المستوطنون يستغلون حرب غزّة لسرقة أراضي فلسطينيين في خربة قلقس

استغل المستوطنون الاستعدادات للإضراب الشامل، أمس الاثنين، لتقوم جرّافاتهم وآلياتهم بجرف أراضي الفلسطينيين في خربة قلقس جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية ولشقّ طريق جديدة؛ بهدف توسعة مستوطنة "بيت حاجاي"، المقامة على أراضي قرى الخليل الجنوبية.

بدأت جرّافات المستوطنين وبشكل لافت الليلة قبل الماضية، بالحفريات في ساعات الليل المتأخرة دون وجود إنارة ووسط انتشار مكثف لجنود الاحتلال والمستوطنين.

المستوطنون يسارعون الزمن للتوسع

ويسارع المستوطنون الزمن للتوسع الاستيطاني في مناطق جنوب الخليل بحماية جيش الاحتلال حيث عملوا خلال الشهرين الأخيرين، على شق أربعة طرق استيطانية التهمت آلاف الدونمات من أراضي المواطنين، مستغلين بذلك ظروف الضفة الغربية الأمنية وانشغال العالم بالعدوان على غزة، كما يقول منسق لجان المقاومة الشعبية في جنوب الضفة الغربية، راتب الجبور في حديث لـ "العربي الجديد".

وبدا لافتًا أن الاحتلال ينفّذ حفرياته في ساعات متأخرة من الليل فقط كما يجري في منطقة "بيت حاجاي"، حيث شقّت الجرّافات الإسرائيلية خلال وقت قصير من الليلتين السابقتين طريقًا بطول ألف متر وعرض ثمانية أمتار واصلة بين خربة قلقس وقرية الريحية على حساب أراضي عائلتي "أبو سنينة والطوباسي". 

ويُعتبر مدخل خربة قلقس منفذ مدينة الخليل الجنوبي، إذ يصل بينها وبين قرى مدينتي دورا ويطا، وكان الاحتلال قد أغلقه منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فيما كانت بلدية الخليل قد انتزعت في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2021، قرارًا بفتح مدخل الخربة بعد إغلاق استمر 20 عامًا.

ويوضح إياد أبو سنينة أحد أصحاب الأراضي في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العائلة تملك أوراقا ثبوتية منذ العهد التركي في فلسطين تشير إلى ملكيّتهم للأراضي المحاذية لخربة قلقس، بالإضافة إلى إخراجهم سابقًا أوراق قيد إسرائيلية تؤكّد الأمر ذاته، وتحذّر من البناء فيها بحجّة الاتفاقيات الموقعة بين السلطة الفلسطينية، والاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن الأراضي لم تستخدم للبناء وهي مزروعة فقط بالزيتون. 

المستوطنون لا توقفهم الاعتراضات

توّجه أصحاب الأراضي للارتباط الفلسطيني الذي لم يقدم لهم أي مساعدة وفق أحد أصحاب الأراضي، ما دفعهم لتقديم اعتراض لدى الشرطة الإسرائيلية. ويقول أبو سنينة متسائلًا: "قدّمنا شكوى لدى الجانب الإسرائيلي ونحن نعلم عدم جدواها، كيف ينصفنا من يحتل أرضنا، ورغم ذلك تطالبنا شرطة الاحتلال بتقديم أسماء المستوطنين الذين يعتدون على الأرض ويحفرون فيها، والحفريات تتم في وقت متأخر من الليل وسط حماية جنود الاحتلال". 

يقول أبو سنينة: "كنا نواجه تضييقات وملاحقات من المستوطنين المتطرفين أتباع المدرسة الدينية في مستوطنة (بيت حاجاي) وذلك قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والآن تطورت الاعتداءات حيث أطلقوا علينا النار حين حاولنا الوصول للأراضي بهدف قطف الزيتون، ولاحقًا دون سابق إنذار في ساعات الليل لاحظنا وجود حفريات من جرافات الاحتلال تعمل بدون إنارة وتمنع أي أحد من الوصول إليها". 

ويعمل الاحتلال على توسعة مستوطنة "بيت حاجاي" البالغة مساحتها 869 دونما عبر الاستيلاء على أراضي المواطنين الفلسطينيين، بحجّة أنها "أملاك إسرائيلية متروكة" بهدف زيادة عدد مستوطنيها البالغ عددهم قرابة 700. 

وهدف آخر وفق راتب الجبور، يسعى فيه الاحتلال لتنفيذ خطة استيطانية تعزل قرى جنوب الخليل بعضها عن بعض حيث التهم طريق استيطاني قرابة 12 كيلومترا من الأراضي الفلسطينية لربط مستوطنات "متسي يائير وأفيجال وكرمائيل" المقامة على أراضي الفلسطينيين شرق يطا بمستوطنة "ماعون" قرب بلدة الظاهرية. 

ووفق الجبور، فإن طريقًا آخر عمل عليه الاحتلال والمستوطنون خلال الأسابيع الماضية يربط مستوطنة "عتنائيل" المقامة على أراضي بلدة الظاهرية جنوب الخليل، بأراضي خربة أم العمد غرب يطا، وصولًا لمنطقة عين الشنار القريبة من مستوطنة "بني حيفر" المقامة على أراضي جنوب بلدة بني نعيم شمال الخليل، ما أدى لنهب آلاف الدونمات التي تعود لملكية فلسطينية، فيما يؤكد الجبور أن جميع الحفريات تتم في ساعات الليل.

مشاركة الخبر: المستوطنون يستغلون حرب غزّة لسرقة أراضي فلسطينيين في خربة قلقس على وسائل التواصل من نيوز فور مي