إسماعيل الخطيب.. مسار الصعود من الحرس الثوري إلى وزارة الاستخبارات الإيرانية
19/8/2024-|آخر تحديث: 19/8/202410:39 ص (بتوقيت مكة المكرمة)
رجل دين شيعي وسياسي إيراني محافظ، من مواليد عام 1961، دخل عالم السياسة من بوابة الحوزة العلمية بمدينة قم التي تتلمذ فيها على كبار مراجع الدين الشيعة، وتولى رئاسة المديرية العامة لوزارة الاستخبارات في المدينة نفسها التي تعدّ معقل رجال الدين الشيعة في إيران.
يُعرف بقربه من مكتب المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، وذلك مهد له الطريق للمشاركة في تأسيس استخبارات الحرس الثوري عام 1980.
تدرّج في العمل الأمني عقودا من الزمن بين المؤسسة العسكرية والسلطة القضائية، ثم مكتب قائد الثورة الإيرانية إلى أن وصل إلى منصب وزير الاستخبارات.
بعد أن تولى إسماعيل الخطيب وزارة الاستخبارات في حقبة الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي قضى في حادث تحطم مروحية يوم 20 مايو/أيار 2024، رشحه للمنصب ذاته الرئيس مسعود بزشكيان عقب فوزه في انتخابات 2024، فحظي بثقة البرلمان.
المولد والنشأة
ولد إسماعيل الخطيب عام 1961 في مدينة قائنات بمحافظة خراسان الجنوبية شرقي إيران. نشأ وترعرع في أسرة شيعية محافظة في مسقط رأسه حتى أتمّ العقد الثاني من عمره.
متزوج وله أبناء، لكن ليس هناك أي معلومات عامة منشورة عن حياته الشخصية.
إسماعيل الخطيب (وسط) خلال الجلسة التي عقدها البرلمان لمنح الثقة للوزراء في حكومة 2024 (الأوروبية)الدراسة والتكوين العلمي
لم يلتحق الخطيب بالنظام التعليمي النظامي في بلاده، إلا أنه دخل الكتاتيب في سن مبكرة، فتعلم القرآن الكريم والقراءة والكتابة في مسقط رأسه، ثم أخذ دروسا في العلوم الدينية والفقه الإسلامي قبل أن ينتقل عام 1975 إلى الحوزة العلمية بمدينة قم لمواصلة تعلميه الديني.
تتلمذ على كبار المرجعيات الدينية بمدينة قم، ومن أبرزهم علي خامنئي ومحمد فاضل اللنكراني وناصر مكارم شيرازي ومرتضى طهراني، إلى أن تخرج "مجتهدا في الفقه الإسلامي" في الحوزة العلمية.
الوظائف والمسؤوليات
خلال الدراسة بالحوزة العلمية، كوّن علاقات وطيدة مع رموز الثورة الإيرانية التي أطاحت نظام الشاه محمد رضا بهلوي عام 1979، وشارك في الدعاية "للدعوة الإسلامية" والثورة الإيرانية خلال العامين التاليين لقيامها.
وما إن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) حتى انتقل إلى ميادين القتال، لكنه أصيب مبكرا، فنقل على إثر ذلك عام 1985 إلى العمل الأمني في ساحات الصراع ضمن دائرة الاستخبارات آنذاك في الحرس الثوري.
وبعد الحرب، تولى الخطيب وظائف ومسؤوليات متعددة جُلّها في المجال الأمني، وكان من مؤسسي الجهاز الأمني والاستخباري في الحرس الثوري.
انتقل إلى وزارة الاستخبارات عام 1999 وتقلد منصب رئاسة المديرية العامة للوزارة في مدينة قم الواقعة على بعد 150 كيلومترا جنوبي العاصمة طهران.
وانطلاقا من عمله الأمني، عُيّن عام 2010 كبيرا للمراقبين في مكتب المرشد الأعلى علي خامنئي، وذلك قبل تولّيه رئاسة مركز حماية المعلومات في السلطة القضائية بين عامي 2012 و2019.
وعمل الخطيب رئيسا للدائرة الأمنية في العتبة الرضوية التابعة للإمام الثامن لدى الشيعة علي بن موسى الرضا، ثم عاد إلى مدينة قم سادنا للعتبة المعصومية التابعة لمعصومة بنت موسى الكاظم (الإمام السابع لدى الشيعة) وهي شقيقة الإمام الرضا، وظل في منصبه حتى عام 2021.
بعد فوز إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية عام 2021، رشح زميله السابق في السلطة القضائية والعتبة الرضوية إسماعيل الخطيب لتولّي حقيبة الاستخبارات، وبقي في المجلس الوزاري حتى صيف عام 2024.
وبعد فوز مسعود بزشكيان بالانتخابات الرئاسية في يوليو/تموز 2024، قدم اسم إسماعيل الخطيب إلى البرلمان مرشحا لتولي الحقيبة الوزارية ذاتها، وفي 18 أغسطس/آب 2024 منحه البرلمان الثقة وتولى المنصب.
العقوبات الأميركية
فرضت الخزانة الأميركية في 9 سبتمبر/أيلول عام 2022 عقوبات على إسماعيل الخطيب بتهمة القيام بأنشطة إلكترونية ضد الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الأوروبيين.
وجاءت هذه العقوبات عقب هجوم سيبراني على ألبانيا التي كانت تستضيف عناصر منظمة مجاهدي خلق المعارضة للجمهورية الإسلامية، فاتهمت واشنطن حينئذ طهران بالوقوف وراء الاختراق الأمني، لكن الخارجية الإيرانية نفت ضلوع إيران في الهجوم.
مشاركة الخبر: إسماعيل الخطيب.. مسار الصعود من الحرس الثوري إلى وزارة الاستخبارات الإيرانية على وسائل التواصل من نيوز فور مي