نبيل فاروق روائى جذب الشباب نحو الكتاب.. كيف تفاعلوا مع أعماله؟
أدهم صبرى.. نور الدين محمود.. نهير سالم.. فاي.. كلها أسماء وضعها الدكتور نبيل فاروق لأبطال رواياته، التى جذبت عقول الشباب والمراهقين، بل والأطفال أيضًا، وإذا فكرنا فى تحليل، وتمحيص، وتفنيد كل ما كتبه الراحل، فلن تسعفك الكلمات، بل ولن تتسعَ الصفحات لما تريد التعبير عنه، بل إنك عندما تقرأ كتاباته، فى ذكرى ميلاده الذى تمر خلال تلك الشهر، تطرح على نفسك سؤالاً هامًا لماذا تعلق الجميع بكتاباته؟ ولماذا نجحت فى جذب عقولهم وقلوبهم معها وتفاعلهم مع القراءة؟
منذ بداياته فى الكتابة، وهو يتبع أسلوبًا بسيطًا سهلاً، لفت انتباه الشباب، إلى وجود ما يبحثون عنه من المتعة، التشويق، والإثارة، لكن بلغة عربية، وأفكار عربية، وثقافة عربية، لهذا كتب فى جميع المجالات الأدبية، كـ"الخيال العلمى، والبوليسى، والرعب، والاجتماعى، حتى الرومنسى".
إلى جانب ذلك نجد الدكتور نبيل فاروق كان يحرص فى كتاباته، على إبراز شخصية بعينها، تتمتع بالذكاء، والحنكة، والقوة والأخلاق، فبطل روايته لا يشرب الخمر، لا يدخن، يهتم بصحته ولياقته البدنية أحيانًا، فقد كان شغله الشاغل طوال الوقت، كيف يزرع الأخلاق فى الشباب من خلال كتاباته؟ فهو يعلم علم اليقين، أن الشباب بشكل عام، والمراهقين بشكل خاص، ينفرون من النُصح المباشر، والبشر أصلاً لا يحبون مَن يوجه لهم النصيحة طوال الوقت.
وبحكم أنه كان شابًا عندما بدأ فى الكتابة، فقد كان يرى مدى تأثير الروايات والأفلام الأجنبية على الشباب والمراهقين، ففكر فى تشجيعهم على القراءة، وزرع القيم والأخلاق فيهم من خلال قراءتهم لتك القصص، فكان ينتقى لهم المثل الأعلى، الذي يبحثون عنه في حياتهم، وهذا لا يعني أنه كان يكتب عن ملائكة، بالعكس لقد كان يتناول كل الشخصيات بعيوبها ومميزاتها، لكنه اتبع سياسة الحسنة تغلب السيئة.
فنجد فى رواية "العملية صقر" على سبيل المثال عرض لنا 4 شخصيات "الجندي، وضابطان في الصاعقة، وضابط احتياط كان في الأساس راقص باليه"، كما عرض لنا في تلك الرواية سبب اجتماعهم، ثم عرض لنا نظرة كل منهم للآخر، وكيف أن الجندي نسي فارق الرتب وخطورة الموقف الذي كانوا فيه، وتذكر فقط أن ضابط الاحتياط الشجاع كان راقص باليه، أو عندما كانوا يختلفون أحيانًا وتعلو أصواتهم على بعض، تظن أنهم يكرهون بعضهم، لكن في المواقف العصيبة، تجد كلا منهم مستعد لدفع حياته فداءً لرفاقه، وفداءً للوطن، تلك الكلمة السحرية، التي يقف لها الجميع احترامًا.
أما عن لغته وتراكيب ألفاظه، فقد كان يستخدم ألفاظًا بسيطة سهلة، تتناسب مع القارئ العادى، ولم يحاول كتابة ألفاظ غريبة أو معقدة، بل حافظ على بساطة اللغة وقوتها، دون تكلف أو تعقيد، وقد سمعت أحد المتمكنين في اللغة من جيل الشباب وهو يتحدث يومًا، أنه استفاد من قراءته لنبيل فاروق فى تقوية اللغة العربية قراءة وكتابة، عندما كان صغيرًا.
كما حرص الدكتور نبيل فاروق طوال الوقت، على وضع بعض المعلومات المهمة والقيمة، فقد تحدث عن فرق التوقيت بين الدول، مثل مصر والمكسيك، وتحدث عن خطوط الطول ودوائر العرض، كما تحدث عن بعض الرياضات، كـ "الكاراتيه والتايكوندو"، كما أورد أسماء بعض أبطال المخابرات المصريين الذين عرفتهم الدراما المصرية، مثل "رأفت الهجان"، أو بعض عمليات وبطولات ضباط المخابرات، كعملية الحفار، وحين أتحدث عن الإيراد، فأنا لا أعني أنه قد تناولها بالتفصيل، لقد ذكر اسمها بين السطور، ثم كتب نبذة عنها في هامش الرواية.
وفى الحقيقة فإنك عندما تقرأ كتابات نبيل فاروق تجد نفسك رحالاً فى عالمه الواسع، الفسيح، الملىء بالمغامرات، فتارة تجد نفسك فى فرنسا خلف أدهم صبرى، لحل لغز اختفاء العالم المصري جمال عمار، وتارة أخرى تجد نفسك في مجلس الشعب مع الدكتورة نهير، لكشف لغز اغتيال أحد النواب، ومن ناحية أخرى تسافر عبر المستقبل، فى مغامرة من مغامرات نور الدين بصحبة أفراد فريقه في المخابرات العلمية، وكلما قرأت له رواية ما، تجد نفسك سابحًا بخيالك معها، متأثرًا بكل أحداثها، ومتعاطفًا مع أبطالها.
لقد اهتم نبيل فاروق بالأجيال الجديدة، وسعى، لتغيير وجهة نظرهم في القراءة، وأعتقد أنه نجح في ذلك، فقد كانت أعماله مؤثرة في الجميع.
مشاركة الخبر: نبيل فاروق روائى جذب الشباب نحو الكتاب.. كيف تفاعلوا مع أعماله؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي