«العربية».. المهنية في زمن الغوغائية
منذ انطلاقتها عام 2003، قدمت قناة "العربية" نفسها للمتلقي العربي كمنصة تنويرية تتميز بمهنية عالية وخط تحريري مسؤول، واختارت أن تتجنب الضجيج والتهريج الإعلامي، لتركز على تقديم رسالتها الإعلامية بمهنية بعيدة عن الأدلجة والمواقف المنحازة التي سادت الفضاء العربي لفترة طويلة.
وفي وقت يعج فيه العالم العربي بالأصوات التي تسعى لإثارة الفوضى، نجحت "العربية" في أن تكون رائدة في إيصال الحقيقة للمشاهد العربي، حيث إنها ولأكثر من عشرين عامًا، لعبت دورًا حاسمًا في مواجهة الحملات الإعلامية المضللة التي استهدفت قوى الاعتدال في المنطقة، وانحازت للحقيقة في عالم مليء بالشائعات والتزييف، كصوت عقلاني ينقل الواقع كما هو، دون تجميل أو تحريف.
وعبر تقديم تحليل عميق للأحداث، ساهمت "العربية" في رفع مستوى وعي المشاهد العربي بالتحديات التي تواجه المنطقة، وأظهرت من خلال تغطياتها الحية والمباشرة للأحداث السياسية المهمة في المنطقة، مدى مهنيتها والتزامها بالحقيقة، كما اعتمدت على أحدث التقنيات في البث والتغطية الإخبارية، ما مكّنها من الوصول إلى جمهور واسع ومتنوع، ومنح المشاهد فرصة متابعة الأحداث أولاً بأول عبر وسائل متعددة تشمل جميع المنصات.
واحدة من اللحظات الفارقة التي أثبتت فيها "العربية" شجاعتها في التصدي للإعلام الموجه كانت مواجهتها المباشرة للتنظيمات المتطرفة وأذرعها الإعلامية في المنطقة، ففي الوقت الذي كانت فيه تلك القنوات / الأدوات تحاول استغلال الأوضاع السياسية والاقتصادية لإشعال الفوضى في الشارع العربي، وخاصة الخليجي، جاءت “العربية” لتقف في وجه هذه المحاولات بدون مواربة، مستندة إلى وعي تحريري ومصداقية أكسبتها ثقة شريحة كبيرة من المشاهدين العرب الذين كانوا بأمس الحاجة إلى من يطلعهم على الخبر دون أدلجة أو تزييف.
وبلا شك فإن هذا التميز لم يأتِ دون ثمن، فقد تعرضت "العربية" لحملات من التزييف والافتراءات، شنتها عليها قنوات تابعة لقوى التطرف التي سعت لتشويه صورتها بشتى الوسائل، ولكن بفضل فريقها المحترف وخطها التحريري الثابت، استطاعت القناة تجاوز هذه الحملات، بل وتحقيق التفوق والتميز برؤيتها الواضحة والواقعية لتحركات قوى الشر الإقليمية، بعيدًا عن الانخداع والانجرار خلف الشعارات الرنانة التي تروجها هذه التنظيمات والقنوات الشريكة لها في نشر الإرهاب والعنف.
السر وراء نجاح "العربية" يكمن في تقديمها للمشاهد العربي ما كان يفتقده: الخبر كما هو، دون زيف أو مبالغة، وهذا ما جعلها القناة الأكثر مشاهدة في العالم العربي، حيث بات الجمهور على يقين أن ما تقدمه "العربية" هو الخبر بكل تفاصيله، دون أدلجة أو تحريف، حتى لو لم يصرحوا بذلك خوفاً من الغوغائية وجمهورها!
في زمن ترتفع فيه الأصوات التي تسعى لنشر التطرف والغوغائية، واجبنا دعم صوت العقل والمنطق مهما كان الثمن، ليبقى السؤال: ماذا لو لم تكن قناة العربية؟.
مشاركة الخبر: «العربية».. المهنية في زمن الغوغائية على وسائل التواصل من نيوز فور مي