصلات العامة إضراباً في جميع الخطوط، وكانت حركة المواطنين طفيفة، كما أغلقت المصانع والمعامل أبوابها.
ويأتي الإضراب الشامل الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية في الضفة، تلبية لحراك عالمي ودعوات واسعة النطاق أطلقها نشطاء من مختلف أنحاء العالم، تحت وسم "إضراب من أجل غزة" (StrikeForGaza) من أجل تنفيذ إضراب عالمي شامل، للتضامن مع أهالي قطاع غزة، والضغط على الحكومات من أجل التحرك لوقف العدوان الإسرائيلي.
وقالت القوى الوطنية في بيان إن "شعوب الأرض قاطبة ستتوحد في مواجهة الظلم والقتل والعنصرية، التي تمارسها دولة الاحتلال، وستنتصر لدماء الأطفال والنساء والشيوخ ضحايا إرهاب الدولة المنظم وجرائم الحرب الاحتلالية".
وأشارت إلى أن "العالم يرفض دعم الولايات المتحدة الكامل لدولة الاحتلال في حربها على أطفالنا وشعبنا، ويرفض الفيتو الذي أفشل تمرير قرار في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة".
وأوضحت القوى أن "الإضراب هو رسالة الشعوب الحية بالوقوف إلى جانب شعبنا وحقوقه المشروعة في العودة، وتقرير المصير، والاستقلال الوطني الناجز في دولته كاملة السيادة وعاصمتها القدس".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، تشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا شاملا على الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، أسفر عن ارتقاء أكثر من 17,975 شهيدا، ونحو 51,300 جريح، أغلبيتهم من الأطفال وكبار السن والنساء، في حصيلة غير نهائية.
جثامين الشهداء في مخيم جباليامشاركة الخبر: الإنسانية تفشل أمام استبداد الاحتلال على وسائل التواصل من نيوز فور مي