الإدارة الذاتية ترفع سعر الخبز مجدداً شمال شرقي سورية
رفعت هيئة الاقتصاد والزراعة في المجلس التنفيذي التابع لـ"الإدارة الذاتية" لشمال شرق سورية سعر مادة الخبز المدعوم في مناطق سيطرتها، وذلك بنسبة لا تقل عن 30%، بما يعادل أكثر من 500 ليرة لربطة الخبز الواحدة، من دون أي إشارة إلى الوزن الحقيقي للربطة، ما أثار الاستياء والغضب، وذلك لدى شرائح واسعة من السكان، ولا سيما ذوي الدخل المحدود، وذلك ابتداءً من يوم السبت القادم 23 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وقال حميد العلي، أحد سكان مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية، في حديثه لـ"العربي الجديد": "بالنسبة لارتفاع سعر الخبز، المشكلة كبيرة، خصوصاً للطبقة الفقيرة والعمال، لأن العمال يعملون يوماً ويتوقفون عن العمل أياماً، حيث إن العمل قد خف كثيراً. تأتي هذه الزيادة لتزيد من معاناة الفقراء في البلد". مضيفا أن خبز مجلس الحي ارتفع سعره من 1500 ليرة إلى 2000 ليرة، وهناك عدد محدد من ربطات الخبز.
وأردف العلي: "لدي عائلة كبيرة، ويعطونني فقط ربطتين، تحتوي كل ربطة على تسعة أرغفة، وهذه الكمية لا تكفيني. أضطر إلى شراء الخبز من الخارج ومن أصحاب البسطات بمبلغ سبعة آلاف ليرة.كيف أتمكن من تغطية هذه المصاريف وأنا أعمل باليوميات؟ في هذه الحالة، أحتاج إلى مبلغ 30 ألف ليرة يومياً للخبز، عدا باقي المصاريف. لدي عائلة كبيرة تتكون من ثمانية أشخاص، وكمية الخبز التي نحصل عليها بالسعر المدعوم لا تكفي. كما أن الخبز السميك أيضاً ارتفع سعره، حيث يُباع الرغيف بمبلغ 2500 إلى 3000 ليرة. لا أعلم من أين سأؤمن ثمن الخبز لعائلتي، فالأوضاع الاقتصادية مزرية، العمل قليل جداً، والمصاريف أثقلت كاهلنا".
أما المواطن محمد عدوان، وهو من سكان مدينة القامشلي، فقال خلال حديثه لـ"العربي الجديد" إنه في ما يخص موضوع الخبز وارتفاع أسعاره، هناك زيادة في الأسعار كل شهر تقريباً، وهذا ينطبق على باقي السلع أيضاً مثل المازوت والغاز وغيرها. وأضاف: "نتمنى أن يُنظر في مثل هذه المسائل، فهناك عائلات فقيرة تتألف من ثمانية أشخاص، وهم بحاجة إلى أربع ربطات من الخبز أو أكثر. كانت الربطة تباع بسعر 1500 ليرة، لكنها الآن تباع بمبلغ 2000 ليرة، وعند الباعة الجوالين تباع بمبلغ سبعة آلاف ليرة. كما أن جودة الخبز رديئة جدا".
وقال عدوان: "نرجو من أصحاب القرار النظر في مثل هذه القرارات، وأن تكون مدروسة بشكل جيد، فالسكان فقراء وإمكاناتهم المادية محدودة". واللافت أن ارتفاع أسعار المواد المدعومة من قبل "الإدارة الذاتية" لم يصحبه ارتفاع في رواتب الموظفين لديها، إذ بقيت الرواتب على حالها، لكن الذي ارتفع هو أسعار الخبز والمازوت وغيرها. كل يوم، هناك مادة يرتفع سعرها، وفق ما أوضح عدوان الذي تابع:"بالنسبة لهذه التسعيرة، فهي ثقيلة على أصحاب الدخل المحدود والعمال. الأصل أن تكون هناك زيادات في الرواتب بدلاً من رفع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية. ليست هناك مشكلة كبيرة إذا ارتفع سعر المازوت أو البنزين مثلاً مرة في السنة، ولكن لدينا زيادات جديدة تظهر بين ليلة وضحاها".
أما دحام العبد، فتحدث بدوره لـ"العربي الجديد" عن الأزمة التي يسببها الارتفاع المتكرر في أسعار الخبز على المواطنين، وقال: "الخبز ارتفع مجدداً، وهذه ليست الزيادة الوحيدة. فقد كانت هناك زيادة في مارس/آذار الماضي. البعض يقول إن هذه الزيادة بسيطة، ولكن عندما تكون لديك عائلة كبيرة وتعمل عاملاً يومياً، فكيف لا تكون مصيبة؟"، وأردف: "العامل يتقاضى يومياً مبلغاً يقارب 40 ألف ليرة، فكيف له أن يغطي كافة احتياجات بيته؟ هو بحاجة إلى 30 ألف ليرة فقط للخبز. العامل أصبح عاجزاً عن تأمين كل شيء، حتى الخبز. كيف له أن يواجه حالات المرض والمستلزمات الأخرى؟".
وتابع العبد: "الربطة تحتوي على تسعة أرغفة وتباع بـ2000 ليرة. هناك عائلات كبيرة لا تكفيها خمس أو ست ربطات، فكيف لهم أن يدبروا أمورهم؟ هذا فقط بالنسبة للخبز، وإذا اشتروا الخبز من الباعة، تُباع الربطة بمبلغ سبعة آلاف ليرة. لا يستطيعون دفع هذه التكاليف. الأصل أن يُنظر في مثل هذه القرارات بعين الاعتبار، لأن الشعب قد تعب من الحروب والغلاء وغيرها من المصائب التي نزلت على رؤوسنا".
ويبلغ سعر صرف الدولار الواحد أمام الليرة السورية 15 ألفاً و350 ليرة سورية. كما يذكر أن سياسة رفع أو خفض الأسعار تصدر عن هيئة الزراعة والاقتصاد. وهذه هي المرة الثالثة من نوعها خلال العام الحالي. وسبق أن أعلنت الإدارة في مارس/آذار الماضي عن رفع أسعار الخبز، وأصدرت حينها تعميماً تضمن مضاعفة السعر ليصل إلى ألف ليرة سورية.
وحدد التعميم وزن الربطة بـ1100 غرام التي تحتوي على تسعة أرغفة، وسعرها 900 ليرة، مع هامش ربح للمندوب 100 ليرة. وفي أيار الماضي، وصل سعر ربطة الخبز عند المعتمد إلى 1400 ليرة سورية، بينما للمستهلك بسعر 1500 ليرة. وقبل عشرة أيام، ارتفع سعر المازوت في محطات الوقود شمال شرقي سورية من دون قرار رسمي تخوفاً من ردود فعل شعبية، حيث ارتفع سعر ليتر المازوت الحر من 4700 ليرة سورية إلى 6000 ليرة.
مشاركة الخبر: الإدارة الذاتية ترفع سعر الخبز مجدداً شمال شرقي سورية على وسائل التواصل من نيوز فور مي