خطورة استيراد التجار الحوثيين للمبيدات القاتلة إلى مناطق سيطرة المليشيات
ظل التراخي في السيطرة على استيراد المبيدات الحشرية إلى اليمن في الظلام خلال السنوات القليلة الماضية. واستغل التجار والمهربون الحوثيون الحرب وأحضروا ملايين اللترات من المبيدات غير المرخصة. وقد أدى ذلك إلى تعريض صحة ملايين اليمنيين للخطر.
ومؤخراً، تم تداول وثيقة صادرة عن مكتب الجمارك التابع لجماعة الحوثي على منصات التواصل الاجتماعي، مما أثار حملة شعبية واسعة النطاق ضد استخدام المبيدات الحشرية في اليمن. وكشفت الوثيقة عن السماح لشاحنة تحمل نوعاً محظوراً من المبيدات الحشرية “السامّة” بدخول صنعاء بدعم من شخصيات بارزة في سلطات الحوثيين.
وعلى الرغم من أن الوثيقة مؤرخة في ديسمبر 2023 ، فقد تم تسريبها إلى وسائل الإعلام المحلية هذا الشهر.
وكشف وزير الزراعة بحكومة الانقلاب الحوثية مؤخرا في وثيقة أنه تم استيراد أكثر من 14 مليون لتر من المبيدات إلى مناطق سيطرة الحوثيين في عام 2023. وقال إن هذه الكمية من المبيدات ضخمة، مشيرا إلى أن مثل هذا الأمر يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية. إنسانية.
وحذر عمال طبيون يمنيون من ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان في اليمن بسبب دخول مبيدات زراعية محظورة. وأظهرت أحدث الأرقام ارتفاع عدد المصابين بالأورام الخبيثة في كافة أنحاء اليمن إلى أكثر من 43 ألف شخص في عام 2022. وتصدرت محافظة إب القائمة بأكثر من ستة آلاف مصاب.
وأطلق ناشطون وأطباء يمنيون حملة ضد استخدام واستيراد المبيدات المحظورة، داعين كافة فئات المجتمع للمشاركة في هذه الحملة. وقالوا إن هذه القضية لا تهدد فردا أو جماعة. بل إن كل يمني يتعرض للخطر عند تناول الخضار والفواكه المسمومة بالمبيدات المسرطنة.
وذكر تقرير لوزارة الصحة الانقلابية بصنعاء المختطفة، أن هناك تسعة آلاف حالة إصابة جديدة بالسرطان سنويا، 15 بالمئة منها من الأطفال، لافتا إلى أن 12 ألف حالة توفيت بسبب هذا المرض.
ويقول مراقبون إن نسبة الإصابة بالسرطان ترتفع في المناطق الريفية حيث يعمل الكثير من السكان في الزراعة، ويتهمون تجار المبيدات وهم تابعون للجماعة الحوثية، بنشر الموت في المناطق الريفية والقرى عمداً عبر المبيدات السامة.
يحتكر التجار الحوثيون استيراد وبيع المبيدات في اليمن، وعلى رأسهم عائلة دغسان المنحدرة من محافظة صعدة.
وقال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة الشرعية، في منشور على موقع X، إن جماعة الحوثيين “قامت عمداً باستيراد كميات من المبيدات السامة والمسرطنة إلى اليمن، ما تسبب في زيادة عدد الأشخاص الذين يعانون من أمراض السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة”. والأمراض في المناطق الخاضعة لسيطرتها، إضافة إلى آثارها الكارثية على البيئة والتربة والماشية والمياه الجوفية.
وبحسب الإرياني، فإن قيادات الحوثيين تمتلك شركات وتستخدم نفوذها لتسهيل دخول المبيدات الخطرة.
ظهرت القضية التي كانت جماعة الحوثي تتستر عليها منذ سنوات، ظهرت مؤخرا إلى السطح إثر خلافات بينية داخل قيادات الجماعة، ما دفع بعضهم لتسريب الوثائق الفاضحة نكاية بآخرين.
ودعا مسؤولون حوثيون إلى تحسين تنظيم دخول المبيدات الحشرية إلى اليمن. طالب عضو المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين محمد علي الحوثي، مصلحة الجمارك بالاجتماع مع وزارة الزراعة والجهات المختصة بصنعاء للاتفاق على أنواع المبيدات اللازمة وتعديل القانون الخاص بها. حفاظاً على المصلحة العامة".
مشاركة الخبر: خطورة استيراد التجار الحوثيين للمبيدات القاتلة إلى مناطق سيطرة المليشيات على وسائل التواصل من نيوز فور مي