ليلة تأنيث القصيدة
((مشهد))
المكان: اللامدى
الزمان: كلّ شهيق
الشخوص: هاؤها – ويائي
الأحداث:
“كقصيدتينِ وحشيتينِ في صحراء،
كذئبينِ يُرضِعانِ بعضهما تارةً،
وينهشانِ قلبيهما تارة أخرى..
نعوي قهراً”
هو:
يجوزُ للشاعرِ ما لا يجوزُ لغيرهِ
لأنّهُ قد يضطرُّ إلى كَسرِ كُلِّ قوانينِ الكونِ كي لا يكسرَ كبرياءَ أنثى.
هي:
الشاعرُ شيطانٌ ومَلاكٌ، ولكن،
لا يُعرفُ أيُّهما يكتبُ الشعرَ.
هو:
نحن الشعراءَ يتّبعنا الجَلادون،
كظلٍّ لَيليٍّ
لا يبارِح.
لهُم، أن يكسروا قلوبَنا بـ”لا”
ولنَا، أن نُنعِشَ قلوبنا بـ”لَو”
وبينهما سِرُّ الغِوايةِ
وجَمرُ الدهشة.
هي:
حين أراكَ لن أقولَ شيئًا
سأغمضُ عيني كي لا يطير َضوؤكَ..
سأبحرُ في الرؤيا حتى أصل.
هو:
رأيتكِ في كُلِّ النساءِ فعشقتكِ فيهنَّ..
ورأيتُ كلَّ النساءِ فيكِ
فعشقتهن جميعًا.
هي:
لروحِ قصيدةٍ نظَمَتكَ تَرُفُّ أسرابُ الحَمامِ
ويبكي المطر.
هو:
فلْأَصنعْ من دموعِكِ قلائدَ أُرصِّعُ بها جبينَ أغنيةٍ أطلقتكِ بيضاءَ كصوتِ المِحَبَّةِ.
هي:
المحبةُ في زمنِ الحربِ طائرٌ مذبوح..
فراشةٌ مُلَطخةٌ..
شتاءٌ لا يكُفُّ عن البكاءِ..
وليلٌ مذعور.
هو:
وحدهُ الحزنُ يصنعُنا
الفرحُ.. نحن نصنعُهُ.
هي:
بِتُّ أعشقُ حُزني لأنَّهُ صارَ يوصلُني إليكَ.
هو:
بي حزنُ الصحارى في ليلِ الرحيلِ سيدتي..
من ذا يستطيعُ أن يملأَ قلبَ الصحراءِ بالنَّدى غيرُكِ
من؟!
هي:
لا أملكُ سوى حُبِّكَ
وكثيرٍ من الندوبِ بقلبي.
هو:
لكِ شمسي ونجومي وكواكبي..
لكِ بَوحي وأنيني وصمتي
فاعصرينا مزيجًا في مُكْحُلَتِكِ
علَّنَا ننفعُ كُحلًا لقصيدةٍ تتأجَّجُ مِلءَ عينيكِ الألق.
هي:
كُلَّما خَبَتْ نارُها استعرت في الأعماقِ نيرانُ.
هو:
كلَّما شهقَ نجمٌ اذكريني
تكادُ سمائي تطفئُ عينيها.
هي:
تتَّشِحُ قلوبُنا بالحزنِ الأسود
حتَّى تَبْيَضَّ منَ الدمعِ أعينُنا
أيَّ لونٍ غيرَ السوادِ تركوا لنا!
أيَّ لون؟!
هو:
كُلّ خفقاتِ قلبيَ المتعب
تعجزُ عنِ التحليقِ في محرابِ عينيكِ المدى.
هي:
لكَ اللهُ، والمحبةُ، وقلبٌ خاشع..
يجمعُنا حزنٌ لا يُهادن..
تجمعُنا غصّةٌ تعشقُ الحزنَ..
ليس لنا سوى أن نعشقَ حزنَنا
وأن نلوذَ بعبراتِنا
تغسلُ ما تبقى من دَرَنِ الأهواء.
هو:
هو الحبُّ.. كالمطرِ،
يُنبِتُ سرًا في حقولِ العُشّاقِ أشعارًا،
ويتركُ للمارَّةِ خُضرتَه.
هي:
وهي المحبةُ،
لا تمطرُ،
المحبةُ تُعلمُنا كيف نصنعُ المطر.
هو:
أما أنتِ يا غيمةَ الأمنياتِ العَصيةِ..
يا مُبتدأَ الأحزانِ ومُنتهى الوشاياتِ الودودةِ،
لا بأسَ أن ينحنيَ حزنٌ لعينيكِ،
إنّما تلكَ صلاة.
The post ليلة تأنيث القصيدة appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: ليلة تأنيث القصيدة على وسائل التواصل من نيوز فور مي