web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

جسر للطيبين

تم نشره منذُ 7 شهر،بتاريخ: 23-04-2024 م الساعة 03:01:19 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2076679.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

عنوان المقال هو تعبير عراقي شائع يستعمل، في الأصل، صيغة ترحيب واستعداد لخدمة الآخرين، فيكون صاحب الكلام مستعدّاً أن يتحوّل إلى جسر يعبر عليه الأناس الطيّبون. غير أن هذا التعبير سرعان ما انتقل إلى التهكّم، وصار يستعمل في تعليقات "السوشيال ميديا" للسخرية من الخضوع والاستسلام، وانتشر في الأسبوع الماضي تعليقاً على الصواريخ المتبادلة الإسرائيلية والإيرانية، والهجمات على مواقع داخل العراق، في تداعيات المواجهة بين إيران وإسرائيل.
حدث هذا التصعيد في وقت كان فيه رئيس وزراء العراق محمد شيّاع السوداني في واشنطن يلتقي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، ويجري مباحثات عالية المستوى، وكان من المشاهد المؤثرة أن يذكر الرئيس الأميركي أمام رئيس الوزراء العراقي التزام إدارته بحماية إسرائيل ودعمها، ولعله موقف محرج للضيف الذي يحاول السير بصعوبة على حبل مشدود بين تيارات سياسية شتّى، غالبيتها تعلن العداء لإسرائيل، بينما على الضفّة الأخرى تفرض ظروف العراق الحرجة على المسؤولين العراقيين التزام الحذر والحياد قدر الإمكان في شرق أوسط متفجّر.
ومن هنا نفهم التزام الحكومة العراقية بمطالب التهدئة، والكلام العمومي عن الأبرياء والمدنيين والضحايا من دون أن يذكرهم أو يشخّصهم بالاسم. وفي الحقيقة، ليس للعراق شيء كبير يمكن أن يفعله في هذه المعمعة، بسبب خضوعه لتأثيرين متعارضين من إيران وأميركا.
ضربت إسرائيل على ما يبدو مواقع أمنية في العراق، ونفّذت عملية في الأراضي الإيرانية، وإن أحاطت هذه الضربات بالغموض والتعتيم الإعلامي، وقبلها أطلقت إيران موجة من المسيّرات والصواريخ، عبرت الأجواء العراقية باتجاه إسرائيل، ولم يفعل العراق، في كلتا الحالتين، شيئاً. ومع تفهّمنا الموقف الحرج للحكومة العراقية، إلا أن الصورة، في كل الأحوال، تدعو إلى الأسى والحزن، بسبب غياب ردّ حكومي حازم تجاه انتهاك الأجواء العراقية.
تنطلق الصواريخ بالاتجاهين، ويعلّق العراقيون بمرارة وسخرية سوداء: لقد أصبحنا "جسراً للطيبين". وهو هنا جسر بالمعنيين المادي، الذي تمثّله الصواريخ والمسيّرات، والرمزي؛ فالعراق ساحة مواجهة في معارك الآخرين.
بسبب هذه المواجهة غطست معاناة المدنيين الفلسطينيين المحاصرين في رفح إلى الأسفل وارتفعت في التغطيات الإعلامية أنباء التصعيد المحتمل للحرب بين إسرائيل وإيران، واحتمالات أن تتحوّل إلى مواجهة مفتوحة تصعب السيطرة عليها.
وبدا واضحاً للجميع أن إيران تدير مواجهتها مع إسرائيل من منظور الحسابات الأمنية الإيرانية، وليس بوصفها جزءاً من المعركة الدائرة في الأراضي الفلسطينية. وليس بالشيء الغريب أو الخطأ أن تضع دولة ما مصالحها الأمنية أولاً. ولكن انكشافه في الحالة الإيرانية يميط اللثام أكثر عن دعوى تسخير الجهد الإيراني لدعم الفلسطينيين أو دعم صراعهم مع إسرائيل، فهذا إن تعارض مع المصالح الإيرانية العليا فإنه سيغدو ثانياً، أو يغدو محسوباً بحذر ودقّة.
هذا كله مفهوم، وتفعله دولٌ كثيرة تحترم سيادتها. ولكنه عند جزء من الجمهور العراقي لم يكن يُفهم هكذا. فهو صراع عقائدي، يدفع إلى الابتهاج والاحتفال مع الدرونات العابرة على "جسر العراقيين الطيّبين"، من دون أي رجفةٍ في الضمير الوطني حول انتهاك السيادة. كما أن هؤلاء العقائديين المبتهجين لم يتساءلوا، عقب الهجمات الإسرائيلية على مواقع في العراق، هل من المناسب أن نردّ على إسرائيل، من المنطلقات العقائدية نفسها، لأنها انتهكت سيادتنا العراقية، أم ننتظر أوامر تأتي من خلف الحدود؟!
السؤال الأكثر إيلاماً في هذا الموضوع، والذي يمكن أن يُطرح على النخب السياسية العراقية، التي تشترك في إدارة مواقع السلطة الحساسة في البلد: هل يتطابق العراق مع إيران في منظورها لإدارة الصراع في المنطقة، أم يختلف؟ وهل تستطيع هذه النخب حقاً أن تجلس لتتفق في ما بينها حول الموقف الرسمي المناسب للعراق، أم يبقى في المنطقة الضبابية، ومحاولة إنجاز توازنات مستحيلة بين الضغوط الإيرانية والأميركية؟
يظنّ ساسة العراق أننا نكسب من الجميع بهذا الموقف الضبابي، ولكن لا أحد يفكّر بحجم الخسائر من السيادة واحترام البلد ومن الحضور المؤثر في المنطقة، بسبب ترك سيادة البلد "جسراً للطيبين".

مشاركة الخبر: جسر للطيبين على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

اليوم العالمى للتليفزيون أقرته الأمم المتحدة تقديرا لدوره الكبير

منذُ 17 ساعة

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمى للتليفزيون وهى مناسبة عالمية أقرتها الأمم المتحدة فى ذكرى إحياء أول منتدى عالمى...

جولات وزير الثقافة فى متاحف قطاع الفنون التشكيلية ما أبرز توصياته

منذُ 17 ساعة

في إطار حرص وزارة الثقافة على الحفاظ على التراث الفنى المصرى اجرى الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة جولات تفقدية فى العديد...

بيع لوحة للفنان الفرنسى الشهير كلود مونيه بـ 655 مليون دولار بمزاد نيو...

منذُ 17 ساعة

حققت لوحة بعنوان نيمفياس 191417 للفنان كلود مونيه مبلغ قدره 655 مليون دولار مع الرسوم من ضمن مبيعات المقتنيات الفنية لرائدة...

اكتشاف آثار قناة مائية رومانية كانت تزود دورنوفاريا بالمياه فى بريطاني...

منذُ 17 ساعة

اكتشف علماء آثار من جامعة بورنموث آثار قناة دورشيستر أحد أطول المجارى المائية الرومانية القديمة فى بريطانيا...

اليونسكو تمنح حماية جديدة لمواقع التراث اللبنانى المهددة بالحرب مع إسر...
منذُ 17 ساعة

أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو 34 موقعا تاريخيا فى لبنان على قائمة الحماية المعززة...

10نصائح لخفض مستويات الكوليسترول المرتفعة وتحسين صحة القلب
منذُ 17 ساعة

الكولسترول عبارة عن مادة شمعية شبيهة بالدهون توجد في خلايا الجسم والدم وهو ضروري لإنتاج الهرمونات وفيتامين د ومواد مثل...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد