في قلب الزوبعة
توفيق الحاج
في خضم الصراعات المتسارعة التي تعصف بالعالم، يبرز سؤالٌ حتمي حول موقع اليمن في هذه التحولات والزوابع، وهو تساؤل نابع من واقع معقد، إذ يظل اليمن في قلب زوبعة الصراع الإقليمي والدولي، بفضل موقعه الاستراتيجي، حيث يمثل ملتقى الطرق التجارية البحرية والنفطية وهو ما جعل من أراضيه ساحة تجاذبات للقوى الكبرى والدول المتصارعة.
إن العوامل التاريخية والجغرافية والسياسية تتداخل لتشكل لوحة متشابكة من الصراعات، حيث تتجلى الحرب بين مليشيا الحوثي والحكومة المعترف بها دوليًا كمرآة لصراع أوسع بين إيران والسعودية، وبين أمريكا وإسرائيل وإيران، هذه الصراعات لم تجلب الفوضى والدمار لليمنيين فقط، بل فاقمت الأزمة الإنسانية وأدت إلى حرب مدمرة وانهيار اقتصادي غير مسبوق.
بيد أن الوضع الاستثنائي الذي يعيشه العالم حاليا والذي تمر به اليمن يتطلب من قيادات الدولة رؤية استراتيجية ترنو إلى وحدة البلاد وتجنب الانزلاق إلى أتون الصراع الدولي، وفي هذا السياق تبرز ضرورة تعزيز الحوار الوطني الشامل، وتوحيد الصفوف، وتجاوز الانتماءات الضيقة، وخلق مناخ من الثقة والتعاون بما يعزز قدرة اليمن على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.
أما إذا عملت الحكومة على تبنى رؤية واضحة تسهم في استثمار التجاذبات والصراع الدولي لصالحها والعمل على تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع القوى المؤثرة، مما يسهل من جهود السلام ويعجل بإنهاء الحرب في اليمن, فهي بذلك تكون قد استغلت الصراع العالمي بما يخدم اليمنيين واقتنصت اللحظة للانطلاق نحو البناء والاستقرار.
ظهرت المقالة في قلب الزوبعة أولاً على سبتمبر نت.مشاركة الخبر: في قلب الزوبعة على وسائل التواصل من نيوز فور مي