كيف تستخدم إسرائيل تهمة "معاداة السامية" لملاحقة أكاديميين يدافعون عن فلسطين؟
باتت تهمة “معاداة السامية” سيفا مسلطا على رقاب الأصوات المنتقدة لسياسات إسرائيل بأروقة الجامعات والمعاهد الغربية، في مسعى واضح لإسكات أي صوت يهدد السردية الصهيونية المهيمنة.
وتناولت حلقة 11-11-2024 من برنامج "للقصة بقية" التي تبث على منصة "الجزيرة 360″، ظاهرة قمع الأصوات المؤيدة للقضية الفلسطينية في الجامعات الغربية تحت ذريعة معاداة السامية.
وأشار البرنامج إلى أن هذه الظاهرة تفاقمت بشكل كبير في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأكد البرنامج أن الدول الغربية التي تدعي أنها "العالم الحر" وتتغنى بالديمقراطية وحرية التعبير، تضع خطا أحمر عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، حيث يتم ملاحقة وقمع كل من ينتقد جرائم الاحتلال الإسرائيلي بوحشية.
وبيّن البرنامج أن هذا القمع طال حتى المظاهرات السلمية في الشوارع الغربية المنددة بالإبادة الجماعية في غزة.
رقابة ذاتية
ولفت البرنامج إلى أن الخوف يسيطر على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الغربية، حيث يمارس معظم الأساتذة رقابة ذاتية عند تناولهم الشأن الفلسطيني الإسرائيلي بموضوعية ومهنية، بحسب استطلاع تم عرض تفاصيله.
كما يخشى الطلاب من التعرض للملاحقة وفقدان فرص العمل بسبب مواقفهم المؤيدة للحق الفلسطيني.
واستعرض البرنامج حالات متعددة لأساتذة وطلاب في جامعات غربية تعرضوا للفصل والملاحقة بسبب دعمهم للقضية الفلسطينية، على غرار أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة بريستول البريطانية، البروفيسور ديفيد ميلر، الذي طُرد من وظيفته بسبب آرائه وأبحاثه المناهضة للصهيونية، والأستاذة في جامعة سان فرانسيسكو، الدكتورة رباب عبد الهادي التي تعرضت للملاحقة والتهديد.
وأورد البرنامج تقريرا صادرا عن مركز الدعم القانوني الأوروبي والجمعيات البريطانية لدراسات الشرق الأوسط، حذر من القمع الأكاديمي ضد الصوت الفلسطيني في الجامعات الغربية.
تأثير الحراك الطلابي
وأشار التقرير إلى أن هذا القمع أسهم في خلق حالة من الخوف والرقابة الذاتية في صفوف الأساتذة والطلاب خشية فقدان مستقبلهم المهني.
وللوقوف على تجارب شخصية للقمع الأكاديمي استعرض البرنامج تجربة البروفيسور ميلر الذي روى تفاصيل ما تعرض له من ضغوط وتهديدات من قبل مناصري إسرائيل بسبب مواقفه، لتنتهي بفصله من عمله الأكاديمي.
كما استضاف محمد دانييل نائب رئيس اتحاد طلابي سابق في جامعة بريطانية، الذي تحدث عن رفض الاتحاد إصدار أي بيان يدين الاعتداءات الإسرائيلية على غزة بحجة التعارض مع القوانين واللوائح.
وناقش ضيوف الحلقة من خبراء وأكاديميين حجم الحراك الأكاديمي المناصر لفلسطين في الجامعات الأميركية والغربية، ومدى تأثيره على الوعي العام بحقيقة الجرائم الإسرائيلية، وكذلك استعرضوا أنماط القمع الإسرائيلي للأكاديميين الفلسطينيين محليا ودوليا، وسبل مواجهة هذا القمع.
مشاركة الخبر: كيف تستخدم إسرائيل تهمة "معاداة السامية" لملاحقة أكاديميين يدافعون عن فلسطين؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي