الاحتلال يكثف هجومه البري على لبنان
الجيش اللبناني: أولويتنا وقف العدوان وحفظ السلم
واشنطن تطالب بتجنب مهاجمة مطار بيروت
الأمم المتحدة: الوضع الإنساني يتدهور
يكثف الجيش الإسرائيلي من هجومه البري في جنوب لبنان، حيث نشر فرقة رابعة للمشاركة في قتاله ضد حزب الله. وقال الجيش إن الفرقة الـ146 احتياط تعمل في القطاع الغربي لجنوب لبنان منذ الاثنين. يشار إلى أنه قبل تصاعد القتال في المنطقة، تم توصيف مناطق على طول القطاع الغربي للحدود الفعلية مع لبنان على أنها مناطق عسكرية مغلقة. وتشير التقارير إلى وجود ثلاث فرق إسرائيلية أخرى متواجدة حاليا في القطاعات الواقعة بوسط وشرق الجبهة. وتسعى إسرائيل لإبعاد حزب الله عن الحدود، مما يتيح عودة نحو 60 ألف إسرائيلي إلى منازلهم.
واستهدفت غارات اسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت ليل الاثنين، كما أفاد الإعلام الرسمي اللبناني، فيما تتعرض المنطقة التي تعد معقلا لحزب الله، لضربات جوية مكثفة على مدى الأيام الماضية، خصوصا خلال الليل. وأتت الغارات الجديدة بعدما أصدر الجيش الاسرائيلي إنذارات بالإخلاء الى سكان أحياء في الضاحية التي نزحت منها غالبية سكانها المقدّر عددهم قبل التصعيد الراهن بنحو 850 ألف نسمة.
ونشر المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي خريطة عبر منصة إكس تظهر مبنيين في حيي برج البراجنة والحدث، متوجها الى من يقطنون قربهما بالقول "أنتم متواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله... من أجل سلامتكم وسلامة أبناء عائلتكم عليكم إخلاء هذه المباني وتلك المجاورة لها فورًا والابتعاد عنها لمسافة لا تقل عن 500 متر". وقالت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان إثر ذلك إن غارتين استهدفتا المنطقة، الأولى "على محيط الكفاءات والثانية على برج البراجنة". وأفادت لاحقا بأن "الطيران الحربي المعادي شن غارة جديدة وعنيفة على محيط الحدث - الكفاءات" في الضاحية. وشوهد الدخان يتصاعد في أجواء الضاحية بعيد الغارات، فيما سمع صحافيون صوت انفجار.
ولم تقتصر الغارات الجوية الإثنين على الضاحية الجنوبية، بل طالت مناطق في جنوب لبنان، من بينها قرى ساحلية. وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه سيستهدف قريبا "المنطقة البحرية". وقال في بيان إنه سيعمل "في المنطقة البحرية ضد أنشطة حزب الله (...) من أجل سلامتكم، امتنعوا عن التواجد في البحر أو على الشاطئ من الآن وحتى إشعار اخر". وبعيد هذا الإنذار، نقل عدد "من الصيادين مراكبهم من ميناء الصيادين في صيدا إلى شمال الأولي (...) لمواصلة عملهم في الصيد"، وفق الوكالة الوطنية.
وفي هجوم على بيروت، قتل الجيش الإسرائيلي قائد بارز بحزب الله، وهو رئيس منظومة الأركان بحزب الله سهيل حسين حسيني. وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنه تم قتل حسيني في هجوم محدد الاثنين. وكان حسيني أيضا عضوا بـ"مجلس الجهاد" في حزب الله، الهيئة العسكرية العليا لحزب الله، حسبما قال الجيش. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان "حسيني قام بدور مهم في نقل الأسلحة بين إيران وحزب الله". وأضاف أنه كان مسؤولا عن توزيع الأسلحة المتقدمة بين وحدات حزب الله" وأمور الموازنة والإدارة اللوجستية لأكثر مشاريع حزب الله حساسية". وهذا يتضمن التخطيط للحرب والعمليات الخاصة ضد إسرائيل من لبنان وسورية.
وأعلن حزب الله ليل الاثنين أنه استهدف قاعدة تابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قرب تل أبيب، بعيد الجيش الإسرائيلي تفعيل صفارات الانذار وسط اسرائيل بعد رصد صواريخ من لبنان.
وأعلن الحزب في ستة بيانات منفصلة أن عناصره استهدفوا الثلاثاء، تجمعات للقوات الإسرائيلية في مستوطنتي شلومي وحانيتا وفي محيط موقع المرج ومحيط مستوطنة يرؤون ومربضي مدفعية إسرائيلية في ديشون ودلتون بالصواريخ.
إلى ذلك تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"مواصلة القتال" حتى تحقيق أهداف الحرب التي اندلعت في قطاع غزة وامتدت الى لبنان.
وحضّت الولايات المتحدة الإثنين إسرائيل على عدم شنّ أيّ هجوم على مطار بيروت أو الطرق المؤدية إليه، في وقت يوجّه فيه الجيش الإسرائيلي ضربات مكثّفة ضدّ حزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي "نعتبر أنه من الأهمية بمكان ليس فقط أن يبقى المطار مفتوحا، بل أن تظل الطرق المؤدية إليه مفتوحة أيضا" وذلك خصوصا من أجل تمكين الراغبين بمغادرة لبنان من رعايا أميركيين ورعايا دول أخرى، من أن يفعلوا ذلك.
وفي ذكرى السابع من أكتوبر، تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس عن "وحشية" و"فظاعة" هجوم حماس، لكنهما أبديا تعاطفا مع معاناة المدنيين الفلسطينيين جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة على القطاع التي خلفت نحو 42 ألف قتيل معظمهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
وأعلن الجيش اللبناني امس الثلاثاء أنه ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، مؤكدا أن "أولويتنا حماية المؤسسة العسكرية ووقف العدوان ودعم المواطنين وحفظ السلم الأهلي والاستقرار الداخلي". وقال الجيش اللبناني، في بيان نشره على صفحته بمنصة إكس، إنه "في ظل الاعتداءات الهمجية والمتزايدة من جانب العدو الإسرائيلي على مختلف المناطق اللبنانية، وما ينتج عنها من سقوط شهداء وجرحى ودمار كبير، يهم قيادة الجيش أن توضح أن الجيش اللبناني، إذ ينتشر على كامل مساحة الوطن بما فيها الحدود الجنوبية، يتولى مسؤولياته الوطنية ويقدّم الشهداء والجرحى ويحافظ على جهوزيته للدفاع عن الأرض ضمن الإمكانات المتاحة، وذلك استنادًا إلى قرارات السلطة السياسية وتوجيهاتها للقيام بما يراه مناسبًا من أجل حماية لبنان والمؤسسة العسكرية، والالتزام بالقرار 1701 بالتنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)". وأضاف أن "بعض وسائل الإعلام تعمد إلى إطلاق حملات تجنٍّ وافتراءات وتخوين تطال المؤسسة العسكرية وقيادتها خدمة لمصالح ضيقة وغايات سياسية"، مؤكدا أن قيادة الجيش لن تدخل في سجالات أو مزايدات، وهي ليست معنية بأي ملفات أو استحقاقات".
وقالت الأمم المتحدة إن الوضع الإنساني في لبنان يستمر في التدهور بسرعة نتيجة للتصعيد المتزايد في تبادل الأعمال القتالية عبر "الخط الأزق". وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" بأنه لا يزال قلقا بشأن الهجمات على النظام الصحي، حيث توسعت الغارات الجوية الإسرائيلية لتطال المدنيين والبنية التحتية المدنية. وأضاف المكتب أن السلطات اللبنانية أفادت بتسجيل 36 حادثة استهدفت منشآت الرعاية الصحية بين 8 أكتوبر 2023 و4 أكتوبر 2024، مما أجبر 96 مركزا للرعاية الصحية الأولية، وثلاثة مستشفيات على الإغلاق بسبب الأعمال القتالية. وأكدت الأمم المتحدة أن الهجمات لم تؤثر فقط على المنشآت، بل طالت أيضا العاملين في مجال الصحة، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن 77 من العاملين في القطاع الصحي قتلوا خلال نفس الفترة. كما تأثرت البنية التحتية للمياه، وتم تدمير 25 منشأة مائية على الأقل، ما أثر على أكثر من 300 ألف شخص.
وذكر نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني نعيم قاسم أن إمكانات الحزب بخير، مشيرا إلى أن نتنياهو يقول إنه سيعيد مستوطني الشمال ونقول له إننا سنهجر أضعافهم". وقال قاسم، في كلمة متلفزة الثلاثاء، إن "الاجتماع الكبير من قبل الكيان الصهيوني ومعه أميركا هو للضغط علينا من أجل أن نخشى ونخاف ونحن لن تخشى ولن نخاف". وأضاف أن "هدف الاحتلال لم يكن ردة الفعل على طوفان الأقصى إنما إنهاء المقاومة بشكل كامل وإبادة الشعب الفلسطيني"، مؤكدا أن "جبهة المساندة بلبنان استنزفت العدو 11 شهرا وأخرجت المستوطنين من الشمال". ولفت قاسم إلى أن الكيان الصهيوني خطر على المنطقة والعالم". وأن "القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وتخطينا الضربات"، وأعلن تأييد الحراك السياسي الذي يقوم رئيس مجلس النواب نبيه بري بعنوانه الأساس وقف إطلاق النار ولا محل لأي نقاش قبل وقف إطلاق النار.
تحذير أممي من تدهور الوضع الإنساني (رويترز) الاحتلال طالب باخلاء سكان قرب مواقع مستهدفة (ا ف ب) غارات متواصلة تخلف الدمار (رويترز)مشاركة الخبر: الاحتلال يكثف هجومه البري على لبنان على وسائل التواصل من نيوز فور مي