web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

المساح.. المبدع المشاكس

تم نشره منذُ 3 اسبوع،بتاريخ: 20-04-2024 م الساعة 06:33:05 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2074595.html في : اخبار محلية    بواسطة المصدر : هورايزونس
أنور العنسي


كأنه البارحة، ذلك اليوم الذي رأيت فيه محمد المساح لأول مرة في بداية حياتي المهنية، وذلك في حجرة صغيرة بدائرة التوجيه المعنوي تم تخصيصها غرفةً لتحرير صحيفة (الثورة) الرسمية بعد ذلك الحريق،المتعمد الشهير، الذي إلتهم مقرها ومطبعتها منتصف سبعينيات القرن الماضي.
توالت بعد ذلك لقاءاتنا، وكان أكثر ما شدَّني إليه طريقته في الكتابة .. كتابة عموده المعروف (لحظة يازمن) ومنذ ذلك الحين أدركتُ أن المساح كاتبْ كبيرٌ وأديبٌ مبدعٌ فحسب، وليس بالضرورة صحفياً مثلنا يركض وراء الخبر أو يشتغل على التحقيقات والمقابلات، وإن كان احياناً يقوم بمراجعة بعض موادنا الصحفية.
ما كان أكثر لفتاً للإنتباه أن المساح ينصرف بكل حواسه وجوارحه لاقتناص الأفكار وتدوينها على أوراقه بخطه الخاص غير المنمق الذي كان يشبه إلى حدٍ كبير حياته وأسلوبه في العيش وعلاقاته بالآخرين.
كان المساح نزقاً غضوباً، ومهذباً متواضعاً في آنٍ معاً، وشارد الذهن كثيرا. خصوصاً في لحظات الكتابة، وذلك عد انتهائه من مضغ وريقات (قات) قليلة، وبقلقٍ واضحٍ يخط أسطره راسماً خواطره بعباراتٍ رشيقةٍ متوترة كأنها لوحاتٌ من أفكار أو تأملاتٍ مصورةٍ، أو تكاد تبدو نوعاً من الشعر المنثور، وليس مجرد مقالٍ صحفي وكفى.
الأهم من ذلك أن أحداً من قرائه الذين لا يعرفونه لا يكاد يصدق ان تلك الكتابات البديعة صادرةٌ عن ذلك الرجل القصير القامة، وذي الثياب الشديدة البساطه المشدودة على رأسه وجسده النحيل.
كان المساح معروفاً بصيحاته التي تسبق مقدمه إلى المكان، وبمشاكساته الجميله، ونقاشه الحاد، ولهجته الخاصة، ولعناته على الجهلة والأغبياء.، صريحاً لا يحب المداهنة على حساب ما يؤمن به ضميره.
لم أتفاجأ كثيراً عندما علمت في السنوات الأخيرة، أنه هجر صنعاء، وعاد إلى قريته، معتزلاً الحياة والناس، ومفضلاً داره القديمة لقضاء سنواته المتبقية من حياته بجوار ملاعب صباه وطفولاته الأولى، فذلك كان خياره الوحيد للاحتفاظ في داخله بالإنسان الذي لم يعد بقدرته العيش في عاصمة زادت قسوةً وتوحشاً، ولم يعد فيها من مكانٍ للأنقياء المرهفين أمثاله.
لمحمد المساح،في داره الأبدية، الرحمة والراحة والسلام، وله في قلوبنا المحبة والخلود..

The post المساح.. المبدع المشاكس appeared first on بيس هورايزونس.

مشاركة الخبر: المساح.. المبدع المشاكس على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

هزائم القوات الأوكرانية بالقرب من خاركوف قد تجبر نظام كييف على التفاوض...

منذُ 46 دقائق

صرحت صحيفة أوكرانية أن الهزائم التي منيت بها القوات المسلحة الأوكرانية في المعارك بالقرب من خاركوف أدت إلى تفاقم الوضع...

المركز الفلسطيني للإعلام حرب الإسناد من لبنان إلى اليمن روافد في طوفان...

منذُ 53 دقائق

في الوقت الذي أوشك العالم أن ينسى فيه قضية فلسطين وأرادت قوى الطغيان أن تطوي صفحة الشعب الفلسطيني إلى الأبد أطلقت حماس...

أوروبا تخرق الحظر وتستورد النفط الروسي عبر تركيا

منذُ 56 دقائق

كشف تقرير حديث أن الاتحاد الأوروبي استورد 3 مليارات يورو من المنتجات النفطية من الموانئ التركية التي تتعامل في الغالب مع ...

معرض الدوحة للكتاب أثر الحضارة العربية من شبه الجزيرة إلى الأندلس

منذُ 1 ساعة

إضاءات متعددة على جوانب مختلفة من الحضارة العربية ضمن برنامج الدورة الثالثة والثلاثين من معرض الدوحة للكتاب الذي...

على خطى السلطان في تذكر عبد الرحيم أبو حسين
منذُ 1 ساعة

استذكر المشاركون في الندوة التي نظمتها الجامعة الأميركية في بيروت منجزات الباحث الفلسطيني واشتغالاته في حقل الدراسات...

مع غزة ظبية خميس
منذُ 1 ساعة

تقف هذه الزاوية مع مبدع عربي في أيام العدوان على غزة وكيف أثر في إنتاجه وحياته اليومية وبعض ما يود مشاركته مع...

widgets إقراء أيضاً من هورايزونس