مخرجات "مؤتمر مكة" تواكب احتياج جيل التقنية
أشاد متخصصون في الإعلام بمخرجات المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي التاسع الذي نظمته وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في المملكة بمكة المكرمة وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأكدوا على أن إشادة مجلس الوزراء بمخرجات ومضامين المؤتمر في جلسته الأخيرة بجدة تؤكد الأهمية البالغة لبيانه الختامي وما تضمن من توصيات أعقبت جلسات علمية من كبار القيادات والمتخصصين في الأوقاف والشؤون الإسلامية والفكرية والدعوية.
وقال رئيس قسم الإعلام بجامعة أم القرى الدكتور سالم عريجة: إن الدور الآن منوط بالمؤسسات الإعلامية الرسمية من إعادة صياغة الرسالة الإعلامية بشكل يتناسب مع الأجيال الشابة، والتي تمثل الأغلبية في العالم العربي والإسلامي، وهو الجيل الذي وجد في منصات التواصل الاجتماعي المساحة التي تلبي احتياجاته الاتصالية وبلغة قريبة منه، من حيث الشكل والمضمون.
وأضاف: وهذا أمر إيحابي، لكنه يضغط على المؤسسات الإعلامية لعمل تحول في الرسالة الاتصالية عبر استثمار هذا التغيير، وتحويل بوصلة التوجيه الإعلامي من الأفراد صانعي المحتوى، إلى المؤسسات المتخصصة، خاصةً في مجالات الفكر والتوعية والأخبار، حيث تستطيع تلك المؤسسات تطويرها لما تملكه من خبرة إعلامية ومراكز أبحاث متخصصة تتيح إنتاج محتوى ذي قيمة عالية مثرية.
وأشار إلى أن الحقبة الإعلامية في الحاضر متقلبة بشكل كبير وتتجاذبها منصات إعلامية ذات أجندات وأهداف، قد تتعارض مع مصالح العالم العربي والإسلامي، وهذا مكمن الخطر، وأصبح أيضا رواج المحتوى الإعلامي عموماً مقترن بتوافقه مع ذائقة العامة اللغوية والفكرية والفنية وهي جوانب الاستثمار الممكنة للقطاعات الإعلامية المؤسسية.
من جهته أكد أستاذ الإعلام الدولي الدكتور محمد هندية على أن الخطوة الثانية بعد توصيات المؤتمر، والذي خرج بحزمة توصيات، هي عقد ورش عمل بمشاركة المتخصصين في الإعلام من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات في دول العالم الإسلامي، وقيادات العمل الإعلامي الدولي، بهدف تفعيل توصيات المؤتمر، ووضع آلية تنفيذية لها، واقتراح الوسائل المناسبة للتنفيذ بهدف لتتويج مخرجات المؤتمر.
وقال المتخصص في الإعلام أحمد حماد من جمهورية مصر العربية: إن المؤتمر التاسع لوزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية بدول العالم الإسلامي، جاء في وقت غاية الأهمية، وحمل رسائل مهمة، من مكة المكرمة للعالم الإسلامي، تهدف إلى تصحيح الخطاب الديني ومواجهة التحديات ومنها التحديات الإعلامية ممثلة في وسائل التواصل الإعلامي، مبيناً أن المؤتمر تطرق لقضايا مهمة، ومنها استغلال وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام في الدعوة الإسلامية وتقديم الفكر الناضج والمستنير، وهي نقطة محورية في ظل موجهة التشكيك التي نتعرض لها والممولة من جهات خارجية مناوئة، بهدف نشر الإلحاد والتطرف.
وأضاف أن الفضاء الإلكتروني أصبح مليئاً بالمواد التي يقدمها غير المؤهلين الأمر الذي يولد خطاباً متطرفاً لدى البعض، أو غير صحيح لا يصمد أمام موجة الإلحاد، والفكر المتطرف، وبالتالي فإن توصية المؤتمر في هذا الصدد يجب أن نشيد بها، وتكون محل اهتمام وتقدير من قيادات العمل الإعلامي في كليات الإعلام والمؤسسات الإعلامية، بحيث تؤخذ على محمل الجد مع البدء في تنفيذها على الفور.
وشدّد على أهمية بحث الدعاة والأئمة عن طريقة حوار وخطاب تنال استحسان الشباب وتجذب أنظارهم، والتوسع في برامج لتعزيز قيم التسامح وحماية المجتمعات من الطائفية، وتقديمها بأحدث الأساليب العصرية وفي كل المنصات الإعلامية بلا استثناء، وكذلك وسائل التواصل حتى تصل الرسالة للكل، وتحقق المراد منها، مع مراقبة ردود الفعل ودراسة السلبيات ووضع حلول لها، وتعزيز الإيجابيات من خلال إنشاء غرفة متابعة بين وزارت الأوقاف حول العالم الإسلامي تكون مهمتها الرصد والتحليل، والاستعانة بالخبراء في هذا الملف، لافتاً إلى أن مثل هذه المخرجات داعمة لقضايا تعزيز قيم التعايش بين البشر، والانتماء للوطن، والقضاء على الفتاوى المتطرفة التي تنشر الإرهاب وتدمر الأوطان والمجتمعات.
د.محمد هنديةمشاركة الخبر: مخرجات "مؤتمر مكة" تواكب احتياج جيل التقنية على وسائل التواصل من نيوز فور مي