web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

كأنَّني أُبادُ على مهلٍ

تم نشره منذُ 3 شهر،بتاريخ: 05-02-2024 م الساعة 08:37:49 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-1994964.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

حفنةُ زَهرٍ بيدِ الموت
 
أعمارُنا يعدو بها حِصانٌ لاهثٌ بينَ ماءٍ ونار،
وسرجُهُ المائِلُ، ما نتعلّقُ به من نجاة.

أسماؤنا صيحات من وقعوا ومن لم يعثُر عليهم أحد،
وأيامنا، هذا الرملُ النازلُ من أعلى الزجاجة إلى قَعرها.

هكذا فجأةً نتناقصُ
كأنَّنا حفنةُ زَهرٍ بيدِ الموت
وكُلّما غَفلنا
تبسَّم في الخفاء،
ونفخَ علينا سُمومه.


■ ■ ■


أُبادُ على مهلٍ

مِن أيّ سديمٍ يتصارعُ مع سديمٍ
تأتي هذه الأصواتُ وهذا العَصفُ
وهذا الفتور الذي يذوّبُ الجَسدَ مثلَ رغوةٍ في ماء.

كأنَّني أُبادُ على مهلٍ ولا أدري
وكلُّ شيءٍ جَرى من تحت قدميّ ولم أنتبه،
هكذا ينبّهني جِرذٌ يقرظُ ملابسي البائدة
أو تهوي لوحتي وتَضيع حروفها في محاجرِ الأرض،
هكذا أنتبهُ أنَّني في هذه اللحظة، على مقربةٍ من نهايةٍ ما
لكن لا أدري أيّ نهايةٍ تكون
وأيّ مخرج طوارئ سينفعُ هذا المنديل الذي أُسمّيه جسدًا
حيثُ لا أحد يحمله معي
ولا ريح تُعينني عليه.

أحتاجُ سريرًا ووسادة
ومترًا من هذا الفسيح كي أتمدّد
وأتفرّج على انقراضي.


■ ■ ■


تحت أرجل المغول

يا سيّدي، 
أنا الهاطل من عينِ كلّ طفلٍ لا سريرَ له في البيت
ولا دفتر يرسم فيه أحلامَهُ بعد يقظة الظهيرة،
الطفلُ بائعُ المناديلِ الذي كسّرت جمجمتهُ مزاميرُ العَربات
الطفل المصلوب وسطَ الشارعِ نَهارًا وبضعة قرون
الطفلُ الذي مأواه الحجارةُ، وطريقهُ محفوف بالكلاب،
فلا أدري كيف يمكن أن تجدني في مكانٍ آخر غير هذا؟

غدنا مسحوقٌ تحت أرجلِ المَغول
وبجنازير أميركا
غدنا رمادٌ يُناثِرهُ سادةُ الجنّة في مياهِ دجلة
وليس لنا حتّى جحيمَنا الخاص.

يا سيّدي
أنا محشورٌ في حنجرةِ كلّ مهضوم
وذلك العويلُ المجرِّحُ
يخرجُ منّي.


■ ■ ■


فلتنم فيها إذن

هذه ليست بابًا واحدة
خلفها كونٌ من الأبوابِ والمقابضِ الحَجريّة.

هل ترى الضوءَ من تحتها؟
يأتي ولا يأتي.
هل تسمع الصدى عبرها؟
بشرٌ، أطيافٌ، هذيانٌ على مشنقة الوقت.
والمفاتيح؟
تتدلّى من خصر السراب
الذي يلهو في شارعٍ مهجورٍ وقفارٍ مستحيلة.

هذه ليست بابًا واحدة
إنَّها جدرانٌ، لا مقابضَ ولا مفاتيح
فمن ذا الذي يُعيرني مِطرقَتَكَ يا "ثَور"
من الذي ينجدني بالبرقِ كي أُهدّمها!

إنَّها جدرانُك إذن،
فلْتنم فيها إلى رحمة الله.


■ ■ ■


هكذا تُحسب الحياة

ما قطعنا كلَّ هذا الليل والصُراخ وصلوات العائلة
كي نعودَ بذاتِ الثياب،
نظيفةً وبيضاءَ
مثلَ مئزرِ الملاكِ الخارجِ من مُستحمِّه وماشيًا في سماواتٍ بعيدة.

النياشين: عروةُ القَميصِ تشهقُ طين البلاد.
الرُتب: ما حملتهُ الأكتافُ من صَخرٍ ولحمٍ وتوابيت.
والعطرُ: هنا رشّةُ البارود لحربٍ ما انتهت،
هنا لمسةٌ من ثيابِ امرأةٍ فجَّرتْ في ثيابي عيون المسك.

هكذا تُحسب الحياة، أو تُقاس.

آهٍ يا حياتي
كم عليّ أنْ أسأل عن قِطعِ ثيابي أين تناثرتْ
وكم عليّ أن أُفاوض الطّين والشوك والسُخام
كي يغادروني. 


■ ■ ■


ولو فَنى صوتي

بأيِّ مطرقةٍ سأكسرُ رؤوسَ هذهِ الأصنام؟

لستُ نبيًّا يدخلُ كعبته منتصرًا
ولا يحفُّ بي أقرباءٌ ولا جنود
وليسَ بيدي عصاةٌ كلَّما أَشَرتُ بها على صَنمٍ تهشَّم،
لستُ سوى بالذي قال "لا"
لهذا السيل الجارِف من "النّعم"
فلم يسمعه أحد، وكان صراخه في عَراءٍ أصمّ.

عالقٌ في أمَّةٍ خاضعةٍ
وأرضٍ من الدسائسِ والكمائنِ والنِّصال.

عالقٌ بين زنازين الكَهنة، ودهاليز المُقدَّسين
وحدائق من الصَمغِ تُباركها آلهةٌ على حقّ،
وهل أقول، حتّى الهواءُ هنا خاضعٌ ولا يعترض
وإلّا فمن الذي يَحمِلُ هذه الكائنات المتوحشَةِ من الخيوط
ويلصقها على فمي،
وهذه الأكياس الهائلة من الخيبة يلطمها بعيني ويَعميها!

سأظلُّ أصرخُ حتى أُفتِّتَ هذه الأصنام ولو فَنى صوتي
وأظلُّ أنبش حتى أجد المصباح،
في هذه الوحلة المُظلمة.


* شاعر من العراق

مشاركة الخبر: كأنَّني أُبادُ على مهلٍ على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

كتاب 2600 سنة من التفلسف يرصد التكوين في علم الفلسفة والفكر

منذُ 48 دقائق

صدر حديثا عن دار الآن ناشرون وموزعون كتاب تحت عنوان 2600 سنة من التفلسف أهم المفاصل والانعطافات وبذار التكوين في علم...

نجاة مسؤول محلي من محاولة اغتيال شرق اليمن

منذُ 48 دقائق

نجا مسؤول محلي في محافظة شبوة اليمنية من محاولة اغتيال قتل فيها حراسه...

مسؤول أممي سنواجه وضعا إنسانيا مروعا نتيجة الهجوم على رفح

منذُ 48 دقائق

قال منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة إن غزة ستواجه وضعا مروعا بسبب قطع المساعدات عنها نتيجة هجوم...

العثور على موقع تحطم مروحية الرئيس الإيراني شاهد

منذُ 48 دقائق

قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن السلطات عثرت على مواقع مروحية الرئيس إبراهيم...

🔴مباشر قصف إسرائيلي عنيف ودام على غزة وحماس تعيد ترتيب صفوفها
منذُ 53 دقائق

كثف الجيش الإسرائيلي الأحد قصفه على غزة حيث قتل 31 شخصا في مخيم النصيرات في وسط القطاع وفقا للدفاع المدني المحلي في وقت...

أول رئيس إيراني يخضع لعقوبات أمريكا ووصفته إسرائيل بـجزار طهران من هو ...
منذُ 58 دقائق

أعلنت السلطات الإيرانية الأحد أن مروحية كانت تحمل على متنها الرئیس الإيراني إبراهيم رئيسي ووفد مرافق تعرضت لهبوط صعب في ...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد