فضائح تلاحق مستر بيست
بدأت الفضائح تلاحق أشهر "يوتيوبر" في العالم مستر بيست (MrBeast)، صاحب أكثر الفيديوهات مشاهدة على "يوتيوب"، وأكثرها "ترفيهاً". كما أنّ الشاب هو صاحب المبادرات الإنسانية التي تعجز عنها الحكومات، كأن يحفر 100 بئر للمياه في أفريقيا. لكنّ مستر بيست الآن محط انتقادات قد تهدد "مملكته" بل ربما قد تتسبب بإلغائه.
بدأ الأمر مع ماركة الشوكولا التي أنتجها، والمتهمة بأنها سرقت إحدى النكهات من شركة أخرى، ثم ماركة السندويشات التي وصفت بـ"المقرفة"، ما دفعه إلى مقاضاة الشركة المصنّعة وتعليق إنتاجها. لكن هذه كلها يمكن اعتبارها مشاريع تجارية فاشلة، على رغم الانتقادات التي تتعلق بالنوعية وغيرها.
ظهرت أيضاً اتهامات بالتحرش بالأطفال لاحقت واحدة من موظفاته، التي تبين أنها كانت تراسل قاصراً ضمن ما وصف بـ"رسائل جنسية وغير ملائمة"، لكن الفضيحة الأكبر هي الفيديو الذي نشره موظف سابق لدى مستر بيست، ومدته ساعة كاملة، يكشف فيها DogPack404 طبيعة المسابقات والفيديوهات التي يسجلها مستر بيست واصفاً إياها بـ"المزيفة"، التهمة التي تهدد كل عمله، كونه يؤكد ويتفاخر دوماً أن الفيديوهات "حقيقية" و"عادلة" ولا تحوي أي تلاعب.
الفيديو الذي حظي بأكثر من عشرة ملايين مشاهدة بعد أقل من عشرة أيام على بثه، يشير بداية إلى استخدام المؤثرات البصرية في الفيديوهات، والكذب في بعض التحديات، ويشير إلى أن نسبة كبيرة من "المسابقات" التي ينظمها مستر بيست مزيفة، أي تحوي موظفين عنده وأقرباءهم ومن هم حوله.
بصورة ما، لا يهم فوز أو خسارة المتسابق، فهو موظف سيتقاضى أجره، وهذا ما ينطبق على حالة ماك هوبكينز الذي يعيش حياة شديدة الرفاهية في كنف مستر بيست، والـ800 ألف دولار التي فاز بها في إحدى المسابقات، ليست سوى مجرد استعراض. أما عبارة "تغيرت حياتي" التي قالها لاهثاً بعد تخطي سلسلة الحواجز التي صممها له مستر بيست، هي جزء من التمثيلية.
التهمة الأشد خطورة فهو الترويج للمقامرة لدى الأطفال، إذ كشف الفيديو أن أعضاء فريق مستر بيست يستخدمون تقنيات مقامرة متطورة لجذب المشاهدين من الأطفال، عبر تحفيزهم على دفع النقود من أجل المشاركة في مسابقة ما مع وعد بالربح، الأمر الذي يعتبر جريمة من شقين، ألا وهي المقامرة من دون رخصة، ودفع الأطفال نحو المقامرة.
يضيف الفيديو أيضاً معلومات تفيد بأن كثيراً من السلع التي يبيعها مستر بيست حاملةً توقيعه، هي في الحقيقة مزيفة، وليس هو من يوقع بل موظفوه. يضاف إلى ذلك مجموعة من الاتهامات التي تتفاوت في جديتها ومنطقيتها.
تعرض صاحب الفيديو إلى حملات تهديد واسعة، بعضها قانوني وجّهته شركة مستر بيست التي أرسلت له أمراً قضائياً بعدم التعرض لهم، وأخرى وجّهها معجبون بمستر بيست، حاولوا تكذيب ما جاء في الفيديو. مع ذلك، انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وهنا اتسعت المشكلة، إذ بدأت تنتشر شكاوى عن سوء المعاملة والخداع من مشاركين في برنامج المسابقات الذي تنتجه "أمازون" لصالح مستر بيست، الذي تبلغ الجائزة فيه خمسة ملايين دولار، وهي الأكبر في تاريخ المسابقات. ما سبق يعني أننا أمام نسق من سوء المعاملة والاستغلال الذي قد يفضي إلى دعاوى قضائيّة.
لسنوات، بقي مستر بيست متربعاً على قمة هرم صناع المحتوى على يوتيوب، متجنباً الحديث عن السياسية مراهناً على التسلية والضحك محكوماً بإطار واضح لا يتجاوزه.
لكن ربما حان الوقت للنظر في هذا المحتوى بعين نقدية، وطرح تساؤلات عن ثروة مستر بيست التي تبلغ 500 مليون دولار، وما تخفيه وراءها؛ لأنها، كأي ثروة، لا بد من أنها قائمة على الاستغلال وهضم الحقوق، وإلا لما تراكمت الأرباح، حسب قاعدة الرأسمالية الذهبيّة.
مشاركة الخبر: فضائح تلاحق مستر بيست على وسائل التواصل من نيوز فور مي