تقرير جديد: ازدياد جرائم الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة
أفادت رئيسة مؤسسة "رانيميد تراست" البريطانية للمساواة بين الأعراق والحقوق المدنية شبنا بيغوم بأنّ الإسلاموفوبيا "تسبّب نقساماً بطريقة وحشيّة" في المملكة المتحدة، مشيرةً إلى أنّ الفشل في تحدّي أسبابها الجذرية سوف يؤدّي إلى مزيد من أعمال الشغب العنصرية.
أتى ذلك في إطار حديث حصري أدلت به بيغوم لصحيفة "ذا غارديان" البريطانية قبيل إطلاق مؤسستها تقريرها الجديد بشأن الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة، وقد رأت أنّ "البلاد تدخل مرحلة جديدة في كيفية التعامل مع المسلمين"، مع توثيق ازدياد جرائم الكراهية ضد المسلمين بصورة كبيرة في العام الأخير.
ويرصد تقرير مؤسسة "رانيميد تراست" البريطانية، الذي نُشر اليوم الاثنين، كيفيّة تصاعد الإسلاموفوبيا في مناطق مختلفة بالمملكة المتحدة، علماً أنّه يأتي مدعوماً من منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة والمجلس الإسلامي البريطاني وكذلك من الليدي سعيدة وارسي العضو في مجلس اللوردات منذ عام 2007، بحسب ما أوضحت "ذا غارديان". يُذكر أنّ اللايدي وارسي محامية وسياسية بريطانية من أصل باكستاني، وهي المسلمة الأولى التي تسلّمت منصباً وزارياً في المملكة المتحدة.
This summer’s racist riots were the clear outcome of intensifying Islamophobia in the UK.
Our new report shows that Islamophobia is growing, and highlights its structural nature across British society.
Read it here 👉 https://t.co/XnCdIthIEi pic.twitter.com/WSOO8ojeYD
حوادث الكراهية ضد المسلمين زادت 335%
ويبيّن تقرير مؤسسة "رانيميد تراست" الأخير بشأن الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة أنّ في الأشهر الأربعة التي سبقت فبراير/شباط 2024، سجّل المشروع الوطني "تل ماما" (أخبر والدتك)، الذي يقيس الهجمات التي يتعرّض لها المسلمون، زيادة بنسبة 335% في حوادث الكراهية ضد المسلمين مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، مع العلم أنّ تلك الحوادث بمعظمها أتت ضد النساء.
ووفقاً لبيانات التقرير نفسه، فإنّ 38% من مجموع جرائم الكراهية الدينية التي سجّلتها الشرطة البريطانية أتت ضدّ مسلمين، مع زيادة بنسبة 13% في جرائم الكراهية ضد المسلمين. كذلك فإنّ نحو جريمتَين من بين كلّ خمس جرائم كراهية دينية استهدفت مسلمين، أي أكثر من أيّ مجتمع ديني آخر.
في الإطار نفسه، يوضح تقرير مؤسسة "رانيميد تراست" أنّ طالباً مسلماً واحداً من بين كلّ ثلاثة طلاب مسلمين يتعرّض للإساءة على خلفية الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة. كذلك فإنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية تحيل المسلمين إلى برنامج "بريفنت" (برنامج مكافحة الإرهاب) ثماني مرّات أكثر مقارنة بالأشخاص غير المسلمين. إلى جانب ذلك، يمثّل المسلمون 18% من نزلاء السجون في الوقت الراهن، علماً أنّهم يمثّلون 6% فقط من عامة السكان.
تحفّظ على استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا"
ووصفت شبنا بيغوم "الأسلوب الذي يتحدّث به السياسيون عن المسلمين في الوقت الراهن" بأنّه "مهين جداً"، إذ تُستخدَم فيه "أكثر المصطلحات التقسيمية قسوة". أضافت بيغوم، في الحديث الصحافي نفسه، أنّه في حال ما لم يتغيّر شيء في الخطاب السياسي في المملكة المتحدة ولا في السياسة، فإنّ أعمال الشغب التي وقعت في فصل الصيف الماضي سوف تتكرّر. وتابعت: "أعتقد أنّهم سوف يعودون. كان ذلك (أعمال الشغب) أبشع تمثيل لسنوات العنصرية التي صُنعت من خلال المحادثات الإعلامية السياسية". وشدّدت على أنّه في حال "لم نأتِ بشيء مختلف، فلن يكون ذلك حدثاً سُجّل لمرّة واحدة، وسوف يتحوّل هذا القبح إلى مجرّد سمة منتظمة لسياساتنا".
ورأت شبنا بيغوم، التي تسلّمت الرئاسة التنفيذية لمؤسسة "رانيميد تراست" المرموقة في وقت سابق من هذا العام، أنّ طريقة الاستجابة للاحتجاجات المطالبة بوقف إطلاق النار في سياق الحرب المدمّرة في قطاع غزة، بيّنت أنّ من غير الممكن التغاضي عن المسألة (الإسلاموفوبيا) في المملكة المتحدة، وأنّه لا بدّ من مواجهتها. ولفتت، في حديثها إلى "ذا غارديان"، إلى أنّ حزبَي العمّال والمحافظين يتحمّلان مسؤولية تغذية مناخ معادٍ للمسلمين البريطانيين.
وتابعت رئيسة مؤسسة "رانيميد تراست" البريطانية أنّ ردّة الفعل على أعمال الشغب العنصرية التي سُجّلت في فصل الصيف الماضي مقلقة جداً، وأشارت إلى "تحفّظ حقيقي على استخدام مصطلح الإسلاموفوبيا في ذلك الحين، إذ إنّ أحداً لا يرغب في أن يَظهر مدافعاً عن المسلمين". وتحدّثت بيغوم عن السياسيين الذين يشاركون في مسابقة شعبية تقوم على "مدى استعدادهم للاستئساد على المسلمين وكذلك شيطنتهم".
مشاركة الخبر: تقرير جديد: ازدياد جرائم الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة على وسائل التواصل من نيوز فور مي