بين طهران والبترودولار.. أين تكمن القضية الفلسطينية؟!
بغض النظر نتفق أو نختلف مع إيران في سياستها، أكانت تعبر عن مصالحها وطموحاتها في امبراطورية فارسية، او أنها مع الأمة في خط المواجهة للكيان الصهيوني.
المسألة أننا أمام دولة قدمت الكثير للقضية الفلسطينية، نقلتها من المقلاع والحجر، الى الصاروخ والمسيرات وحفر الانفاق الكبيرة والخطط الحربية المدروسة، وزلزلة الكيان الصهيوني بل وهزمته في7/7، في حين أن دول البترودولار حاولت طمس القضية الفلسطينية، وسعت الى التطبيع المجاني مع الصهيونية، وشغلت كل رجال دينها في النيل من المقاومة وحماس على وجه التحديد،
غاض دول البتردولار أن حماس خرجت من عباءة الوصاية الخليجية واتخذت طريق المقاومة وإنجاز الفعل المقاوم، والانتصار للأرض والعرض، في حين كان يراد لها أن تكون كما السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية خانعة، ذليلة، تأكل بثدييها ولا تبالي بأرض او تاريخ أو كرامة.
لقد عملت دول البترودولار على تركيع الشعب الفلسطيني من خلال (محمود عباس) الذي رأيناه يقف الى صف الكيان الصهيوني ويدين الفعل المقاوم ويحمل حماس مسئولية ما جرى في غزة من دمار، ووقفت معه في ذات السياق المؤسسة الدينية للبترودولار من سلفية وعلماء سلطان ومثقفو الدول المطبعة واعلاميين في محاولة تشويه وتركيع المقاومة، وجعلها منقادة ذليلة أسيرة القرار.
التداخل العجيب بين كل هؤلاء من قوى البترودولار وتوابعها وبين الكيان الصهيوني وصل في تناغمه وتسايره في حملاته الإعلامية والسياسية الى مستوى التطابق، في حين بقيت المقاومة رغم كل هذا الجارف من الحصار والاستهداف المباشر تقدم افضل السبل للانتصار الفلسطيني، وتعبر عن إرادة حرة واعية افقدت الكيان الصهيوني توازنه، رغم اتساع الحلف المعادي لها كمقاومة. لم يكن امام حماس في ظل حملات إعلامية مغرضة وحصار رهيب وتخلي البترودولار من دول الخليج وتوابعها عن نصرة القضية الفلسطينية، سوى البحث عن مناصر للقضية وللفعل المقاوم، كان عليها إذا ان تتجه الى طهران التي قبلت تقديم العون المادي والمعنوي، ونقلت التصنيع العسكري من مخابئه في طهران الى ميادين العمل المقاوم، وقدمت خبراتها العسكرية في التصنيع وفي حفر الانفاق والاشتغال على التكتيك العسكري دونما اشتراطات، سوى مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب.
في فترة وجيزة انتقلت بالمقاومة من الحجر والمقلاع الى عشرات الالاف من الصواريخ والمسيرات، ولأول مرة تهزم الصهيونية والغرب كله الذي استنفر امكانياته لمواجهة المقاومة من اول لحظة انتصار لحماس برغم محدودية امكانياتها، ولولم يستنفر امكانياته من اللحظات الاولى لكانت إسرائيل في خبر كان. الغريب ان يتداعى العرب الملحقون بالبترودولار والقوى الناعمة من المثقفين ، للنيل من المقاومة وتتكشف أقنعة، وتسقط انظمة، في الارتهان للصهيونية، وتخر قوى فاقدة صوابها كنا نظنها فعلا مع فلسطين والحق الفلسطيني، حتى إذا حصحص الحق وجدناها في صف الامبريالية الاوروأمريكية، توظف النصوص الدينية في الاتجاه الذي يتخادم بشكل متكامل مع الصهيونية، حتى أننا لانفرق بين خطاب النتن ياهو وعالم دين سلطوي في منبر إسلامي وبدعوى مواجهة الرافضة. انحراف واضح ولعين في الانتقال بالمواجهة مع الكيان الصهيوأمريكي الى طهران، وجعلها العدو الأول لطمس فلسطين كقضية، وان المتعامل مع طهران يستوجب محوه من الأرض باعتباره مجوسي رافضي كافر زنديق . يريدون المقاومة خاسرة منهزمة وفلسطين قضية ميتة، وغير قابلة لإحيائها كقضية وجود وصراع وجود.
المطبعون مع الصهاينة اعدوا العدة للنيل من المقاومة عبر الاعلام والحصار الاقتصادي ورجال الدين والمثقفين الذين تحركهم المخابرات في دول البترول بالتنسيق مع (الموساد).
استنفار غير مسبوق برز بقوة بعد استشهاد إسماعيل هنية. نحن إذا أمام صهينة واضحة لا لبس فيها، وتخادم فضيع يجر الى مؤامرة خطيرة على الامة وعلى الإسلام والمسلمين.
كل هذا لأن إيران خدمت المقاومة ومكنتها من السلاح والمال لتواجه الغاصب المحتل. وغير هذا ما الذي عملته ايران حتى يستوجب تشغيل كل القوى البترودولارية للنيل من المقاومة؟!.
نحن أمام مواجهة تاريخية مع اعداء الامة وفي المقدمة إسرائيل ودول البترودولار التي تآمرت على اليمن وسوريا والعرق ومصر وليبيا والسودان، ثم ينقلون هذا التآمر أنه فعل فارسي.
نحن مع الرأي الذي يقول ان ايران لها تطلعاتها واطماعها وطموحاتها كإمبراطورية فارسية في المنطقة ومن حقها ذلك. كما ان من حق الآخرين أن يكونوا قوة يحسب لها بدلا من الاحتماء بالقوى الامبريالية واستنزاف ثروة الامة في اتجاه خاطيء بل ويناصب العداء للمقاومة.
لقد كشفت المقاومة في7/7عن متصهينين جدد اكثر عداوة للذين آمنوا، استطاعو ان يوظفوا النصوص الدينية لمحاولة هزيمة المقاومة، ولكنهم عجزوا عن ذلك لتتكشف أنظمة، ورموز دينية، واتجاهات حزبية بأنها على صلة وثيقة بالموساد. وان من يقود الاتجاه الديني المناويء للمقاومة علماء تخرج بعضهم من الجامعة الإسلامية في (تل أبيب). وصدروا للساحة العربية والإسلامية الاشتغال على ثنائية شيعي سني / وقرآني سني، لتبقى الأمة في تطاحن لينتصر الصهيوني.
غير أن يقظة المقاومة ومعسكر الشرفاء الأحرار من أبناء هذه الامة، قد انجزوا مهاما صعبة في ضرب هذا المخطط التآمري القائم على الثنائية، لنرى بوضوح (إسماعيل هنية) بعد استشهاده يصلى على جنازته بقلب واحد السني والشيعي. وحدها المقاومة وفعلها الجبار انجز التلاحم والانتصار الفذ ليخسر معسكر المتصهينين وسيخسرون لامحالة.
The post بين طهران والبترودولار.. أين تكمن القضية الفلسطينية؟! appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: بين طهران والبترودولار.. أين تكمن القضية الفلسطينية؟! على وسائل التواصل من نيوز فور مي