أواه يا زمن الخرائب
متجولًا كالماء في الإسفلت يعطي راية للريح كي تصغي القباب لصافرات الجند إذ شموا نبيذ العابرين بليلة ليلاء من فصل الربيع، وهرولوا زمرا إلى سور المدينة أخرجوا المعدوم كي يمضي غبارًا في المدى.
**
للورد لون القلب والياقوت في هذا المساء، ولون عينيك كروم في النهار وصوتك المبحوح لا يقوى على الانشاد، يا وجع الجياع وراية الحيرى في بلد تبلد في الدفاع عن الحياة، وكتلة التاريخ سالت تحت أقدام الردى.
**
كتل الضغائن في المدائن والقلاع تفاقمت نارًا تهشم عشبة الأشواق والعبث الأليف وأغنيات العيد والشجن الكثيف كأننا عدنا إلى عهد القيود ولعبة التاريخ والكرسي وإعدام الرؤوس فلا صباحًا في الصباح ولا شعاعًا أو ندى.
**
القاتلون تناسلوا كضفادع ، وتسلحوا بالجهل في زمن الخرائب والأفول، تعطل الإنسان في هذي البقاع كأنه صخر يسير بلا عواطف أو منى. قال الفتى لرفيقه: في هذه الحرب اللعينة كم قنصت؟ أجابه: فوق الثمانين ولذت بالفرار، تضاحكا وكأن عمر الناس وهم أو سدى.
**
وأدق ناقوس المخاطر في القريب وفي البعيد لأننا إن نحن أدمنا الشتات سنختفي ليحل في البقع الغريب، وتختفي لغة الكلام بضادها وتضادها، ويحل حاخاماتهم فوق المنابر كالملالي تحت يافطة الهدى.
**
سحقًا لبلفور الجديد مع الصماغ
سحقًا لرأس دون مخ أو دماغ
سحقًا لخارطة الطريق بما حوته من الرواغ
سحقًا لمجنون الكهوف مع الجريدة والبلاغ
سحقًا لشرذمة العمالة والنذالة والفراغ
سحقًا لمن خدع الجماهير العريضة بالصراخ وبالصدى.
The post أواه يا زمن الخرائب appeared first on بيس هورايزونس.
مشاركة الخبر: أواه يا زمن الخرائب على وسائل التواصل من نيوز فور مي