web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

أنّك هنا... في الرباط

تم نشره منذُ 2 اسبوع،بتاريخ: 18-05-2024 م الساعة 03:01:59 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2097810.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

يعنيك في أيّ مدينةٍ تزورُها، سائحاً أو ضيفاً، ما إذا كنتَ تستشعرُ فيها الأُلفة، أو الوداعة إنْ شئت. وإذا طُفتَ فيها من قبل، فإنك، غالباً، ستَُشغِل ذهنَك بمقارناتٍ بين الذي كنتَ قد رأيتَ والذي قدّامك اللحظة. وفي مُكوثي أسبوعاً في الرباط التي أقمتُ فيها نحو أربع سنواتٍ قبل ثلاثة عقود، وزرتُها تالياً غير مرّة، آخرُها قبل عشر سنوات، احتشدَ فيّ شعورٌ بأنّ تجدّداً فيها يجعلني أراها، بقدرٍ ما، مدينةً أخرى غير التي عرفتُ، فصحيحٌ أنَّها كانت وديعةً، ولكن كل هذه النظافة فيها (الزائدة في رأي صديقٍ مازحاً)، في شوارع عريضةٍ، في أحياءَ وضَواحي واسعة، تجعلها مدينة استثنائية في أمرِها هذا. سيّما أنه يتوازى مع أناقةٍ ظاهرةٍ بفعل كثرة الحدائق، صُغرى وكُبرى، وتوزّع الأشجار على جنبات الشوارع والأرصفة والميادين والساحات، مع الإنارة الرائقة ليلاً. ليس هذا جديداً تماماً، غير أنه أمام ناظريّ الآن أزيدُ مما قبل، أكثرُ تناسقاً، أوقعُ في الحشايا. ولمّا كانت مدنٌ عربيةٌ غير قليلةٍ تتوفّر على هذا أو بعضِه، فإن الذي يُعطيه هنا، في الرباط حيث تنكتب هذه الكلمات، بعداً خاصّاً، أنه يتآلفُ مع فضاءٍ فسيحٍ يجعل المزاج طيّباً، لا ازدحام فيه ولا ضجيج، فلا اختناقاتِ مروريةً، ولا حافلاتِ مكتظّةً، ولا سياراتِ تفيض في الشوارع بأعدادٍ تثير النفور، وغير ذلك مما صِرنا نعهدُه في مدنٍ عريقةٍ وحديثة، فيها كثيرٌ من أسباب الانجذاب إليها، إلا أنّ الإيقاع العام فيها قد يبعثُ على تكدير المزاج، كأن تضيّع نحو ساعتين في مشوارٍ لك بين نقطةٍ وأخرى غير بعيدتيْن، بسبب الكثافة العالية للسيارات وعدم التخطيط جيّداً في تنظيم المرور ومسارات العربات والحافلات، وارتباكاتٍ مزعجةٍ عند الجسور، فضلاً عن حشود الناس في غير مكان. لا شيء من هذا في الرباط التي أرادها صانع القرار مبكّراً مدينةً عصرية، مدينة الإدارة والسياسة وتسيير الشأن العام. ليس مطارُها (الدولي) مركزياً في البلاد. عاصمةٌ فيما هي الثانية مساحة (بعد الدار البيضاء)، فحافظت دائماً على سمْتها الأهدأ، وإنْ لا ينفي هذا أن أحياء شعبية فيها تعرف ما في مثيلاتٍ لها من مظاهر أخرى.

أراها الأسوار التي أعرفُها، بناها الموحّدي يعقوب المنصور لمّا سمّى المدينة التي أقامها "رباط الفتح" في القرن الثاني عشر. أرى قصبة الوداية الباقية منذ عهدٍ رومانيٍّ بعيد. أراها صومعة حسّان. أراها القلاع غير القليلة. أراها الرباط مدينة العساكر والجيوش والحصون. أرى مطارح ما زالت تقيم في مداركي. لم تكن "المولات" الكبرى هذه، لم يكن الترامواي، ولا كانت العمارات العالية كثيرةً إلى هذا القدر، ولا كانت هذه الفنادق في حيّ أكدال، ولا كانت "المارينا" البهيجة بمقاهيها ومطاعمها، ولم يكن حيّ الرياض (وغيره)، وكذا مقارّ مؤسّسات وأحزاب وهيئات ومنشآت غير قليلة فيه. كان مقهى شعبيٌّ في مكان هذا المطعم الراقي. ... بمثل هذا ندردش في جولاتٍ مع أصدقاء ومعارف، مغاربة مقيمين، وآخرين يزورون المدينة للمرّة الأولى. يروقُنا أن نرى أمام مبنى البرلمان، بواجهته البديعة، اعتصاماً تُرفع فيه أعلام المغرب وفلسطين، يهتف المشاركون فيه إنّ "الشعب يريد تجريم التطبيع"، فيما الدرَك يقفون حرّاساً يستمعون. تستيقظ زوابعُ من ذكرياتٍ أمام مقهى وفندق باليما، قبالة البرلمان، مغلقيْن منذ جائحة الوباء كما حدّثنا محدّثنا. هنا بنك المغرب (المركزي) والبريد ومحطّة القطار و... عمائرُ مبنيةٌ بأنماط قديمة، في شارع محمّد الخامس الذي بناه الجنرال الفرنسي ليوطي، قبل أزيد من قرن، ثم صار شارعاً ينبض بأنفاس المغاربة. يمتدّ من مسجد السنّة المبني منذ أزيد من قرنين، وصولاً إلى "السويقة"، حيث سور المدينة العتيقة. نؤوب إلى هنا ليلاً مرّة واثنتين وثلاثاً، نحن وبعض الصحب الزائر والمقيم، ونشرّق ونغرّب في مسامراتنا، لا تغادرنا السياسة وغزّة وجديد الأخبار، ونُصادف معارف وأصدقاء في هذا المحلّ وذاك، ضيوفاً مثلنا على المعرض الدولي للكتاب في الرباط (هذا هو اسمُه)، الذي يُبهرك احتشاد زوّاره وروّاده، من كل الأعمار، وقد احتاج أن يكون أكثر اتّساعاً ربما.

لا أتجوّل في الرباط بعيني السائح، وليس من وقتٍ فائضٍ لأكون سائحاً هنا. لا أراني كما ابن بطوطة، الذي كتب لمّا سار في أزقة الرباط وتجوّل فيها، إن المسير استمرّ به حتى أدركه الليل، وخطواتُه تكتشف أعاجيب المدينة وغرائبها. إنما أراني مثله، يملأ كليْنا الفضول، وهذا فيّ هنا يتعلق بالذي يجعل مدينةً أحبّ إليك من أخرى ربما تكون أجمل طبيعة، غير أن الذي يشدّني إلى محبّة الرباط كل هذه الألفة، كل هذه النظافة، كل هذه الطمأنينة، وسط أصدقاء بلا عدد، حيث الغبطةُ بهم باهظةً وأكثر.

مشاركة الخبر: أنّك هنا... في الرباط على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

رغم معارضة نتنياهو مصدر إسرائيلي يزعم موافقة تل أبيب على مقترح بايدن

منذُ 20 دقائق

ضمن المرحلة الأولى من المقترح الإسرائيلي الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي جو بايدن الجمعة وفق هيئة البث العبرية...

هكذا ظهر صلاح لأول مرة بتدريبات الفراعنة تحت قيادة حسام حسن صور

منذُ 20 دقائق

انضم صلاح إلى تدريبات منتخب مصر لأول مرة منذ الخروج من بطولة أمم أفريقيا في كوت ديفوار مطلع العام ويأتي انضمامه بعد...

ذمار تدشين بطولة كرة القدم لطلاب المدارس الصيفية

منذُ 21 دقائق

دشنت اللجنة الفرعية للدورات والمدارس الصيفية في محافظة ذمار بطولة كرة القدم لطلاب الدورات والمدارس الصيفية تحت شعار...

قوات صنعاء تستهدف حاملة الطائرات إيزنهاور ومدمرة أمريكية وأربع سفن

منذُ 21 دقائق

صنعاءوكالة الصحافة اليمنية أعلنت القوات المسلحة بصنعاء عن تنفيذ ست عمليات عسكرية استهدفت حاملة الطائرات إيزنهاور...

وظائف محافظة الجيزة للشباب 200 فرصة عمل للمؤهلات العليا والمتوسطة
منذُ 21 دقائق

يستعرض موقع محتوي بلس في هذا التقرير وظائف محافظة الجيزة للشباب وذلك وفقا لما اعلنته المحافظة عن وجود 200 فرصة عمل...

نتنياهو يشعر بـالسعادة بعد دعوته لمخاطبة الكونغرس الأمريكي مجددا
منذُ 22 دقائق

بضغط من أعضاء الحزب الجمهوري الأمريكي في الكونجرس تمت دعوة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد