أصابع تتلف في حرير.. حكايات الأيدي الناعمة مع حرفة التلي السوهاجي
خيوط من ذهب أو فضة، وإبرة رفيعة ونسيج من أقمشة شبكية أغلبها سوداء اللون، وأصباع ماهرة تعمل بتلك الأدوات، موديلات ملابس، طرح كانت أو أثواب أو شالات بموتيفات "رسومات" براقة تعيد تراثنا المصرى للصدارة من جديد، أنه الـ "تلى" الحرفة المصرية التي تشتهر بها نساء الصعيد.
بالأمس سجلت الـ"تلى" كأول حرفة تراثية تحمل علامة تجارية جماعية في مصر، وذلك في احتفالية بحضور الدكتورة مايا مرسى رئيس المجلس القومى للمرأة، في إطار ختام المشروع الرائد "الملكية الفكرية وريادة الأعمال للسيدات في مصر - قطاع حرفة التلّي في سوهاج" والذي ينفذه المجلس بالشراكة مع المنظمة، والذي يستهدف السيدات العاملات في حرفة التلى بجزيرة شندويل – محافظة سوهاج.
التلى السوهاجى
زينب علمت بناتها التلّى السوهاجى وبقت صاحبة براند
في ظل هذه الاحتفالية كان لنا لقاء مع فنانات سوهاج صاحبات الأصابع الذهبية اللائى عملن في تلك الحرفة التراثية ومنهم زينب جابر الشهيرة بـ"أسطورة التلى" بدأت في حرفة التلى من حوالى 25 عامًا، تعلمت من أختها الكبرى، تقول "زينب" كنت في سن الثانية عشرة حين أمسكت بالإبرة لأول مرة، وتحكي: "تعلمتها بسهولة في عشرة أيام لأنى أحببتها، أو شيء صنعته كانت طرحة أحتفظ بها حتى الأن سأهديها لابنتى يوم زفافها، فأنا لدي 6 أبناء، 3 أولاد و3 بنات علمت بناتى الثلاث على الرغم أن إثنتين منهن تدرسا الطب إلا أنهما تعملان في التلى وإحداهن أسست براند يسمى للتلي معروف في سوهاج.
بعدما تعلمت "زينب" بدأت في تسويق منتجاتها فكانت تسافربها إلى القاهرة وتعرضها إلى محال الحسين الذى يبيع تلك المنتجات، فكانوا يشترون المنتج بأسعار بخسة، حتى أقامت مشروعها وعلمت مجموعة من البنات لمساعدتها وبدأت في الترويج والتسويق على نطاق أوسع، فحضرت معارض محلية مثل تراثنا لمدة 6 سنوات ثم تعاونت مع المجلس القومى للمرأة وكانت احدى الحرفيات اللاتى تعملن في الـ"تلى" حتى تم تسجيله أول علامة تجارية مصرية.
عفاف تلى
عفاف علمت ضرتها وبنتها حرفة التلّى السوهاجى
أما عفاف عارف محمد محافظة سوهاج، بدأت منذ 1992 قرية جزيرة شندويل، كانت في سن الـ20 عامًا، حين توفى والدها وتحملت هى المسئولية، تقول عفاف:" كانت ظروفى المادية صعبة فتعلمت الحرفة وأتقنتها، أول قطعة أتممتها من التلى كانت شال، وعملت واجتهدت وربيت أخواتى بعد وفاة أبويا وزوجتهم كلهم، وبعدها اتجوزت من رجل كان أكبر منى، ومتجوز فعلمت زوجته وبناته ولكنى ما كنتش ببيع، وبعدين انفصلت عنه واتعينت في الجمعية الزراعية بالبلد، وفي الفترة دى كنت بعلم كل بنت أعرفها، وبعدين اتجوزت تانى وخلفت ولدين صغار، بدأت أشتغل من جديد وعملت البراند الخاص بيا وصفحة على الفيس بوك، و اشتغل وأصور منتجاتى وأعرضها والحمد لله كلها بتتباع بأسعار غالية.
السعر يبدأ من 300 ولـ 7000 جنيه
وتكمل"عفاف": " كل قطعة لها وقتها في قطع يمكن أن تأخذ شهر في الشغل، وغيرها أسبوع، وغيرها يمكن أن تأخذ شهور، واللى تشتغل في التلى لازم يكون عندها حس فنى، وتكون سريعة جدًا عشان مواعيد التسليم، أما عن الأسعار فهى على حسب الشغل، أقل سعر 300 جنيه وأعلى سعر 7000 جنيه لأن وقتها أطول وخامتها أكثر، الشغل بيكون على منتج معدنى مخلوط نسبة فضة 20 % ودى الخيوط اللى بنشتغل بيها، على جميع الأقمشة أقطان وتُل وأنا دخلت شغل التلّى على شغل أخميم ونجادة إللى بيكون نسيخ معمول يدوى، والتصميمات عبارة عن الموتيفات التقليدة بتاعتنا من تراثنا السوهاجى، أنا دلوقتى عملت براند وسميته "عفاف تلى".
التلى السوهاجى
التلى السوهاجى
التلى السوهاجى
مشاركة الخبر: أصابع تتلف في حرير.. حكايات الأيدي الناعمة مع حرفة التلي السوهاجي على وسائل التواصل من نيوز فور مي