web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

هل غيرت أمريكا موقفها من الإبادة الجماعية في غزة خوفاً على سمعتها و مركزها الأخلاقي في العالم؟

تم نشره منذُ 11 شهر،بتاريخ: 13-12-2023 م الساعة 09:45:06 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-1926504.html في : أراء وكتابات    بواسطة المصدر : حيروت - مقالات

 

بقلم  / صفوان باقيس

 

الإجابة على هذا السؤال يتطلب معرفة تاريخ أمريكا في الحروب و الصراعات فهي ضربت هوريشما و نجازاكي بالسلاح النووي فوق مدنيين عزل، فليكن غلطة قبل توقيع معاهدات الحرب و السلام بعد الحرب العالمية الثانية كمعاهدات جنيف الأربع بالرغم ان بنسختها الأولى في أواخر القرن التاسع عشر تعتبر إستهداف المدنيين جرائم ضد الإنسانية. أيضا تسببت بشكل مباشر او غير مباشر بجرائم حرب و بإبادات جماعية ضد المدنيين الأبرياء سواء بدعم الانقلابات العسكرية او التورط المباشر مثلما فعلت في فيتنام الذي تركت فيه اكثر من ٣ ملايين قتيل في صفوف الشعب الفيتنامي او حصار العراق ثم غزوه بالرغم من عدم وجود شرعية وفق القانون الدولي لهذا الاحتلال و كلنا يدرك حجم المعانات الإنسانية التي تركت في العراق و أفغانستان و بنما وغيرهم الكثير.

 

تورطت الولايات المتحدة تقريبا في كل الصراعات المحلية و الإقليمية في العالم، فهي إمبراطورية ربما الأقوى في تاريخ البشرية من حيث الإمكانيات المادية من رأس مال إلى قواعد عسكرية ممتدة تقريبا في كل ارجاء كوكب الأرض. من حيث السيطرة تفوقت على نفوذ الإمبراطورية البريطانية في اوج قوتها.

 

في زمن الحرب الباردة كانت الانظمة من حيث الكم تتبع المعسكر الشرقي من الهند و شرق آسيا و الشرق الأوسط و أفريقيا إلى جنوب أمريكا، فشل المعسكر الشرقي بإستثناء الصين لأنهم تطرفوا ايدلوجيا فلذلك فشلت الانظمة في تقديم نموذج سياسي إقتصادي مستقر قابل للاستمرار. لم تهتم أمريكا حينها بالرأي العام العالمي بل اعتبرته انذاك صراع بين الخير و الشر.

 

بل لم تكترث الولايات المتحدة بسمعتها او مركزها الأخلاقي على الإطلاق في كل تاريخ و جودها منذ تأسيسها بل وجودها كان جريمة أخلاقية بحد ذاته. كل ما يهمها هو السيطرة و التفوق العسكري و الإقتصادي يمكن أن توصف بتكتل راس مال ابيض عنصري يؤمن بتفوق العرق الأبيض تأسست على العبودية و الابادة الجماعية. فهي إلى اليوم لا تعترف بحق السكان الأصليين داخل حدودها بالوجود.

 

اعتمدت بشكل أساسي على الدعاية الإعلامية بتقديم نفسها كنبراس العدالة في العالم و كذلك استخدمت كل الوسائل في تقديم غير الأبيض على إنه غير حضاري على سبيل المثال إلى اليوم تصور هوليود الإنسان غير الأبيض بالهمجي و المجرم خصوصا العرب و السكان الأصليين الذي تم نعتهم بالهنود الحمر.

 

أمريكا أعطت نتنياهو شيك على بياض في الحرب على غزة و قدمت له كل الإمكانيات المتاحة المسخرة في حلف الناتو العسكري من تجسس و استطلاع حربي و الذخائر مع دعم الإقتصاد و توفير السيولة النقدية و سن التشريعات التي تجرم نقد الصهيونية وتحريم التعاطف مع حق الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه و كرامته وكذلك الدعم السياسي في مجلس الأمن و عرقلة اي قرار ضد إسرائيل يصدر منذ تأسيس الكيان و كان آخرها الفيتو ضد اي قرار لوقف الحرب على غزة.

 

أمريكا لا تكترث و لا تستحي و لا تحترم احد حتى الشعب الأمريكي نفسه فهي تحكمها مافيا راس المال و ايدلوجيا دينية عنصرية تؤمن بتفوق المسيحية كنتاج ثقافي للرجل الأبيض.

 

المعيار الرئيس الذي تفهمه أمريكا هو المصالح المادية حينها ستنقلب حمل وديع، فقط عندما تدرك ان مصالحها الاستراتيجية في خطر لأنها تتحرك وفق العقلية الراسمالية بحساب الربح و الخسارة. لذلك إغلاق باب المندب كليا لمدة زمنية طويلة سوف يشكل اضطراب في السوق غير مسبوق بحيث لا يمكن توقع نتائجه على إقتصاد العالم و نظام السوق. لن تخسر أمريكا نفوذها الجيوسياسي في العالم فحسب بل لن تتمكن حتى من الحفاظ على وحدتها الفدرالية في ظل مجتمع غير متجانس عرقيا و غير متجانس ثقافيا يعيش صراع طبقي حقوقي إجتماعي خطير مع حرية إمتلاك السلاح و بوادر تأسيس تنظيمات شبه عسكرية وكذلك مع وجود فجوة فكرية حادة بين اليمين و اليسار.

 

يمكن وصف أمريكا اليوم بالعملاق المريض المتخبط الذي يتصرف بعقلية نظام العولمة الذي تفردت فيه منذ إنهيار المعسكر الشرقي وقبول معظم دول العالم نموذج السوق الحر الذي من خلاله تم تعويم العملات المحلية و ربطها بعملة لا تستند على غطاء ذهب في أكبر عملية نصب جماعي على مستوى دول في تاريخ الإنسانية.

 

١٣ – ديسمبر – ٢٠٢٣

The post هل غيرت أمريكا موقفها من الإبادة الجماعية في غزة خوفاً على سمعتها و مركزها الأخلاقي في العالم؟ first appeared on موقع حيروت الإخباري.

مشاركة الخبر: هل غيرت أمريكا موقفها من الإبادة الجماعية في غزة خوفاً على سمعتها و مركزها الأخلاقي في العالم؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

اليوم العالمى للتليفزيون أقرته الأمم المتحدة تقديرا لدوره الكبير

منذُ 12 ساعة

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى للتليفزيون وهى مناسبة عالمية أقرتها الأمم المتحدة فى ذكرى إحياء أول منتدى عالمى...

جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية ما أبرز توصياته

منذُ 12 ساعة

في إطار حرص وزارة الثقافة على الحفاظ على التراث الفنى المصرى اجرى الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة جولات تفقدية فى العديد...

بيع لوحة للفنان الفرنسى الشهير كلود مونيه بـ 655 مليون دولار بمزاد نيو...

منذُ 12 ساعة

حققت لوحة بعنوان نيمفياس 191417 للفنان كلود مونيه مبلغ قدره 655 مليون دولار مع الرسوم من ضمن مبيعات المقتنيات الفنية لرائدة...

اكتشاف آثار قناة مائية رومانية كانت تزود دورنوفاريا بالمياه فى بريطاني...

منذُ 12 ساعة

اكتشف علماء آثار من جامعة بورنموث آثار قناة دورشيستر أحد أطول المجارى المائية الرومانية القديمة فى بريطانيا...

اليونسكو تمنح حماية جديدة لمواقع التراث اللبنانى المهددة بالحرب مع إسر...
منذُ 12 ساعة

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو 34 موقعا تاريخيا فى لبنان على قائمة الحماية المعززة...

10نصائح لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة وتحسين صحة القلب
منذُ 12 ساعة

الكولسترول عبارة عن مادة شمعية شبيهة بالدهون توجد في خلايا الجسم والدم وهو ضروري لإنتاج الهرمونات وفيتامين د ومواد مثل...

widgets إقراء أيضاً من حيروت - مقالات