مجزرة إسرائيلية بحق النازحين في حي التفاح ونسف مربعات سكنية برفح
الاحتلال يرفع تكلفة حرب غزة لأكثر من 42 مليار دولار
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى يتقدمهم المتطرف "غليك"
ارتكب الجيش الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، مجزرة جديدة بحق النازحين في حي الفتاح، خلفت عشرات الشهداء والجرحى، وذلك مع دخول الحرب على غزة على قطاع غزة يومها الـ362، وسط تفاقم الأوضاع الإنسانية بالقطاع.
وكثف الطيران الإسرائيلي غارات على مناطق متفرقة في القطاع، وتركزت الغارات على المنازل والمناطق المأهولة والمربعات السكنية في رفح، ومخيم النصيرات، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية المناطق الشمالية لمدينة رفح، والمناطق الشمالية الشرقية لمخيمي النصيرات والبريج.
وأعلن الدفاع المدني استشهاد 7 فلسطينيين على الأقل وإصابة العشرات جلهم من النساء والكبار في السن والأطفال، في غارة إسرائيلية على مدرسة "ذكور الشجاعية" التي تؤوي نازحين في حي التفاح شرق مدينة غزة، وكذلك استشهاد 14 فلسطينياً جراء غارات على منازل تقطنها عائلات نازحة في مخيم النصيرات.
وارتفعت حصيلة العدوان العسكري الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ الـ 7 من أكتوبر 2023، إلى أكثر من 41 ألفاً و619 شهيداً، بالإضافة لـ 96 ألفاً و359 مصاباً بجروح متفاوتة، وفقاً لبيان وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
تكلفة الحرب
إلى ذلك قالت صحيفة كالكاليست الإسرائيلية المختصة بالاقتصاد: إن تكلفة الحرب الحالية التي تخوضها إسرائيل في قطاع غزة تتفاقم بشكل كبير، حيث قام جيش الاحتلال بتحديث توقعاته ورفع تقديراته الإجمالية لتكلفة الحرب من 130 مليار شيكل (36.7 مليار دولار) إلى ما بين 140 و150 مليار شيكل (حوالي 39.5-42.4 مليار دولار). ولفتت إلى أن هذه التكاليف لا تشمل إمكانية شن عملية برية في لبنان أو مواجهة مباشرة مع إيران، وهو ما يعني أن التكلفة قد ترتفع أكثر في حال حدوث تصعيد إضافي.
هذه الزيادة الكبيرة تمثل تحدياً إضافياً للميزانية الإسرائيلية لعام 2025 وفق الصحيفة، وتؤكد مرة أخرى على مدى الصعوبة التي تواجهها البلاد في الحفاظ على استقرارها المالي في ظل هذه الظروف الصعبة.
يشير تقرير الصحيفة إلى أن التقديرات الأصلية التي صدرت قبل 3 أشهر، التي أعدها العميد جيل بنحاس، المستشار المالي لرئيس هيئة الأركان العامة، كانت تقدر تكلفة الحرب بنحو 37 مليار دولار، ولكن مع استمرار الحرب وتصاعد التوترات في المنطقة، تم تحديث هذه التقديرات وقد ترفعها إلى أكثر من 42 مليار دولار.
وتتضمن المصروفات المباشرة منذ 7 أكتوبر/2023 وفق كالكاليست حوالي 129 مليار شيكل (36.4 مليار دولار)، منها:
– 37 مليار شيكل (10.4 مليارات دولار) تُنفق على رواتب الجنود الاحتياط.
– 29 مليار شيكل (8.2 مليارات دولار) على الذخيرة والأسلحة.
– 19 مليار شيكل (5.4 مليارات دولار) على الطائرات والسفن وأعمال الصيانة.
– 13 مليار شيكل (3.7 مليارات دولار) على الأسلحة.
– 13 مليار شيكل أخرى (3.7 مليارات دولار) على الخدمات اللوجستية.
– 8 مليارات شيكل (2.3 مليار دولار) على أنظمة الاتصالات والمعلومات الاستخباراتية.
– 6 مليارات شيكل (1.7 مليار دولار) على البنية التحتية والدعم المدني.
– 4 مليارات شيكل (1.1 مليار دولار) على العلاج والتأهيل والدعم للعائلات.
الفجوة بين وزارتي الدفاع والمالية
ومع استمرار ارتفاع التكلفة، تتسع الفجوة بين توقعات وزارة الدفاع ووزارة المالية فيما يتعلق بميزانية الدفاع لعام 2025. هذه الفجوة قد تصل إلى عشرات المليارات من الشواكل، وهو ما يضع وزير المالية بتسلئيل سموتريتش في موقف صعب وفق الصحيفة، حيث قد يكون من المستحيل الحفاظ على عجز الميزانية عند 4 % كما كان مستهدفاً.
وتقول كالكاليست: إن وزارة المالية ليست على دراية كاملة بحسابات وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، وتعتقد أن الأرقام التي يصدرها الجيش تضخم التكاليف عبر إدراج نفقات لا ترتبط مباشرة بالحرب، مثل عمليات التدريب والشراء، وهو ما يجعل الوضع يبدو أكثر تكلفة مما هو عليه في الواقع.
ويؤكد التقرير أيضاً أن بعض مسؤولي المالية يعتقدون أن هناك حاجة لإعادة تقييم بعض بنود الإنفاق العسكري نظراً للتغيرات التي حدثت في ميزان التهديدات التي تواجهها إسرائيل، مثل تقليص تهديدات حركة حماس في غزة وتأثر قدرات حزب الله اللبناني.
ورغم أن التقرير يكشف عن الفجوة المتزايدة بين وزارتي المالية والدفاع، فإنه يوضح أيضاً أن هناك حاجة للتكيف مع الواقع الجديد الذي فرضته الحرب. وقد أشار التقرير إلى أنه من المحتمل أن تواجه إسرائيل وضعاً اقتصادياً صعباً، إذا لم يتم السيطرة على النفقات العسكرية.
ويشير تقرير كالكاليست إلى أن التضخم المتزايد في تكاليف الحرب يشكل تهديداً جدياً للاستقرار الاقتصادي في إسرائيل، حيث إن عدم السيطرة على هذه النفقات قد يؤدي إلى ارتفاع الدين العام بشكل كبير، مما يضع البلاد في خطر مواجهة “عقد مفقود” من النمو الاقتصادي، كما حدث في أعقاب حرب أكتوبر/1973.
شهيدان ومصابون
استشهد شاب فلسطيني وأصيب 4 آخرون بينهم 3 مسعفين، الثلاثاء، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم بلاطة شرق نابلس، كما استشهد شاب آخر، متأثراً بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها البلدة القديمة في مدينة نابلس.
وأُصيب جندي بجيش الاحتلال الإسرائيليّ بجراح خطيرة، فيما أُصيب ثلاثة آخرون بجراح متوسطة في اشتباكات مسلّحة في نابلس.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، استشهاد الشاب ضياء دويكات (25 عاماً)، عقب إصابته بجروح خطيرة بالفخذ والبطن، وإصابة آخر بجروح حرجة خلال اقتحام مخيم بلاطة.
وأفاد الناطق باسم الهلال الأحمر أحمد جبريل، بأنه تلقى بلاغاً بوجود إصابات داخل منزل في حارة الحشاشين، وأن قوات الاحتلال منعت طواقم الإسعاف من الوصول للموقع.
وأشار إلى أن 3 مسعفين من طواقم الهلال الأحمر أصيبوا بالرصاص الحي جراء استهدافهم من قبل جنود الاحتلال بشكل متعمد رغم التنسيق المسبق عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال محاولتهم إخلاء عدد من الإصابات في مخيم بلاطة.
ولفت جبريل إلى قوات الاحتلال احتجزت مركبات الإسعاف خلال محاولتها الدخول للمخيم، لإخلاء الطواقم المصابة.
وكانت قوات إسرائيلية خاصة، قد اقتحمت المخيم، وسط وصول المزيد من التعزيزات من جهة حاجز بيت فوريك، وانتشار في عدد من حارات المخيم.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان آخر، بأن الهيئة العامة للشؤون المدنية أبلغتها باستشهاد الشاب عبد الحكيم مأمون عبد الحميد شاهين (33 عاماً) برصاص الاحتلال في البلدة القديمة بنابلس، واحتجاز جثمانه.
واقتحمت قوات الاحتلال حارات عدة داخل البلدة القديمة في المدينة، إذ سمع أصوات إطلاق الرصاص الحي، والقنابل، مما أدى إلى إصابة شاب بالرصاص الحي، ومن ثم اعتقاله.
ووصف مدير الإسعاف والطوارئ أحمد جبريل إصابته بالخطيرة جداً، حيث منع الاحتلال تقديم العلاج له قبل اعتقاله.
وأضافت المصادر أن قوات الاحتلال احتجزت مركبة إسعاف وطواقم الهلال الأحمر خلال محاولتهم تقديم العلاج للمصاب عند منطقة باب الساحة داخل البلدة.
وأشارت إلى أن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتقلت شخصاً؛ كما اقتحم جيش الاحتلال أحياء رفيديا والمخفية، ومخيم العين غرب المدينة، واقتحم أحد المنازل بالمخيم وقام بتفتيشها واعتقلت شاباً آخر.
وباستشهاد الشاب شاهين، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية والقدس منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر إلى 720 شهيداً، بينهم 160 طفلاً.
اقتحام الأقصى
واقتحم مستوطنون، الثلاثاء، بقيادة المتطرف يهودا غليك، المسجد الأقصى المبارك، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات متفرقة، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدَّوا طقوساً تلمودية، بقيادة المتطرف غليك.
كما شددت شرطة الاحتلال من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة، والمسجد الأقصى.
وتواصل قوات الاحتلال حصارها للمسجد الأقصى منذ السابع من أكتوبر 2023، من خلال تقييد دخول المصلّين المسلمين إليه، وعبر تشديد إجراءاتها عند أبوابه، ووضع السواتر الحديدية وتوقيف الوافدين إليه، وعرقلة دخولهم.
إخلاء فتاة مصابة بجروح خطيرة في أعقاب قصف إسرائيلي على غزة (أ ف ب) فلسطيني يقوم بتأمين حبال إحدى الخيام قرب المباني المنهارة في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين وسط غزة (أ ف ب) فلسطينيون يبحثون عن أشياء قابلة للإنقاذ وسط كومة من الأنقاض في مخيم البريج للاجئين الفلسطينيين في غزة (أ ف ب)مشاركة الخبر: مجزرة إسرائيلية بحق النازحين في حي التفاح ونسف مربعات سكنية برفح على وسائل التواصل من نيوز فور مي