"المؤسسة الخيالية للهند": تحولات أواخر القرن العشرين
يُفتتح مساء السبت، الخامس من الشهر المقبل، في "مركز باربيكان" بلندن، معرض "المؤسسة الخيالية للهند: الفن 1975 - 1998"، ويتواصل حتى الخامس من كانون الثاني/ يناير 2025، بمشاركة ثلاثين فنانة وفناناً من الهند.
يعود المعرض إلى عام 1975 باعتباره لحظة محورية في تاريخ البلد الآسيوي، حين أعلنت رئيسة الوزراء الهندية أنديرا غاندي حالة الطوارئ التي استمرت قرابة عامين، زادت خلالها سيطرة الدولة على القضاء والتضييق على الحريات، وشهدت البلاد اضطرابات في مدن عديدة، وصولاً إلى سنة 1998 التي شهدت سلسلة تجارب نووية تضمنت تفجير خمس قنابل نووية في الهند.
اختار المنظمّون الربع الأخير من القرن العشرين لإضاءة فترة شهدت تحوّلات كبرى عاشتها الهند مع تصاعد الانقسامات الاجتماعية، واتساع التحضر المتسارع في مناطق مختلفة من البلاد، مع حالة من عدم الاستقرار الاقتصادي انتهت بنموّ كبير جدّاً بعد ذلك، والتي سيُعبَّر عنها من خلال 150 عملاً فنياً تتنوّع بين الرسم والنحت والتصوير الفوتوغرافي والتركيبات والأفلام.
يضيء المعرض صعود العنف الطائفي والصراع الطبقي والاحتجاجات والحركات المعارضة
تتمحور الأعمال المعروضة حول فكرة رئيسة تتمثل في مدى ابتعاد البلاد عن اللاعنف، الذي كان ذات يوم الأساس في نضال نختبها من أجل الاستقلال عن الحكم الاستعماري البريطاني، حيث يذهب بعض الفنانين للتعبير المباشر عن بعض الأحداث المهمة في تاريخ الهند المعاصر، بينما يتناول آخرون لحظات من الحياة اليومية للهنود، وغيرهم عاينوا صعود العنف الطائفي، والجنسانية، والصراع الطبقي والاحتجاجات والحركات السياسية والاجتماعية المعارضة، وغيرها من القضايا.
يتتبع المعرض أيضاً تطور تاريخ الفن الهندي من هيمنة الرسم في منتصف السبعينيات، وصولاً إلى فن الفيديو والتركيب في التسعينيات، ضمن تصميم يحاكي المشهد الحضري المتحول في الهند خلال تلك الفترة والحدود المتغيرة بين العام والخاص؛ الشارع والمنزل.
المعرض، الذي يُقام بالتعاون مع "متحف كيران نادار للفنون" في نيودلهي، يتضمّن أعمالاً لعدد من الفنانين؛ منها لوحة "المدينة الصامتة" لغلام محمد شيخ، التي تعرض الأجواء السياسية القمعية لحالة الطوارئ في الفترة 1975 - 1977، وعمل آخر للفنان غيف باتل يصوّر شوارع المدن الهندية التي أخذت بالاتساع والتطور منذ الثمانينات.
كما تُعرض أعمال للمصورة شيبا تشاتشي التي وثّقت الحملات الشعبية النسوية في الهند خلال عقود، وكذلك عمل للفنانة رومانا حسين التي تركّز على العنف الطائفي المنتشر في جميع أنحاء البلاد بعد هدم مسجد بابري في أيوديا عام 1992 من قبل حشد هندوسي من اليمين المتشدد.
إلى جانب أعمال لفنانين مثل: بابلو بارثولوميو، وراميشوار بروتا، وأنيتا دوبي، وشيلا غودا، وسونيل غوبتا، وسافدار هاشمي، ومقبول فدا حسين، وناليني مالاني، وطيب ميهتا، ونافجوت ألطاف، وسودهير باتواردهان، وسافيندرا سافاركار، ونيليما شيخ، وأربيتا سينغ، وفيفان سوندارام.
يُذكر أنه سيقام على هامش المعرض موسم سينمائي خاص تحت عنوان "إعادة كتابة القواعد: ريادة السينما الهندية بعد عام 1970"، بمشاركة مجموعة من الباحثين والفنانين.
مشاركة الخبر: "المؤسسة الخيالية للهند": تحولات أواخر القرن العشرين على وسائل التواصل من نيوز فور مي