سعد الجنيدل.. كريم الأخلاق
غيّب الموت قبل 18 عاماً بمدينة الطائف أحد أساطين التراث الشعبي والتراث البلداني، إنه الأديب والمؤرخ الجغرافي سعد بن عبدالله الجنيدل -رحمه الله-، هذا الرجل العلم الذي لم يسع طوال حياته الحافلة بالعطاءات العلمية والأدبية إلى الأضواء الإعلامية والصحفية، بل كان يعمل طوال سنين عمره بصمت وهدوء إلاّ إذا طلب منه المشاركة بقلمه السيال في صفحات الصحف والمجلات العلمية والمتخصصة.
لقد أحب الجنيدل العلم والبحث وأعطاه وقته وجهده وكل ما يملك من مال ووقت، لذلك أضحت آثاره ومؤلفاته مرجعاً ومصدراً لا يستغني عنها الباحث والأديب، فيجد فيها ضالته وبغيته، عرفت الجنيدل فوجدت فيه العالم المتواضع والمنبسط مع زائريه، خاصةً مع طلبة العلم والباحثين، فحينما تزوره في منزله العامر بحي السويدي فأنت ترى من زائريه ومحبيه على مختلف الطبقات، فهذا باحث دراسات عليا أتى من داخل الرياض أو خارجها أو حتى من خارج المملكة، شاداً رحاله إلى هذا العلامة، فينهل من علومه ويستفيد من آدابه في بحثه هذا وذاك المؤلف، والباحث أتى طالباً التوجيه والإرشاد والنصح من الشيخ، وذاك السائل على الهاتف يريد جواباً لبعض الإشكالات من خلال ما قرأه في قصيدة شعبية أو تحقيق لموضع من مواضع الجزيرة العربية المترامية، وكل هؤلاء الجمع لا أعتقد إلاّ أنهم قد خرجوا بفائدة بل بفوائد جمة متعددة ليست فقط في مجال التخصص، بل إن الجنيدل امتلك خزينة هائلة من الذكريات التاريخية؛ لأنه أدرك الحياة القاسية الأولى قبل عصر النفط والتطور الحديث، مر وعاصر وجرب ورأى وسمع الشيء الكثير، لقد كنت أقول لإخواني من الباحثين والأدباء إن هذا الرجل الذي يعمل في الظل يستحق أن يكرم ليس على المستوى الرسمي، بل على المستوى الشخصي بحيث يكرم من قبل أصحاب الصوالين الأدبية والمنتديات الثقافية، مع أنني أجزم كل الجزم أن سعد الجنيدل ليس حريصاً عليها ولا يفكر مجرد التفكير فيها.
حفظ القرآن
كان سعد الجنيدل -رحمه الله- في كل صيف يذهب إلى الدوادمي مدينته الثانية بعد الشعراء، التي عاش فيها فترة من شبابه وكهولته، ودرس فيها وأخد الشهادة الابتدائية والمتوسطة، وكذلك الثانوية فيها بالانتساب، وحصل على الشهادة الجامعية من جامعة الملك سعود كلية الآداب عام 1386هـ، قسم التاريخ، وهو من مواليد 1343هـ،
لقد كان ابن جنيدل طوال حياته متديناً محافظاً منذ صباه حتى آخر لحظة من حياته، حفظ القرآن كاملاً في صباه، حدثني الشيخ عبدالله بن إبراهيم التركي -إمام مسجد الفاخرية (الفوارة الآن)- قائلاً: إن سعد الجنيدل كان يختم القرآن كل يوم في رمضان، ولاتزال أصداء الحزن والترح والفقد للراحل الرائد نسمعها من خلال ما يقوله الباحثون والأدباء وذوو الاختصاص في منتدياتهم وجلساتهم، ولقد عبر الكثير منهم عن حزنه العميق لفقيد التراث العربي والنبطي بعبارات وأسطر مليئة تأبينية جاءت من الأعماق وليست اصطناعاً أو مجاملة، فعندما اتصلت بالأديب الشاعر أحمد الدامغ أخبره بهذا الخبر المزعج تأثر كثيراً وقال: لقد فاجأتني بهذا الحدث المؤلم عن رحيل عميد الأدب الشعبي وكذلك السعودي، وموته يعد انهدام ركن من أركان الأدبين الفصيح والعامي، عرفته رجلاً وقوراً كريم الطبع والخلق مبتسماً لا يمتنع عن الإجابة عن سؤال، خاصةً فيما يتعلق بالبحث والمعرفة، له مؤلفات كثيرة لا أحصرها، لكن مؤلفاته أثرت المكتبة العربية والسعودية بالذات، جمعتني أنا وإياه مناسبات وأمسيات أدبية وأستمتع بما يقوله وما يطرحه من آراء وأفكار في أدبنا الشعبي والفصيح، ولا أنسى حينما أذكر سيرته أنه من أكبر المهتمين بالتراث المتحفي، زرته في منزله فرأيته قد جمع من التراث المتحفي العجب العجاب، وأذكر أنه كان يشير إلى كل قطعة ويذكر استخدامها وشاهدها من الفصيح والعامي وهو لاشك فقيد أدبنا السعودي بل العربي.
ضبط ودقة
وتدفقت مفردات الأديب إبراهيم بن سعد الحقيل في تأبين سعد الجنيدل -رحمه الله- قائلاً: لاشك أنه فقد أهل العلم في كل فن أثره يعم ويخص، وذلك ما فجعنا به في فقدنا لسعد الجنيدل الذي اختاره الله إلى جواره، حضرت مجلساً من مجالسه في أيام خلت فرأيت سمة العالم وتواضعه ووجدته يحمل بين جوائحه علماً كثيراً لا تجده عند غيره، وقرأت كثيراً من مؤلفاته فوجدت الاهتمام بالضبط والدقة في الوصف وإيراد الشواهد الشعرية لشعراء معروفين، لكن شعرهم قليل بين الناس، استقصاء يجعل القارئ وكأنه يعاين ما خطه قلمه، ولنا عزاء في هذه الكتب التي بين أيدينا.
وتحدث المحامي محمد المشوح عن شخصية الجنيدل العلمية والثقافية قائلاً: اعتقد أنه من جيل الرواد الكبار والموسوعيين وهي النسخة الفريدة التي قدمتها المملكة في جيل الرواد أمثال الشيخ حمد الجاسر والشيخ عبدالله بن خميس والشيخ محمد العبودي والشيخ سعد الجنيدل.
كانت جهود سعد الجنيدل الكبيرة هي حفظ تاريخ وتراث وجغرافيا المملكة وخصوصا إسهامه الرائد في الكتاب الذي شارك فيه مع الشيخ حمد الجاسر ورفاقه في إصدار المعجم الجغرافي للمملكة، حيث اختص هو بعالية نجد، فاعتقد أن المجتمع الثقافي والترائي قد فقد أحد أبرز الأعلام الذين نأوا بأنفسهم عن الإعلام؛ لأنه كان عاشقا للتراث وحسب.
مؤلفات مخطوطة
وركز الباحث د. عبدالله المنيف في كلامه عن سعد الجنيدل -رحمه الله- على مؤلفاته المخطوطة وما خلفه من وثائق وأوراق تراثية جمعها، وهي ذات أهمية تاريخية ووثائقية، أمّا الكتب فيقول د. المنيف: إن الشيخ سعد له مؤلفات مخطوطة مازالت حبيسة عنده، ولقد حدثني في زيارة له في منزله قائلاً: لو كان لدي القدرة المادية لنشرت جميع مؤلفاتي، ولكنني أستجدي المراكز البحثية في طبع ونشر مؤلفاتي.
وذكر د. عبدالله المنيف أن للشيخ معجماً عن إقليم جنوب نجد، كذلك له بحث فريد ونادر عن هجرات البادية إلى الأماكن التي استوطنها البدو أثناء توحيد المملكة وبعد التوحيد وهو مهم جداً للباحثين، أيضاً هناك رسائل وثائقية بينه وبين الشيخ محمد بن بليهد، وهذه أيضاً لا تقل أهمية من حيث الفائدة التاريخية.
يتحرى ويتثبت
أمّا الباحث عبدالعزيز السناح -وهو باحث في قبيلة مطير ومتخصص فيها- تحدث عن سعد الجنيدل -رحمه الله- متطرقاً إلى جوانب عن أخلاقه وسجاياه الكريمة قائلاً: إنه نادرة من نوادر العلماء والأدباء، فهو رجل يمتاز بالصدق والأمانة في أحاديثه وكلامه وفي مؤلفاته، يتحرى ويتثبت فيما ينقل من رواية شعرية أو نثرية ويقارن بين الروايات التاريخية الشفهية أو المدونة ويعرف -بحكم خبرته العميقة- صحتها من عدمها، ومن هنا فمؤلفاته وأبحاثه جميعها مصادر ومناهل للباحثين لا يستغني عنها أي باحث في الجزيرة العربية، خاصةً الباحث في تاريخ البادية وما يتعلق بشؤونها وأن كتابه الموسوم (بعالية نجد) يعد موسوعة تاريخية جغرافية شعبية أدبية.
وقال الباحث والمتخصص في قبيلة عتيبة تركي القداح: زرت سعد الجنيدل بمنزله عام 1418هـ، وكنت أعد بحثاً عن فرسان العرب الأواخر في الجزيرة العربية، وخصوصاً نجد، وجئت لأستفيد وأستزيد من علمه، فوجدت الرجل لديه إلمام واسع بأخبار القبائل ومعاركهم، فهو موسوعة بهذا الشأن؛ لأن الرجل عاش وتعايش معهم وأخذ عن رواتهم مشافهة دون واسطة، فهو مصدر ومرجع في أخبار البادية وأنسابها وقد وجدت لديه أخباراً وأحداثاً وفوائد لم أجدها إلاّ عنده.
مقتنيات أثرية
وتربط محمد الحمدان -الباحث بالأدب الشعبي- بسعد الجنيدل -رحمه الله- علاقة وصداقة، تحدث عنها: لقد كان الشيخ سعد محققاً وكاتباً ومؤلفاً، يهتم بالكثير من العلوم، فقد ألّف معجم (عالية نجد) في ثلاثة مجلدات، وألّف كتاباً عن بلاد الجوف وحقق ديوان هويشل الهويشل بين الغزل والهزل، وألّف معجم الأمكنة الواردة في المعلقات وغيرها من المؤلفات في الجغرافيا التاريخية، وقد سمعته مرة يقول: إن لديه مؤلفاً عن قبيلة الدواسر بلاداً وقبيلة، ولقد كنت أستفيد من علمه وأدبه ويفيدني وربما يستفيد مني، له اهتمام كبير بالمقتنيات الأثرية الشعبية، وألّف كتباً عنها من عدة مجلدات، وكان قد دفعه إلى أحد الناشرين فتعثر إخراجه ونشره، وكأن الناشر رأى ضخامة الكتاب فلم ينشره، ثم إنه -رحمه الله- دفعه إلى الدارة وطبعت من هذه الموسوعة الشعبية معجم السلاح ثمانية أجزاء، وآمل من الدارة إنجاز نشرها بسرعة لتعم الفائدة منها، ولعل أولاده يخرجون وينشرون ما تبقى منها.
علم وأدب
وسخت قريحة الشاعر سعود بن عبدالعزيز بن صالح المقرن، بهذه التراكيب النثرية نحو ابن جنيدل قائلاً: غيمة فضل وعلم وأدب عبرت سماءنا، في حياته لمحة بصر فأمطرت غذاء لعقولنا وقلوبنا حروفاً وكلمات اصطفت في سطور مؤلفاته التي تتصدر مكتباتنا، حيث أعزيها أولاً ثم أعزي أسرته الكريمة وتلاميذه وكافة محبيه، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى وجميع موتى المسلمين.
وخالد بن علي الحيان من تلاميذ سعد الجنيدل -رحمه الله-، ومن الملازمين له، سألته عن هذه الملازمة وما طبيعتها أجاب قائلاً: عرفته 1409هـ، حيث زرته في منزله الكائن في حي السويدي في الرياض فوجدته قمة في الأخلاق والأدب، صادق اللهجة، محباً للعلم وأهله والمباحثة فيه، باذلاً له، دقيقاً في معلوماته وبحوثه، صاحب فراسه محباً لشراء واقتناء الكتب وكتبه وكلامه وآراؤه العلمية التراثية لها مكانة وقبول لدى الباحثين.
مواضع وقصائد
وتحدث سعد الجنيدل عن بداياته نحو الجغرافيا التاريخية قائلاً: كانت طبيعة عمل الوالد -رحمه الله- التنقل بين أرجاء القرى والبادية والغرض هو التجارة، فكان يتعاطى التجارة ويبيع بالأجل، خاصةً أهل البادية، فإذا أتى الربيع اتجه إلى القبائل لاستيفاء ديونه إمّا بالمعاوضة أو بالنقد، وبهذه الرحلات عرف الوالد القبائل ومواضع البلدان والأماكن ولما كان عمري 15 عاماً، كنت أصحب الوالد في كثير من أسفاره، وكنت أحمل معي دفاتر لوالدي أسجل فيها ديونه ودفاتر أخرى أدون فيها ما أشاهده من مواضع أو قصائد سمعتها من رواة البادية، وكان هذا هو شغلي الشاغل في الرحلات، وكنا طبعاً على ظهور الجمال، والذي يكون على ظهورها يعرف الأماكن والطرق أكثر من الذي يركب السيارات، فكانت هذه هي هذا الشأن.
وأما تأثير والد الجنيدل على ميوله الأدبية والجغرافيا التاريخية يقول: هو متعلم ولديه ثقافة عالية جداً، يعرف الأشعار العربية القديمة، خاصةً المعلقات، ويمتلك مكتبة كبيرة تضم أمهات الكتب في الأدب والتاريخ والسيرة النبوية، وكانت له جلسة يومية في منزله كنت أنا القارئ لها، نقرأ فيها شيء من كتب التفسير أو التاريخ أو السيرة النبوية ويعلق على هذه القراءة بما يستحضره من معلومات وقبل صلاة العشاء بربع ساعة تدار القهوة، ثم يخرجون من المنزل، وقد استفدت من هذه الجلسات اليومية، وكان لدينا سراج اسمه القمرية اشتراه الوالد من مكة وكان لا يوجد إلاّ عندنا.
ود ومحبة
وعن أول مقال كتبه سعد الجنيدل -رحمه الله- فيقول: أول مقال نشرته في صحيفة البلاد السعودية عام 1373هـ وموضوعه في النقد الأدبي، واعتنت به الجريدة عناية جيدة وفائقة، أما القصائد فأنشرها بمجلة الإشعاع، ولما أصدر حمد الجاسر -رحمه الله- مجلة اليمامة استمررت أكتب عنده مدة طويلة، وكان لا يعرفني ولا أعرفه، ولما ترك اليمامة، أصدر مجلة العرب فأرسلت له مقالاً عنوانه «جزيرة العرب بين كلام المتقدمين وبحوث المتأخرين»، ففرح به واهتم به وأصبح يطلب مني مقالات من هذا النوع.
وعن علاقته بالجاسر قال: كما قلت إنني أنشر عنده في اليمامة ثم مجلة العرب وكان لا يعرفني ولا أعرفه إلى أن استقر بالرياض والتقينا، ولقد عرفته حق المعرفة في الحضر والسفر، واستمرت علاقتنا على هذا النحو طابعها الود والمحبة والوئام، كان يكلفني بالإجابة على أسئلة ترد إلى مجلة العرب، واستمرت علاقتنا أكثر من 36 عاماً.
موروث متحفي
وعن جمع الموروث المتحفي الذي كان الجنيدل رائداً فيه يقول: كنت قد كتبت عدة مقالات أحث فيها المسؤولين بالاهتمام بهذا الموروث، لا سيما لما رأيت الوافدين من بلاد أوروبا وغيرها يتسابقون إلى شراء هذه القطع بأي ثمن، فغيرةً مني على تراث وطني ألزمت نفسي أن أنافس هؤلاء وأجمع لي متحفاً يضم جميع هذه المقتنيات، وجمعت ما يقارب خمسة آلاف قطعة، ثم لما سمعت به وزارة المعارف -آنذاك- وكان الوزير عبدالعزيز الخويطر طلب مني شراء هذا المتحف، فوافقت، فاشترته الوزارة، ثم هيأت لي متحفاً آخر أكبر من الأول أضعاف المرات.
ولم تكتفِ شخصيتنا بجمع متحف شعبي بل وثق هذا الأمر الثقافي بموسوعة معجم كبير، يذكر أقسام هذا المعجم: لقد قمت بخدمة هذا التراث، بعمل موسوعي شامل، وقسمته عدة أقسام، الجزء الأول يضم الأسلحة، وقد طبعته الدارة، والجزء الثاني أدوات الإبل والخيل، والجزء الثالث البيت السكني ومكوناته، والجزء الرابع الأطعمة وأدواتها شاملاً القهوة وأدواتها، والجزء الخامس الملابس، والجزء السادس الحلي، وقد عجلنا بطبعه لكثرة الطلب عليه، وقد نفد، والجزء السابع الزراعة، والجزء الثامن الحرف وأدواتها ويضم هذا الجزء أدوات الصيد والنجارة وقد يكون في جزئين، الأربعة الأول تكفلت الدارة بطباعتها، والباقية في طريقها إلى الطبع.
شعر شعبي
والشعر حاضر في مؤلفات سعد الجنيدل -رحمه الله- قائلاً:
أنا حينما ألّفت في الشعر الشعبي، قصدي الأساسي أن أستفيد منه من الناحية الجغرافية، فالقصيدة القديمة غالباً لا تخلو من ذكر عدة مواضع جغرافية.
ووصف الجنيدل الأديب الجغرافي محمد بن بليهد قائلاً: ساعدته في تدوين كتابه من ناحية التصحيح اللغوي، وأنا عاشرت ابن بليهد كثيراً، وأعرفه تمام المعرفة، وكتابه (صحيح الأخبار) يعد رائداً، فهو أول من مهد الطريق في العصر الحديث لكشف مواضع الجزيرة العربية، ويكفي أن ابن بليهد أنه دوّن الأخبار التاريخية، فلولاه لضاعت هذه الأخبار واندثرت.
غاب سعد الجنيدل عن عيوننا، غاب جسده وشخصه وألقى عصا الترحال واستقر في باطن الأرض التي نشأ منها وعاش على ظهرها وها هو اليوم في باطنها، فاضت روحه في مدينة الطائف يوم الاثنين الموافق 23 /5 / 1427هـ، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
الجنيدل يُعد مرجعاً في الأخبار والأنساب سعد بن عبدالله الجنيدل -رحمه الله- أحد مؤلفات الجنيدل وكتاب آخر من تأليف سعد الجنيدل إعداد- صلاح الزاملمشاركة الخبر: سعد الجنيدل.. كريم الأخلاق على وسائل التواصل من نيوز فور مي