المغرب: الأمطار تحيي الآمال بغيث جديد للزراعة
أنعشت التساقطات المطرية التي عرفها المغرب في الأيام الأربعة الأخيرة من الأسبوع الماضي، معنويات مزارعين مغاربة، فقد عززت رصيد المياه في السدود، وبعثت الأمل في إنقاذ بعض الزراعات الربيعية.
وساعدت التساقطات المطرية الغزيرة التي عرفتها مناطق عدة في المملكة، إلى صرف المغاربة عن الانشغال بالجفاف الذي انعكس سلباً على منسوب المياه في السدود والزراعات الخريفية، غير أن الجميع يتطلع إلى تساقطات مطرية جديدة تخول نسبياً طي صفحة القلق من تداعيات الجفاف.
وكانت المديرية العامة للأرصاد الجوية، قد أصدرت بين الخميس والأحد الماضيين نشرات إنذارية حمراء وبرتقالية، أعقبتها تساقطات مطرية كثيفة في مناطق عدة، خاصة في شمال المملكة وثلوج في المرتفعات الجبلية.
وانتقل معدل ملء السدود في أربعة أيام، نتيجة التساقطات الأخيرة، من 27.5 في المائة إلى 30.7 في المائة، حيث استقبلت تلك السدود حوالي نصف مليار متر مكعب، وقد وصل مخزون بعض السدود إلى 100 في المائة، وهناك أخرى ما زال مخزنها ضعيفاً في انتظار تساقطات مأمولة.
ويتصور الخبير الزراعي والأمين العام السابق للجامعة الوطنية للفلاحة، محمد الهاكش، في حديثه لـ"العربي الجديد" أنه بعد التراجع الحاد المرتقب في محصول الحبوب في العام الحالي، ينتظر أن تنعش الأمطار الأخيرة الزراعات الربيعية.
وكان بنك المغرب قد توقع تراجع محصول الحبوب في العام الحالي 2.5 مليون طن، مقابل 5.51 ملايين طن في العام الماضي، حيث يرتقب أن يكون ثالث أدنى محصول في تاريخ المغرب الحديث.
وكانت الحكومة قد راهنت عبر قانون مالية العام الحالي على محصول حبوب يبلغ 7.5 ملايين طن، حيث كان ينتظر أن يساهم ذلك، بشكل حاسم، في رفع القيمة المضافة الزراعية التي ترتهن كذلك لتربية المواشي والأشجار المثمرة والخضر والفواكه.
وتوقع بنك المغرب أن تنكمش القيمة المضافة الزراعية بالنظر لمحصول الحبوب المرتقب بـ6.4 في المائة في العام الحالي، حيث ستساهم في خفض النمو الاقتصادي إلى 2.1 في المائة، بعدما كان في حدود 3 في المائة في العام الماضي.
ان بنك المغرب قد توقع تراجع محصول الحبوب في العام الحالي 2.5 مليون طن، مقابل 5.51 ملايين طن في العام الماضي
ويتصور الهاكش، أن التساقطات الأخيرة قد تؤثر إيجاباً في الزراعات الربيعية، مثل الخضر والقطنيات وبعض الأشجار المثمرة في المناطق التي يعتمد فيها المزارعون الصغار والمتوسطون على الأمطار، لتحقيق محاصيل توفر لهم إيرادات، تتيح لهم مواجهة تكاليف الحياة، وتفادي الهجرة إلى المدن.
غير أنه يرى أن الأمطار الأخيرة لن تكون كافية، حيث يأمل المزارعون في تساقطات مطرية وثلوج يمكن أن تعزز رصيد المياه في العيون والأودية التي تأثرت بالجفاف في العامين الأخيرين، ما أثر بنشاط المزارعين الصغار والمتوسطين.
ويذهب المزارع عبد العزيز بنحمو، في حديثه لـ"العربي الجديد" إلى أنه بالإضافة إلى التساقطات المطرية، شهدت مناطق جبلية نزول الثلوج، التي كان سكان تلك المناطق يترقبونها منذ نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول الماضيين.
ويشدد على أن رصيد الثلوج في المناطق الجبلية سيساعد المزارعين على الاطمئنان نسبياً لمآل الموسم الزراعي، خاصة بالنسبة للكلأ الطبيعي للمواشي والأشجار المثمرة.
مشاركة الخبر: المغرب: الأمطار تحيي الآمال بغيث جديد للزراعة على وسائل التواصل من نيوز فور مي