أنا وحماري في المنعطف التاريخي الخطير !!
منذ وعيت نفسي وأنا أسمع وأقرأ " أن بلادنا في الظروف الراهنة تمر بمنعطف تاريخي خطير " وكبرت وشاب شعري ويبدو أن الشيخوخة ستدركني وربما أموت قبل أن تتجاوز اليمن المنعطف التاريخي الخطير الذي تمر به .!
ذكرتني قصة اليمن الذي يمر دوما بالمنعطف الخطير بقصتي عندما كنت طفلا في قريتي النائية في ريف إب وكنت اركب على حماري لاذهب لجلب الماء من الجبل وأمر يوميا بالمنعطف الخطير قرب عين الماء وأظل طوال الطريق أفكر كيف سأنجو من ذلك المنعطف دون أن أسقط مع الحمار إلى أسفل التل دون أدري أنني كنت اجسد قصة الوطن بأكمله .!
يوم بعد آخر وأنا اعيش كوابيس متواصلة خشية السقوط مع الحمار من ذلك المنعطف الخطير دون أن يخطر ببالي أن هناك طرق أخرى آمنة يمكن أن اسلكها إلى عين الماء دون المرور بذلك المنعطف التاريخي الخطير وهكذا لم يخطر ببال الساسة في اليمن أن هناك سياسات حكيمة وحلولا ومبادرات وخطط تنموية يمكن أن تتجاوز باليمن من ذلك المنعطف الخطير .!
تقدمت شعوب وقامت امبراطوريات ونهضت دول من الصفر وتحولت من حولنا صحاري الخليج إلى مدن وناطحات سحاب وجنان خضراء واليمن يمر في ذلك المنعطف التاريخي الخطير دون أن يتجاوزه ، يخرج من ازمه ليدخل في أزمة أخرى وهكذا ظلت السلطات تدير بلادنا بالأزمات بينما تتبع الدول خطط تنموية استراتيجية ومشاريع وطنية وتنهض بقينا نحن في المنعطف الخطير . !
وبينما كنت في القرية أعبر يوميا بحماري ذلك المنعطف التاريخي الخطير لا يزال أبناء اليمن اليوم مع الحمار في ذلك المنعطف التاريخي الذي يمرون به منذ عقود لا سقطوا إلى أسفل التل ولا عبروا المنعطف التاريخي الخطير وفكروا بحلول ومبادرات وخطط تنهض ببلادهم وتجنبهم المنعطف التاريخي الخطير .!
مشاركة الخبر: أنا وحماري في المنعطف التاريخي الخطير !! على وسائل التواصل من نيوز فور مي