النخبة في أميركا وبداية قبيحة لـ2024
جيفري إبستاين، شخصية أميركية تمكنت من كشف الوجه القبيح داخل مجتمع النخبة في أميركا الشمالية وأوروبا، هذا الرجل ظاهره الريادة والأعمال، وباطنه الانحراف الأخلاقي والإنساني! بعد فضيحة هذا الرجل ومنظمته التي تعمل القبح في أكثر المجالات الإجرامية، وجد المجتمع الغربي نفسه في موقف مخجل أمام العالم. فبعد أن كانت تلك المجتمعات الغربية تتبجح بالمثاليات والتقدم والريادة في مجال حقوق الإنسان والعدل، وجدت نفسها -بسبب القيادات السياسية المنتخبة والبارزة في مجتمعاتها- تنتهك الحد الأدني والخطوط الحمراء في ما يتعلق بحقوق الإنسان!
قضية جيفري إبستاين الذي حاول الانتحار في السجن الانفرادي داخل مركز متروبوليتان الإصلاحي في نيويورك في عام 2019 تعود للمشهد الإعلامي بعد أن أصدرت قاضية المقاطعة الفيدرالية المحافظة لوريتا بريسكا حكمًا يقتضي الكشف عن مستندات المحكمة السرية التي تذكر أسماء 177 شخصًا متورطين مع جيفري إبستاين. ومن المقرر في هذا الصدد الكشف عن هذه القائمة في الأيام الأولى من عام 2024.
وتضم القائمة أصدقاء إبستاين المقربين وشخصيات بارزة. كما سمح القاضي لبعض الأفراد بإخفاء أسمائهم أو حجبها لإتاحة الفرصة لهم لتقديم الاستئناف وعرض قضيتهم. والعديد من تلك الأسماء التي ستخرج معروف وبارز، بما في ذلك رؤساء سابقون للولايات المتحدة الأميركية، وشخصيات أوروبية مشهورة مثل الأمير أندرو الابن الثالث للملكة إليزابيث الثانية. الجدير بالذكر في هذا السياق هو أن الرئيس السابق ترمب ذكر بشكل عشوائي خلال مشاركة له في مؤتمر العمل السياسي المحافظ في عام 2015 فضيحة جزيرة إبستاين وارتباط الرئيس السابق بيل كلينتون والأمير أندرو، قبل وقت طويل من حديث أي شخص أو صحيفة عن إبستاين.
كتبت الصحف الأميركية الكثير عن فضيحة جيفري إبستاين وشركائه، وكان من أبرز ما كتُب ما ذكرته وول ستريت جورنال عن رحلة جيفري إبستاين بطائرته الخاصة إلى سياتل في مارس 2014 لزيارة بيل جيتس في مكتبه. أحضر إبستاين معه عارضة أزياء بولندية التقى بها قبل بضعة أشهر، وكانت ترتدي معطفًا رماديًا طويلًا، والتقطت صورة مع المؤسس المشارك لشركة ميكروسوفت والتقط إبستاين الصورة.
بدأت قصة فساد جيفري إبستاين الأخلاقي داخل واشنطن في عام 2005، عندما أقدمت الشرطة في بالم بيتش بولاية فلوريدا بالتحقيق مع إبستاين، حين أبلغ أحد المواطنين أن إبستاين اعتدى جنسيًا على ابنته البالغة من العمر 14 عامًا. حدد المسؤولون الفيدراليون ستاً وثلاثين فتاة، بعضهن لا تتجاوز أعمارهن 14 عامًا، زُعم أن إبستاين وشركاءه اعتدوا عليهن جنسيًا. اعترف إبستاين بالذنب وأدانته محكمة ولاية فلوريدا في عام 2008 بتهمة استدراج القاصرات واستغلالهن لأغراض الدعارة. تمت إدانته بهاتين الجريمتين، وقضى ما يقرب من ثلاثة عشر شهرًا في الحجز ولكن مع إطلاق سراح عمل مكثف.
سيتم الكشف هذا الأسبوع عن قائمة الأسماء المشاركة في هذه الفضيحة التاريخية، التي حدثت في دولة كانت تعيش كذبة الزعامة في مجال حقوق المرأة والإنسان بصفة عامة. وسيتم الكشف عن أسماء بارزة في ميادين صناعة القرار الدولي، والأيام القادمة حبلى بالمفاجآت التي ستكون بداية قبيحة لعام 2024.
مشاركة الخبر: النخبة في أميركا وبداية قبيحة لـ2024 على وسائل التواصل من نيوز فور مي