مبابي يحبس الأنفاس؟
عشية افتتاح الميركاتو الشتوي بعد غد الاثنين، لا يزال الغموض يكتنف واحداً من الملفات الأكثر تعقيدا خلال الفترة الماضية، والمتعلق بالدولي الفرنسي كيليان مبابي، الذي سيصبح مع بداية السنة حراً في التوقيع مع الفريق الذي يرغب إذا رفض الرحيل في إطار صفقة يبرمها باريس سان جيرمان خلال اليومين المقبلين مع الريال أو غيره.
لكن كل المؤشرات توحي بأن الرجل يريد الوفاء بالتزاماته مع فريقه إلى غاية نهاية الموسم، ومن ثم التفاوض بمفرده مع من يريد الاستفادة من خدماته، على غرار باريس سان جيرمان، الذي يأمل تمديد عقده، والريال الذي يحلم بضمه منذ زمن، إضافة إلى دخول كل من بايرن ميونخ وليفربول على الخط بالنظر إلى قيمته الفنية وحتى المادية، التي تسمح لأي فريق بتحقيق البطولات والألقاب، وتحقيق الأرباح من خلال استقدامه، ثم بيعه بعد سنوات.
عقد مبابي مع باريس سان جيرمان ينتهي شهر يونيو/حزيران المقبل، والفريق الفرنسي لم يفقد الأمل في تجديد عقده لسنتين إضافيتين على الأقل، لذلك لا يزال يفاوضه ويغريه إلى حد الساعة، خاصة منذ رحيل ميسي ونيمار ودي ماريا عن فريق جعل من استقطاب النجوم استراتيجية أساسية خلال العشرية الماضية، سمحت له بتحقيق كل البطولات المحلية والانتشار أوروبيا وعالميا، وزيادة حجم القيمة السوقية للنادي التي فاقت مليار يورو من 170 مليون يورو قبل 10 سنوات، لكن ذلك لم يشفع له في تحقيق لقب دوري الأبطال الذي يسعى إليه منذ سنوات، لذلك يريد الاحتفاظ بمبابي نجماً وحيداً محاطاً بمجموعة من المواهب الفرنسية الشابة التي استثمرت فيها إدارة النادي.
تمديد مبابي مع باريس سان جيرمان أو رحيله بعد أيام خلال الميركاتو الشتوي يبدو مستبعدا، لأن اللاعب يرفض، وذلك من حقه، وعندها يواصل اللعب إلى غاية نهاية الموسم احتراماً لعقده، وعندها، كل التوقعات تشير إلى انتقاله إلى ريال مدريد، الذي كان ولا يزال حلماً متبادلاً بين الطرفين، من دون أن يضطر الفريق "الملكي" إلى دفع ثمن صفقة الانتقال إلى "الباريسي"، لأن اللاعب يتفاوض حراً، ويحصل على كل الأموال، وتفتح له أبواب التتويج بالألقاب الأوروبية والعالمية مع الريال، الذي يستفيد بدوره من خدمات نجم النجوم، ما يجعله أقوى بكثير مما هو عليه الآن في وجود بلينغهام وفينيسيوس جونيور والفرنسيين تشواميني وكامافينغا.
عندما يرفض مبابي الرحيل أو التجديد في الميركاتو الشتوي، يجد ريال مدريد نفسه في مواجهة أندية أخرى تدخل الخط للمنافسة على استقطابه، خاصة ليفربول، الذي لن يتردد في التنازل عن صلاح للسعوديين والحصول على ما يقارب 250 مليون يورو، يمكن إنفاقها لأجل استقدام النجم الفرنسي بكل ما يمثله من قيمة فنية ومادية وتسويقية، إضافة إلى بايرن ميونخ، الذي كشف عن نواياه في دخول المنافسة على لاعب لا مثيل له في السوق، قد يكلف راتبه السنوي ما لا يقل عن 80 مليون يورو، يصعب على العملاق "البافاري" توفيره من دون الاستعانة بممولين ومستثمرين جدد.
ويصعب على كيليان مبابي استبدال باريس سان جيرمان وريال مدريد ببايرن ميونخ، رغم الترحيب الكبير الذي أبداه مدربه السابق توماس توخيل، الذي قال إنه مستعد لامتطاء دراجة إلى العاصمة الفرنسية باريس للتعاقد مع النجم الفرنسي.
كيليان مبابي من جهته لا يزال يلتزم الصمت منذ مدة، ويتمسك بموقفه الرافض الرحيل أو التمديد على الأقل في الميركاتو الشتوي الذي يفتتح بعد غد، ويعطي لنفسه الوقت حتى يفاوض وحده من موقع قوة بعد أن ينهي عقده مع باريس سان جيرمان نهاية الموسم، ليترك الباب مفتوحاً أمام كل الاحتمالات التي تصب في مصلحته بالدرجة الأولى، سواء جدد مع "الباريسي" أو رحل نحو ريال مدريد أو ليفربول أو بايرن ميونخ، أو أي فريق آخر بإمكانه أن يدفع راتباً سنوياً يفوق 100 مليون يورو.
مشاركة الخبر: مبابي يحبس الأنفاس؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي