web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

ابـــن الجـــــاوي …

تم نشره منذُ 2 شهر،بتاريخ: 12-02-2024 م الساعة 06:46:57 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2005220.html في : أراء وكتابات    بواسطة المصدر : حيروت - مقالات

 

كتب / حسن عبدالوارث

 

 

 

لا تستطيع حين يحضر اسم الأستاذ عمر الجاوي إلاَّ وتتواتر قُبالتك مفردات جمَّة، أبرزها: الوحدة اليمنية، اتحاد الأدباء، مجلة الحكمة، حزب التجمع، حصار صنعاء، وأسماء مثل: د. عبدالرحمن عبدالله، حامد جامع، القرشي عبدالرحيم، حسن الحريبي، أحمد كلز، عبدالله العالم وآخرين.

 

ولا تستطيع حين تستذكر شريط ذكرياتك مع الأستاذ عمر، إلاَّ وتستحضر ومضات من مواقفه ووقفاته، التي قُدّر لك أن تعرفها عن كثب في مجرى علاقتك به، وقد تطاولت علاقتي به منذ أول لقاء في مطلع العام 1984. وكان العم سعيد الجناحي هو خيط الوصل يومها.

 

باتت الذاكرة اليوم متضعضعة، وشيء من دخان الزهايمر يتسلل إلى خياشيم الذاكرة، غير أن ثمة عديداً من المشاهد تستقر في قاع المحبة بعد أكثر من ربع قرن من الرحيل الأليم:

 

لازلت أتذكر الكثير من الرجال والنسوة والشبان، الذين حلَّ فيهم ضيم أو اضطهاد، من شخص “مسؤول” أو جهة نافذة، أو إجراء غير سويّ، حين كانوا يتقاطرون على نحوٍ شبه يومي إلى مكتبه في اتحاد الأدباء – على شاطىء جولدمور – أو مقر حزب التجمع – بعد تأسيسه لاحقاً – في حي الخساف، أو يستوقفونه في مكانٍ ما تواجد فيه، أو حتى في قارعة الطريق.

 

وكان هؤلاء قد انسدّت الأبواب قُبالتهم، فلم يجدوا مُنجداً لهم إلاَّ ابن الجاوي، أو هكذا كانوا يعتقدون أو يأملون، فهو – في نظرهم – الرجل الشجاع الأمين الوحيد القادر على حمل شكواهم، أو مظلوميتهم إلى جبابرة الدولة، وعناترة السلطة، أو يخترق الجدران الفولاذية ليعود لهم بمفقود في غياهب سجون “البوليييس”، كما كان يحلو لابن الجاوي نطقها، في إشارة للمخابرات وليس الشرطة. أو تجده يتمكن من انصاف أو إنقاذ عاثر حظ سقط في قبضة الأجهزة أو الجلاوزة.

 

ولم يكن الأستاذ عمر شمشون جبار زمانه ولا جراندايزر يمانه، إنما كان صاحب كلمة حق إذْ تخرج من لسانه كالسوط اللاهب على ظهور حُكّام وعُكفة الشطرين حينها، فترتعد فرائصهم من تلك الكلمة، أكانت مكتوبة أو منطوقة أو منكوتة. وكم هي المواقف التي كانت له في هذا المضمار مع علي ناصر وعلي صالح وعلي سالم، وكل العلاعل والعلاَّت في ذاك الزمن وذاك اليمن.

 

ولازلت أستذكر حكايات عديدة مما أفرزته مأساة 13 يناير 1986، وكيف كان الأستاذ عمر حينها بمثابة الناطق الرسمي أو الممثل الشرعي لمئات الأُسَر التي فقدت عائلها، إما قتيلاً أو سجيناً أو هارباً من البلاد، أو مطروداً من عمله. حتى إنني رأيته يوماً يبكي خلسةً خلف مكتبه في اتحاد الأدباء، في الحجرة التي جعل منها سكناً إثر أن ترك شقته لشقيقاته التي كُنّ كل من تبقّى له وأجمل ما تبقّى له. كان يبكي متأثراً مما آل اليه مصير بعض ضحايا مأساة يناير إياها، لاسيما تلك المرة التي جاءت فيها تلك المرأة المُشرشفة تشكو إليه بمرارة شديدة كيف تحاول بعض الضباع السوداء – التي كانت ذات يوم بعيد ذئاباً حمراء – تُقايضها على فُرجها في مقابل إطلاق سراح زوجها المخفي في غياهب أحد المعتقلات!

 

وغير مرة وجدته يشتم مسؤولاً نافذاً في وجهه أو في الهاتف، أو يطرد بعضهم من مكتبه، لمعرفته الأكيدة بأنه تعمَّد إذلال مواطن مقهور أو مغلوب على أمره، أو أساء إلى أرملة شهيد أو ابنة فقيد أو زوجة أو أُم معتقل أو هارب من البطش. كم كان صنديداً أمام كل رعديد وجسوراً قُبالة كل حقير، لا يخشى أحداً إلى الحدّ الذي دفع بالصديق الأديب الراحل ميفع عبدالرحمن إلى تنبيهه ذات يوم: “هذا يا عمر قدُه جنان مش شجاعة”.. فما كان من الأستاذ أن يرد عليه: “والله ماناش أكثر مجنانة منك ومن صاحبك هذا اللي جنبك” في إشارة إليَّ.. فاختتمها الرائع حامد جامع بضحكة مُجلجلة لها أول وليس لها آخر.

 

ولازالت تتردد في جنبات قاعة المسرح الوطني بمدينة التواهي تلك الواقعة، التي حدثت ساعة أدى الفنان أحمد السنيدار أغنية من كلمات الشاعر محمود علي الحاج، ينفث فيها لوعته وشوقه لمدينته عدن وزوجته المقيمة فيها، التي لم تتمكن من مغادرتها إلى صنعاء، حيث يقيم محمود بعد أن رفض وزميله، فضل النقيب، العودة إثر مهمة رسمية لاتحاد الأدباء، وهي قصة من تداعيات زمن التشطير، معروفة للانس والجن، عبر الأغنية بمرموزها: مشتاق لك يا نجم فوق شمسان.

 

ساعتها أنبرى ابن الجاوي من بين الحاضرين، وأطلق صرخة موجهة إلى القيادة الحاكمة، ممثلة بالرئيس علي ناصر محمد، الذي كان لحظتها قاعداً في الصف الأول للقاعة، قائلاً بلغة الآمر الغاضب: “إرسلوا له حُرمته. عيب”. وقد كان ما كان: تم تسفير زوجة ابن الحاج إليه في صنعاء.

 

وحين كان الأستاذ عمر يتعرض لمؤامرة أو محاولة اغتيال، وكان يخرج منها سالماً أو مُرصعاً ببعض الجراح، فإذا به يهتف ساخراً: “قولوا لهولاء الهُبْل أنا حفيد عمر بن علي”، وهو وليّ مشهور في قرية الوهط مسقط رأسه. ثم ما يلبث أن يتحسس غليونه، الذي يُضاهي شهرة غليون تشرشل، فيروح يشعله بهدوء ورويَّة، نافثاً دخانه كمن ينفث غضبه مما يحدث حواليه من مؤامرات، وتسيُّد أنصاف الرجال، ومظالم وقهر أهل المبادئ والقيم.

 

 

 

The post ابـــن الجـــــاوي … first appeared on موقع حيروت الإخباري.

مشاركة الخبر: ابـــن الجـــــاوي … على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

وزير النقل يترأس أعمال الجمعية العامة العادية لشركة أم أو تي للاستثمار...

منذُ 1 دقائق

ترأس الفريق مهندس كامل الوزير وزير النقل أعمال الجمعية العامة العادية لشركة أم أو تي للاستثمار والتنمية ش م م إحدى...

سامح شكرى يستعرض مع نظيره الأمريكى مخاطر العمليات الإسرائيلية برفح الف...

منذُ 1 دقائق

صرح السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي ومدير إدارة الدبلوماسية العامة بوزارة الخارجية المصرية بأن سامح شكري وزير...

تشغيل تجريبى لمحطات الجزء الثالث من المرحلة الثالثة من الخط الثالث للم...

منذُ 1 دقائق

أعلنت وزارة النقل انه تقرر بدءا من صباح الاربعاء الموافق 15 مايو 2024 التشغيل التجريبى بالركاب للجزء الثالث من المرحلة...

وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع مهني 2030 مع اللجنة المختصة

منذُ 1 دقائق

أكد حسن شحاتة وزير العمل أن مناقشة البرامج والمناهج التدريبية الخاصة بمشروع مهني 2030 مع شركاء العمل والتنمية من الوزارات ...

وزير الإسكان يصدر 9 قرارات بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي ومدينة ...
منذُ 1 دقائق

أصدر الدكتور عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية 9 قرارات إدارية لإزالة مخالفات البناء داخل حدود...

وزيرة البيئة تشكل ٥ مجموعات عمل لتقييم عمل منظومة المخلفات
منذُ 1 دقائق

عقدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة اجتماعا مع العاملين لجهاز تنظيم إدارة المخلفات لتقييم الوضع الراهن لمنظومة...

widgets إقراء أيضاً من حيروت - مقالات