غموض يكتنف حادثة مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه جراء تحطم مروحيتهم
أعلنت إيران رسميًا، اليوم الاثنين، مقتل الرئيس إبراهيم رئيسي ومرافقيه، إثر تعرّض مروحيته لحادث وهم في الطريق إلى محافظة أذربيجان الشرقية، لافتتاح سد “قيز قلعه سي” في منطقة أرس، حيث كان يرافقه وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
ونعت وسائل الإعلام الرسمية، رئيسي والوفد المرافق له بعيد السلطات الإيرانية، اليوم، العثور على حطام المروحيّة التي كانت تقلّهم، في منطقة جبليّة. مشيرة إلى أن”حادثًا وقع للمروحية التي كانت تُقلّ الرئيس” بمنطقة جلفا، الواقعة في منطقة جبلية وعرة، أثناء عودته من محافظة أربيجان الشرقية.
وبينما لم تتضح بعد أسباب وملابسات حادث مقتل رئيسي،، يوجه محللون أصابع الاتهام لإسرائيل في استهداف مروحية الرئيس الإيراني ومصرعه، الأمر الذي يثير مخاوف من تفاقم الصراع بالشرق الأوسط المنطقة، في حال تورط إسرائيل في الحادث.
وأعربت دول الاتحاد الأوروبي عن تعازيها في حادث سقوط مروحية الرئيس الإيراني ومصرعه ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان وعدد من مرافقيهما أمس الأحد خلال عودتهم من أذربيجان.
وقال شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبي، في منشور على منصة “إكس”: “الاتحاد الأوروبي يعرب عن تعازيه الصادقة في وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية عبداللهيان، وعدد من مرافقيهما، في حادث تحطم المروحية”.
وقدم الاتحاد الأوروبي، في بيان، تعازيه في وفاة رئيسي وعبداللهيان ومرافقيهما، واصفًا الحادثة بأنها “مأساوية”. وتابع بأنه يعرب عن تعاطفه مع أسر جميع الضحايا وللشعب الإيراني.
من جانبها أعربت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني عن تعازيها في وفاة الرئيس الإيراني ومرافقيه.
وقالت ميلوني، اليوم الاثنين لمحطة “كانالي 5” الإيطالية الخاصة: “أود أن أعرب عن تضامني وتضامن إيطاليا مع الحكومة الإيرانية والشعب الإيراني”.
وأضافت: “أرى في هذه الساعات أن السلطات الإيرانية تعترف بنظرية الحادث وليس بنظريات المؤامرة”.
وقدّمت باريس “تعازيها للجمهورية الإسلامية الإيرانية في وفاة الرئيس إبراهيم رئيسي”، وقالت الوزارة، في بيان، إنّ فرنسا “تعرب أيضًا عن تعازيها لعائلات ضحايا هذا الحادث” الذي أودى برئيسي ووزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان وسبعة آخرين في تحطّم مروحية بشمال غرب إيران.
وفاز إبراهيم رئيسي بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، التي أجريت في يونيو 2021، ليصبح الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث كانت في انتظاره أزمات وتحديات داخلية وخارجية، وعد أن يحلها اعتمادًا على القدرات الداخلية للبلاد، وسط تشكيك من قبل مراقبين في قدرته على تجاوز تلك الأزمات المتشابكة دون تحقيق انفراجة في علاقات إيران الخارجية.
عُرف إبراهيم رئيسي كرجل دين محافظ، ولد في مدينة مشهد، شرقي إيران، عام 1960، ودرس في الحوزة العلمية في مشهد، قبل مواصلة دراسته الدينية في مدينة قم، العاصمة الدينية للثورة الإسلامية الإيرانية، متزوج من بنت رجل الدين الإيراني أحمد علم الهدى، الولي الفقيه في محافظة خراسان الرضوية.
لم يسبق أن تولى رئيسي منصبًا سياسيًا أو تنفيذيًا في السلطة التنفيذية، لكنه أمتلك خبرة قانونية وقضائية، بعد تدرجه في السلك القضائي وانضمامه إلى الجهاز القضائي الإيراني بعد عام من انتصار الثورة في 1981، حتى أصبح في العشرين من عمره مدعيًا عامًا لمدينة كرج القريبة من العاصمة.
تولى رئيسي منصب نائب رئيس السلطة القضائية، من العام 2004 إلى 2014، ثم عُين في منصب النائب العام في البلد، واستمر فيه عامين تقريبًا، قبل أن يعينه المرشد الإيراني الأعلى سادن (خادم) العتبة الرضوية في مشهد، مرقد علي بن موسى الرضا، الإمام الثامن لدى الشيعة.
عينه المرشد الإيراني في 2019 رئيسًا للسلطة القضائية خلفًا لصادق آملي لاريجاني، الرئيس الحالي لمجمع تشخيص مصلحة النظام، ليطلق بعد تعيينه رئيسًا للسلطة القضائية مشروعًا لإجراء إصلاحات في السلطة، وبدأ في إطاره بمكافحة الفساد واعتقال قضاة ومسؤولين فيها وإخضاعهم للمحاكمة، كان في مقدمتهم نائب الرئيس السابق للسلطة أكبر طبري، الذي حكم عليه مؤخرًا بالسجن 31 عامًا.
ويُعد إبراهيم رئيسي الرئيس الإيراني الثاني الذي يقتل أثناء فترة الرئاسة، إذ سبق وتعرّض الرئيس الإيراني الأسبق محمد علي رجائي لعملية اغتيال في حادث تفجير مقر رئاسة الوزراء الإيرانية عام 1981، وذلك في عملية نسبت إلى منظمة مجاهدي خلق المعارضة، التي لم تتبناها رسميًا.
The post غموض يكتنف حادثة مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه جراء تحطم مروحيتهم appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: غموض يكتنف حادثة مصرع الرئيس الإيراني ومرافقيه جراء تحطم مروحيتهم على وسائل التواصل من نيوز فور مي