قاعدة نباطيم الجوية الإسرائيلية.. هاجمتها إيران واخترقها فلسطيني
يصر جيش الاحتلال الإسرائيلي على أن قاعدة نباطيم (نفاتيم) الجوية أصيبت بأضرار طفيفة في الهجوم الإيراني، ليل السبت - الأحد، وذلك رغم وجود تقارير أخرى أشارت إلى إصابة طائرة وأضرار أخرى في المكان.
ونشر الجيش الإسرائيلي ثلاثة توثيقات على الأقل، بين صور ومقاطع فيديو، للإشارة إلى أن القاعدة الجوية التي استُهدفت بالصواريخ البالستية الإيرانية تعمل كالمعتاد، كما وصل إليها قائد هيئة أركان الجيش، هرتسي هليفي، والتقى عدداً من الطيارين. ولكن ما هي هذه القاعدة العسكرية؟ وما هي أهميتها بالنسبة لإسرائيل؟
تُعتبر "نباطيم" القاعدة الأضخم والأهم بالنسبة لسلاح الجو الإسرائيلي اليوم، ما قد يدل أيضاً على سبب استهداف إيران لها ضمن الأهداف التي وضعتها.
وبعيداً عن الروايات المتعلقة بحجم الأضرار تضم القاعدة، الواقعة شرق بئر السبع في النقب، أسراب طائرات إف 35 (أدير) وكذلك طائرات نقل من بينها طائرات سوبر هركيوليس وطائرات هركيوليس، كما أنها تضم طائرة "جناح صهيون" المعروفة بـ"طائرة رئيس الوزراء" والتي أقلعت في الجو مع بدء الهجوم الإيراني.
تطوير "نباطيم"
افتُتحت قاعدة نباطيم الجوية عام 1983 بعد إخلاء قواعد سلاح الجو الإسرائيلي من سيناء ضمن اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر، ولاحقاً فكّرت إسرائيل بإغلاقها أو تحويلها إلى مدرسة فنية (تقنية) جديدة، ولكن قائد القاعدة، عاموس يدلين، في منتصف تسعينيات القرن الماضي عارض الخطة وبقيت القاعدة.
ومع السنوات الأولى من القرن الحالي بدأت عملية ضخمة لتوسيع القاعدة لاستيعاب مئات الطيارين والفنيين والمدنيين العاملين في الجيش الإسرائيلي، وبُنيت حظائر للطائرات ومخابئ للذخيرة وعشرات الوحدات السكنية لعناصر الفرق الجوية والفرق العاملة في القاعدة.
مع توسيع "نباطيم" نُقلت إليها محتويات قاعدة جوية كاملة أخرى كانت بجانب مطار بن غوريون، في اللد، بما فيها أسراب الطائرات، من بينها سربا طائرات هركيوليس وسرب طائرات بوينغ وسرب ولف ستريم، فضلاً عن وحدات الاستخبارات والإنقاذ الجوي.
ونتيجة لذلك، تضاعف حجم قاعدة نباطيم الجوية وأنشئت فيها مصانع وورش لتقديم خدمات الصيانة وانتقلت إليها المئات من عائلات الفرق الجوية، وكانت الخطوة التالية في القاعدة استقبال طائرات F-35 التي اشترتها اسرائيل من الولايات المتحدة.
وتوجد اليوم في" نباطيم" ثلاثة أسراب طيران "إف 35"، هي السرب 116 المُسمّى أسود الجنوب والسرب 117 المُسمى سرب النفاثات الأول بالإضافة إلى السرب 140 المُسمّى النسر الذهبي، وكانت هذه الطائرات هي التي اعترضت أسراب المسيّرات التي أطلقها الإيرانيون في الهجوم خارج حدود إسرائيل.
وقامت أسراب الطائرات الحربية الموجودة في قاعدة نباطيم الإسرائيلية بعدة مهام أخرى في الأشهر الأخيرة، من بينها مساندة قوات جيش الاحتلال البرية خلال الاجتياح البري لقطاع غزة وتنفيذ هجمات في لبنان ورصد واعتراض أهداف جوية معادية بالإضافة إلى مهام جمع معلومات استخباراتية وغير ذلك.
فلسطيني يخترق القاعدة
قبل نحو ثلاث سنوات، ظهرت قاعدة نباطيم الجوية في عناوين وسائل الإعلام العبرية، بعدما تمكّن فلسطيني من اقتحامها بمركبة، قادها بسرعة 100 كم/ س تقريباً، فيما طاردته دوريات شرطة إسرائيلية.
وعندما وصل الفلسطيني، الذي أشاعت إسرائيل أنه لص، إلى بوابة الخروج من القاعدة الواسعة مر فوق مسامير ما تسبب بثقب إطارات مركبته ما اضطره لمغادرة المركبة والجري لمسافة 1300 متر تقريباً داخل القاعدة، قبل أن يتسلق جداراً ويفر من المكان.
وبحسب الرواية الإسرائيلية استقل لاحقاً سيارة أجرة، نحو حاجز معبر وادي الخليل، يُسمى إسرائيلياً "ميتار"، واختفت آثاره. لكنه اعتُقل لاحقاً بعد دخوله مجدداً مناطق الخط الأخضر للعمل، وبعد إدانته أرسل للسجن الفعلي لمدة 14 شهراً.
مشاركة الخبر: قاعدة نباطيم الجوية الإسرائيلية.. هاجمتها إيران واخترقها فلسطيني على وسائل التواصل من نيوز فور مي