استشهاد جزائريين في غزة وتعثر مساع حكومية لإخراج آخرين
استشهد أكثر من عشرة جزائريين من الجالية الجزائرية المقيمة في قطاع غزة، في الأيام الماضية جراء القصف الإسرائيلي على مدن القطاع، بحسب إفادات مصادر جزائرية تتابع الملف، فيما تعثرت كامل الجهود الجزائرية التي كانت تهدف إلى إخراجهم من غزة إلى مصر عبر معبر رفح وترحيلهم إلى الجزائر.
وذكرت نفس المصادر لـ"العربي الجديد" أن عدداً من الجزائريين، في حدود 65 شخصاً، تمكنوا من العبور إلى الجانب المصري بطرق مختلفة، غير أن العدد الأكبر ما زال عالقاً في رفح الفلسطينية، بعدما تعثرت المساعي الجزائرية بالتنسيق مع الحكومة المصرية لإخراجهم، حيث أبلغت السلطات المصرية الجانب الجزائري، أن إسرائيل تعرقل خروجهم من المعبر في الجانب الفلسطيني، وترفض السماح لحاملي الجوازات الجزائرية بالخروج، على خلفية الموقف الجزائري من إسرائيل، وفقاً للمصادر.
لكن السلطات الجزائرية لا تبدو مقتنعة بالمبررات التي يقدمها الجانب المصري، وتعتبر أنه كان يمكن خروجهم ضمن دفعات مواطنين من جنسيات أخرى تمكنوا من الخروج، خاصة في ظل الحديث عن طرق أخرى وعمولات تدفع لهيئات غير رسمية لتمكين الراغبين في الخروج، إذ كانت الأمينة العامة لحزب العمال في الجزائر، لويزة حنون، قد وجهت اتهامات صريحة إلى القاهرة بعرقلة خروج ونقل رعايا جزائريين وجرحى فلسطينيين إلى الجزائر.
وأبلغت عائلات جزائرية تقيم في غزة تمكنت من الاتصال بالسلطات الجزائرية والهيئات الدبلوماسية التي تتولى متابعة ملفها، أنها تعيش أوضاعاً صعبة، وأن بعض العائلات نزحت خمس مرات متتالية من منطقة إلى أخرى بسبب القصف والعدوان الإسرائيلي، مؤكدة أنها تواجه ظروفاً معيشية قاسية على مستوى التموين، وتزداد هذه الأوضاع تعقيدا مع التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية في رفح.
وكانت عائلات جزائرية ورعايا يحملون الجنسية المزدوجة يقيمون في قطاع غزة (عددهم ما يقارب 300 رعية جزائرية)، قد نظمت تجمعاً أمام المستشفى الكويتي في رفح جنوبي قطاع غزة، لمناشدة الرئيس عبد المجيد تبون إجلاءها ونقلها إلى الجزائر، ودعوته إلى بذل جهود أكبر من الجانب المصري لتمكينهم من الخروج إلى المعبر من الجانب المصري.
وفي نهاية شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، التقى مسؤولون في الخارجية الجزائرية وفدا من عائلات جزائرية لها أفراد في غزة، وتعهدوا "باتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات اللازمة للقيام بعملية الإجلاء في أحسن الظروف"، وطمأنت الخارجية "أنها تجري متابعة وضعية الجالية الجزائرية في غزة عن كثب، حيث تمّ اتخاذ جميع الإجراءات والترتيبات اللازمة على مستوى وزارة الشؤون الخارجية بالتنسيق مع سفارة الجزائر بالقاهرة، من أجل مباشرة عملية الإجلاء فور الحصول على تراخيص العبور عن طريق منفذ رفح من قبل السلطات المصرية".
مشاركة الخبر: استشهاد جزائريين في غزة وتعثر مساع حكومية لإخراج آخرين على وسائل التواصل من نيوز فور مي