صالح العديلي.. سارد نبيل انحاز للبسطاء
في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية لم نجد لهم كتباً في المكتبات، ولم توثق تجربتهم، بقي نتاجهم طي الصحف والمجلات رغم أنهم ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية، نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود.
صالح العديلي:
ما بين حائل والرياض والولايات المتحدة الأميركية والجبيل تعددت الأماكن في حياة الروائي صالح العديلي «1959- 2018» لكن حنينه ووفاءه وذكرياته بقيت في حائل.
كان الابن البار لتلك المدينة التي ولد فيها، أحبّها وأحبّته، عشقها، وهام بها، ومن أراد أن يعرف ويُلم بسيرته الذاتية؛ فليقرأ رواية «الحدريين»، أو ما يعرف بحائل بـ «حدري البلاد» بقايا المدينة القديمة التي تعتبر نواة مدينة حائل، عايش طفراتها ورصد متغيراتها، وقدم في رواياته لمحات تاريخية، سابق الراحل الزمن وكأنه في عجلة من أمره، يسابق الزمن، فكتب أعماله السردية بغزارة؛ كأنه يعرف بدنوّ الرحيل مبكراً عن تلك المدينة التي أمضى سنواته الأخيرة وهو يوثق ما عاشه فيها من تاريخه القديم.
تميز أسلوبه بالبساطة والعفوية مستعيداً بعض الأحداث والمواقف التي عاشها، وأضفى على رواياته الحيوية وجعلها قريبة من القارئ البسيط.
الراحل خريج كلية الآداب من جامعة الملك سعود.
نال دبلوم لغة إنجليزية من الولايات المتحدة الأميركية.
عمل رئيساً للإشراف التربوي في إدارة الخدمات التعليمية بالهيئة الملكية بمدينة الجبيل الصناعية.
تقاعد عن العمل في العام 2013 م.
كتب القصة القصيرة في عدد من الصحف الورقية والإلكترونية.
له عدة مؤلفات تركز في شخصياتها وأحداثها على تراث مدينة حائل «الأديرع» «عرس المزيونة « «عيال الحدريين» من جزأين.
قال عنه القاص عبدالحفيظ الشمري: «إن صالح العديلي برع في نقل حكاية المكان بشكل متقن؛ حيث استطاع الكاتب أن يوائم بين حكايتي الزمان والمكان من خلال صورتين أخريين تتمثلان في كل حكاية هما حالتا الحاضر الماضي؛ لنراه وقد أتقن التسجيل العفوي، ونقل وبأمانه ملحوظة كل ما كان يمور في نفوس هؤلاء البسطاء الذين عاشوا على ضفاف الوادي، كما أن الكاتب انحاز إلى الماضي وتصويره، وحفظ المشاهد ونقل الوقائع، وتسجيل المواقف المختلفة بلغة بسيطة لا تحتمل التعقيد».
حسين الحربيمشاركة الخبر: صالح العديلي.. سارد نبيل انحاز للبسطاء على وسائل التواصل من نيوز فور مي