وحدة اليمن فى مفترق صعب
تظل وحدة اليمن بارقة أمل فى استعادة الأمجاد وتوحيد مقدرات الأمة العربية, ولكن بعد عقود ثلاثة ونيف كل طرف يرفع علم الوحدة ويتغنى بها ويهتف: يا نشيدا رائعا يملأ نفسي, لكنه بعدها يمسك السلاح ويصوبه نحو بنى جلدته ممن ينشدون نفس الأغنية والضحية هو الإنسان اليمنى البسيط الذى طحنته الحرب وبات يعيش فى أكبر أزمة إنسانية بالعالم.
أيدى سبأ التى تعانقت بفرح تفرقت على كابوس الأزمة السياسية التى أوصلت إلى حرب صيف عام 1994 ثم فيما بعد صراعات متتالية, رغم أن الحوار الوطنى الشامل وضع إطارا واضحا لدولة اتحادية من أقاليم متعددة وكثير من الدول تعيش ذلك.
لحسن حظ اليمنيين أن الدول الكبرى وقوى الاقليم لم تشهر عداوتها للوحدة أو تشجع الانفصال بشكل صريح ربما لأن الغرب الذى دفعت شركاته 5 مليارات دولار لمشروع تصدير الغاز الطبيعى من مأرب إلى بلحاف يريد أن يسترد أمواله ويحقق أرباحا، كما أن المصالح الحيوية فى البحر العربى وجنوب البحر الأحمر تخيف القوى الكبرى والإقليمية من تشظى الأوضاع فى اليمن وانتشار الفوضى كذلك القلق من ظهور أكثر من دولة وفئة وجماعة ومنها التنظيمات الإرهابية المتربصة التى تسعى إلى إقامة إمارتها المزعومة.
فى عيد الوحدة اليمنية، نفخر بهذا الحدث العظيم ولكننا نبدى خوفنا وقلقنا الشديد عليه بعدما أتعبه الرصاص وأنهكته حالة التشرذم الداخلية ولا نملك سوى مناشدة كل اليمنيين أن يعضوا بالنواجذ على هذا الحلم النبيل واستدعاء مخزون الحكمة، فالسلام سيحمى الوحدة ويجعلها قوية واليمن بلد عربى يمتلك كل مقومات النهوض اقتصاديا واجتماعيا ولديه موارد ضخمة ويستحق شعبه الطيب أن يعيش فى سلام ورخاء.
*جريدة الأهرام
مشاركة الخبر: وحدة اليمن فى مفترق صعب على وسائل التواصل من نيوز فور مي