"المحرقة بعد غزة" تربك مركز باربيكان
مع دخول حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة شهرها السادس، تتواصل الحركات الاحتجاجية في مختلف المراكز الثقافية والفنية حول العالم. وآخر تعبير احتجاجي شهده مركز باربيكان في لندن، وهو أكبر مركز للفنون التعبيرية في أوروبا، إذ سحب جامعا تحف، أعمالهما المعارة إلى المركز في احتجاج على إلغاء المؤسسة اللندنية محاضرة للكاتب الهندي بانكاج ميشرا حول العدوان الإسرائيلي على غزة. وقال الجامعان وهما لورينزو ليغاردا ليفيستي وفهد مايت، إن إلغاء المحاضرة هو رقابة فكرية تساهم في تعميق المخاوف من انحسار مساحة النقاش في عالم الفنّ، حول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وأصدر ليفيستي ومايت بياناً قالا فيه إنهما لا يوافقان على قرار مركز باربيكان بالتوقف عن تقديم سلسلة محاضرات تنظمها مجلة لندن ريفيو أوف بوكس" (LBR) التي كان يفترض أن تستمر طيلة شهري فبراير/ شباط الماضي، ومارس/ آذار الحالي. أما المحاضرة الملغاة فكانت تحمل عنوان "المحرقة بعد غزة"، وتتناول أوجه التشابه التاريخية بين المحرقة الهولوكوست وحرب الإبادة الإسرائيلية في غزة. وفي تعريف للمحاضرة التي ألغيت أشارت المجلة المنظّمة على موقعها الإلكتروني إلى ما يلي: "هناك رواية غربية قوية تعتبر الهولوكوست، الجريمة التي لا تضاهى في العصر الحديث. لكننا نجد وعينا الأخلاقي والسياسي قد تغير جداً عندما تُتهم إسرائيل، الدولة التي تأسست لتكون ملاذاً لضحايا عنصرية الإبادة الجماعية، بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية".
ومكان الأعمال المسحوبة من المركز، وضعت إدارة باربيكان لافتة صغير كتب عليها "لقد سحب هذان العملان بناءً على طلب المقرضين، كفعل تضامني مع فلسطين، ردًا على قرار باربيكان بعدم استضافة سلسلة محاضرات الشتاء التي تنظمها مجلة لندن ريفيو أوف بوكس".
لكن كل ما سبق لا يبدو مفاجئاً، إذ إن إلغاء ندوات لكتّاب وفنانين ومفكرين مناصرين لفلسطين، تكرر كثيراً منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة. فقبل أيام فقط أعلنت الفرقة الموسيقية الأردنية الفلسطينية 47Soul أن دعوتها إلى مهرجان موسيقي قد تعرّضت للإلغاء.
وقالت "السبعة والأربعون" في بيان لها الأربعاء الماضي: "دُعينا لإحياء حفل في WOMADelaide، الذي من المقرّر أن يبدأ في وقت لاحق من هذا الأسبوع"، و"بعد قبول الدعوة في البداية، أُبلغنا لاحقاً أن WOMADelaide اتخذ قراراً بإلغاء دعوة السبعة والأربعين".
ونقلت الفرقة عن الجهة المنظمة إشارتها "إلى الشكوك حول عدم قدرتها على تقديم بيئة آمنة مناسبة للفنانين والجمهور في المهرجان بسبب الاحتجاجات المجتمعية التي تجري في أستراليا".
ومطلع الشهر الماضي ألفت مجلة "فوربس" إلغاء حفل تكريم أكثر من 40 شخصية نسائية تأثيراً في فرنسا، وذلك بسبب انتقادات وجّهها مناصرو الاحتلال في فرنسا ضد الناشطة الحقوقية الفلسطينية ــ الفرنسية ريما حسن، التي كانت من ضمن النساء المذكورات في القائمة.
وفي كندا تراجعت صالات "سينما دو بارك" في مونتريال، في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي عن عرض مجموعة أفلام عن فلسطين للمخرجة اللبنانية جوسلين صعب (1948 ــ 2019)، علماً أن عائدات العرض تعود لدعم أهل غزة. ثمّ أصدرت بياناً اعتذرت فيها عن عدم تحذير الجهات المنظمة للعروض أي مجموعتي Regards Palestiniens وHors Champ عن الإلغاء مسبقاً.
وفي ألمانيا، قررت شبكة "إيه آر دي" (ARD) الألمانية، في نوفمبر الماضي أيضاً، الامتناع عن عرض فيلم "واجب" (2017) للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، الذي كان مقرراً يوم الأحد المقبل.
ونقل موقع ديدلاين الأميركي، عن المنتج الألماني المشارك للفيلم تيتوس كرينبرغ قوله: "لقد حُذف الفيلم من جدول العروض. داخل الشبكة، قيل لنا إنه تقرر أن هذا ليس الوقت المناسب لعرض فيلم فلسطيني".
مشاركة الخبر: "المحرقة بعد غزة" تربك مركز باربيكان على وسائل التواصل من نيوز فور مي