موسكو تتقدم في شمال شرق أوكرانيا
أعلنت أوكرانيا أن القوات الروسية تدمّر مدينة فوفتشانسك، وأنها تواصل تقدمها في منطقة خاركيف بشمال شرق البلاد، المستهدفة بهجوم بري منذ العاشر من مايو. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن الهجوم هدفه الرد على الضربات الأوكرانية التي استهدفت الأراضي الروسية في الأشهر الأخيرة، مشيرا إلى أن قواته تتقدم "كما هو مخطط". وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن جيشها يواصل التقدم في شمال شرق أوكرانيا وأنه سيطر على 12 قرية في منطقة خاركيف خلال أسبوع منذ إطلاق هجوم بري جديد كبير. وفقًا لموسكو، أطلقت أوكرانيا أكثر من مئة طائرة مسيّرة خلال الليل على جنوب البلاد، فوق البحر الأسود وشبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو في العام 2014، ما أسفر عن مقتل شخصين وأدى إلى انقطاع التيار الكهربائي واشتعال حرائق في البنية التحتية للطاقة الروسية.
وأشار حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف، في حديث إعلامي إلى أن القوات الأوكرانية لم تتمكن لغاية الآن من إيقاف العدو. وقال "يستخدم العدو الدبابات والمدفعية لتدمير فوفتشانسك. ويستحيل عمليا البقاء في المنطقة". وأكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم البري الذي بدأته موسكو في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا هدفه إقامة "منطقة عازلة" بمواجهة هجمات تطال الأراضي الروسية، مؤكدا أن جيشه لا يعتزم حاليا غزو المدينة التي تحمل الاسم ذاته. وقال خلال مؤتمر صحافي في مدينة هاربين بشمال شرق الصين التي يزورها منذ الخميس "لقد قلت علناً إنه في حال استمرار الهجمات الأوكرانية، سنضطر لإقامة منطقة أمنية، منطقة عازلة. هذا هو ما نقوم به". ورداً على سؤال بشأن احتمال غزو مدينة خاركيف، مركز هذه المنطقة وثاني كبرى مدن أوكرانيا، أكد بوتين أن هذا الأمر غير مطروح "في الوقت الحالي". وقال "لا نخطط لذلك في الوقت الحالي"، مؤكداً أن الجيش الروسي يتقدم "يوميا" في هذه المنطقة "كما هو مخطط".
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة في مقابلة حصريّة مع وكالة فرانس برس أنّ هجوم روسيا على منطقة خاركيف يمكن أن يكون مجرّد موجة أولى من هجوم أوسع نطاقا، مضيفا أنّ موسكو تريد "مهاجمة" العاصمة الإقليميّة التي تحمل الاسم نفسه. وقال زيلينسكي "لقد أطلقوا عمليّتهم، وهي يمكن أن تضمّ موجات عدّة. وهذه هي الموجة الأولى" في منطقة خاركيف، وذلك في وقت حقّقت روسيا أكبر مكاسبها الإقليميّة منذ نهاية عام 2022.
وأكّد الرئيس الأوكراني أنّه رغم التقدّم الروسي في الأيّام الأخيرة في هذه المنطقة الشماليّة الشرقيّة، فإنّ الوضع أفضل بالنسبة إلى قوّاته عمّا كان عليه قبل أسبوع، عندما عبرت قوّات الكرملين الحدود بشكل مفاجئ في العاشر من مايو.
وقال زيلينسكي إنّ القوّات الروسيّة توغّلت ما بين خمسة إلى عشرة كيلومترات على طول الحدود الشماليّة الشرقيّة قبل أن توقفها القوّات الأوكرانيّة. وأضاف "لقد أوقفناهم (...) لن أقول إنّه نجاح روسي كبير، لكن علينا أن (...) نقرّ بأنّهم هم من يتوغّلون في أرضنا، وليس العكس". وإذ أشار إلى أنّ الوضع لم "يستقرّ" بعد، قال "رغم ذلك فإنّ الوضع تحت السيطرة وأفضل من اليوم الأوّل" للهجوم، وذلك بفضل التعزيزات المنتشرة.
واعتبر زيلينسكي أنّ الأمر بات بالنسبة إلى أوكرانيا وحلفائها الغربيّين متعلّقا بعدم إظهار ضعف، مطالبا بنظامين باتريوت مضادّين للطائرات من أجل الدفاع عن سماء المنطقة والجنود الذين يدافعون عنها. وحذّر زيلينسكي قائلا "إنّهم مثل وحش (...) إذا شعروا بضعف في هذا الاتّجاه، فسوف يندفعون" نحوه، لكنّه قال إنّه إذا تمكّنت القوّات الأوكرانيّة من إيقاف القوّات الروسيّة فإنّها ستستسلم. وتابع "برأيي، هم لن يموتوا بالملايين من أجل الاستيلاء على خاركيف".
كما أعلن الرئيس الأوكراني أنّه رفض فكرة "هدنة" في الحرب مع روسيا أرادها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طوال مدّة أولمبياد باريس. وأوضح زيلينسكي "لقد قلتُ: إيمانويل، نحن لا نصدّق ذلك. فلنتخيّل للحظة أنّ هناك وقفا لإطلاق النار. أولا، نحن لا نثق في فلاديمير بوتين. ثانيا، هو لن يسحب قواته. ثالثا، (...) أخبِرْني إيمانويل، مَن الذي يضمن أنّ روسيا لن تستغل ذلك لإرسال قواتها إلى أراضينا". وقبل ساعات، كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ألمح إلى أنه لن يلتزم هدنة أولمبية وسيواصل المعارك في أوكرانيا خلال أولمبياد باريس، خلافا لرغبة ماكرون.
مشاركة الخبر: موسكو تتقدم في شمال شرق أوكرانيا على وسائل التواصل من نيوز فور مي