بماذا يفكر “طه الجندْ”؟
أراه يجهِّزُ قاتَه في صرةٍ
والكلامَ
وماءَ القصيدةِ
والمُتكى
إذ عليه استندْ
أعدَّ المخدةَ والفرشَ
في رأسِ غرفتِه
باسماً
كي يريحَ الجسدْ
وبعضَ الحروزِ التي ستقي
من عيونِ الحسدْ
وفي هيبةٍ حلوةٍ
كالملوكِ
أراهُ لوقتِ المقيلِ استعدْ
يعانقُ أوراقَ قاتِه
يمضغُ سكرتَها
ينتشي
يحتفي بالأبدْ
ويمضي يراودُ أنثى القصيدةِ
منشغلاً
بهمومِ الرجالِ
وحزنِ النساءِ
ويتمِ المدينةِ
والنازحينَ
وموتِ الرواتبِ والكهرباءِ
وحربِ الجماعاتِ
حولَ المناصبِ والمعتقدْ
ومنشغلاً بقضايا البلدْ
وسوف يناجي
كعادتِه
ذكرياتِ القرى
والزمانَ البعيدَ الذي كان
والإخوةَ الراحلين
وينسى الأسى والكمدْ
وله في تلاوةِ بعض الأناشيدِ صوتٌ
يسافرُ بالسامعينَ إلى كلِّ وادٍ
فينثرُ أشجانَه والحنينَ
ويقرأ قسوةَ هذا البلدْ
يفسرها ويعللها
ثم يحتارُ في آخرِ السطرِ
ينقشُ من لغةِ الصمتِ
وجهَ الولدْ!!
ويمضي الزمانُ
فيكتبُ نصاً
من الشاعريةِ إن كان للشعرِ خيمته
سيكون الوتدْ.
The post بماذا يفكر “طه الجندْ”؟ appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: بماذا يفكر “طه الجندْ”؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي