تظاهرات في 4 دول عربية تنديداً بالعدوان على غزة ولبنان
انطلقت بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة، من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة الأردنية عمّان، مسيرة حاشدة رفضًا لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وكل الإجراءات الهادفة لإنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة. وطالب المشاركون في المسيرة، التي جاءت تحت شعار "ضمّ الضفة الغربية حرب على الأردن"، الحكومة الأردنية بوقف كلّ أشكال التطبيع وإلغاء كافة الاتفاقيات مع دولة الاحتلال، محذرين من مخططات الكيان الهادفة إلى ضمّ الضفة الغربية خلال المرحلة المقبلة. ودعا المشاركون الحكومة إلى اتخاذ موقف واضح أمام دولة الاحتلال، وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، من قضايا التهجير، والتصدي لمخططات الاحتلال والإدارة الأميركية الداعمة لها.
وشدد المشاركون على ضرورة اتخاذ أصحاب القرار في الأردن الإجراءات التي من شأنها تمتين الجبهة الداخلية والتوقف عن اعتقال الناشطين وتوقيفهم، والإفراج عن كل معتقلي الرأي على خلفية ما يشهده قطاع غزة، ومنذ بدء تنظيم الفعاليات الداعمة للمقاومة، والمنددة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية. ورددوا هتافات تهاجم الولايات المتحدة ومواقفها المعادية للشعب الفلسطيني، وتحيي صمود غزة، خاصة بعد استخدام واشنطن الفيتو قبل أيام في مجلس الأمن في وجه القرار الهادف لوقف العدوان وحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني. وندد المشاركون بالإبادة الجماعية التي يتعرّض لها الأهل في قطاع غزة، مؤكدين دعمهم المطلق لفصائل المقاومة الفلسطينية المسلّحة جميعها، ومذكرين بشهداء الأردن وفلسطين الذين استشهدوا منذ 7 من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأشاد المشاركون بقرار المحكمة الجنائية الدولية الصادر أمس بشأن اعتقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الأمن الإسرائيلي السابق يوآف غالانت، مشيرين إلى أن هذا القرار "هو أحد ثمار معركة طوفان الأقصى التي عرّت الكيان المحتل وأثبتت للعالم وحشية هذا الاحتلال". وناشد المشاركون الأمتين العربية والإسلامية والأنظمة الرسمية الحاكمة أن "تهب لنصرة فلسطين، وكسر الحصار على غزة، ومنع الإجرام الصهيوني الذي وصل إلى حد السعي على مرأى ومسمع العالم لإلغاء كافة حقوق الشعب الفلسطيني".
احتجاجات في 58 مدينة مغربية
في السياق نفسه، عاشت عشرات المدن المغربية، عقب صلاة الجمعة، على إيقاع وقفات احتجاجية نصرة ودعما للشعب الفلسطيني، وذلك على وقع تواصل حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق قطاع غزة، خاصة في الشمال. وشارك آلاف المغاربة بعد صلاة الجمعة في وقفات احتجاجية نظمت أمام عدد من المساجد في مختلف أنحاء البلاد استجابة لدعوة أطلقتها "الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" (غير حكومية) تحت شعار "لا تخذلوا غزة.. لا تخذلوا فلسطين".
وندد المشاركون في الوقفات بمجازر الإبادة في غزة وكل فلسطين ولبنان، وبسياسة التجويع ومحاولات التهجير القسري، وبالصمت الدولي والعربي الرسميين تجاه حرب الإبادة التي راح ضحيتها أزيد من 44 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، مطالبين الدولة المغربية بوقف اتفاقيات التطبيع مع الاحتلال. ورفع المحتجون خلال الوقفات أمام المساجد الأعلام الفلسطينية ولافتات تضامنية مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع في "جمعة طوفان الأقصى 59"، مشددين على مواصلة الاحتجاج في شوارع المغرب حتى وقف العدوان نهائيا وإلغاء اتفاق التطبيع.
ومن المدن التي عرفت تنظيم وقفات احتجاجية عقب صلاة الجمعة، فاس، وآزمور، والحسيمة، والناظور، والقنيطرة، وخريبكة، وإنزكان، وخنيفرة، وجرسيف، وشفشاون، وتنغير، وميدلت، والدار البيضاء، ومراكش، وطنجة، ومكناس، وسلا، وأغادير، وتيفلت، والفقيه بنصالح.
وبحسب الكاتب العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة محمد الرياحي الإدريسي، فإنه في سياق التعاطي مع نداء للهيئة، أعلنت 58 مدينة مغربية خروجها في 112 تظاهرة في إطار جمعة "طوفان الأقصى رقم 59". وقال الإدريسي لـ"العربي الجديد" إن الوقفات تأتي في سياق استمرار الدعم الشعبي المغربي لمعركة "طوفان الأقصى"، واستنكار المجازر الهمجية وحرب الإبادة المرتكبة في حق أهل غزة، وخاصة شمال القطاع الذي يتعرض لأبشع مظاهر التقتيل والتجويع والتهجير.
وأكد المتحدث نفسه أن فعاليات اليوم "تروم تذكير العالم بالوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه سكان غزة وكل فلسطين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، وعنوانه البارز التقتيل والتجويع والحصار والاعتقال، وتوسيع الاستيطان وسياسة الاغتيالات، وكذلك دعوة أحرار العالم إلى مزيد من الدعم والمساندة". ولفت إلى أن "فعاليات اليوم هي شجب واستنكار للخنوع العربي الرسمي وللعجز الذي أبانت عنه معركة طوفان الأقصى وإدانة لكل الدول العربية والإسلامية المطبعة مع قتلة الأطفال والنساء، جرثومة الفساد والإفساد في الأرض". وقال: "في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، إذ نحيي الشعب الفلسطيني على صبره وصموده في مواجهة الكيان الصهيوني ومن خلفه أميركا المدعمة له والشريكة في حرب الإبادة بغزة ولبنان، لا ننسى بالتحية المقاومة الفلسطينية". وتابع: "هي فرصة نثمن فيها قرار إصدار مذكرتي الاعتقال من الجنائية الدولية في حق كل من نتنياهو وغالانت باعتبارهما مجرمي حرب، معتبرين القرار خطوة لمزيد من عزل الكيان دوليا وسقوطه أخلاقيا وإنسانيا، بالإضافة إلى فشله الذريع في تحقيق أهدافه من الحرب بغزة ولبنان".
وإلى جانب الوقفات أمام المساجد عقب صلاة الجمعة في أكثر من مدينة، ينتظر أن تنظم وقفات مماثلة عقب صلاتي المغرب والعشاء، فضلا عن وقفة مركزية أمام مقر البرلمان في العاصمة الرباط بدعوة من "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين" (غير حكومية)، تحت شعار: "إدانة شعبية للفيتو الأميركي راعي المجازر الصهيونية ضدا على العدالة الدولية بحق قادة الإرهاب الصهيوني".
وتتواصل في المغرب، بشكل شبه يومي، الفعاليات الشعبية المؤيدة للشعب الفلسطيني والمنددة بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر. وخرج المغاربة في 5800 تظاهرة و730 مسيرة خلال أكثر من عام من الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى".
تظاهرات في اليمن "مع غزة ولبنان"
في موازاة ذلك، تظاهر عشرات آلاف اليمنيين، اليوم الجمعة، في 14 محافظة، تنديداً بحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة ولبنان. وذكرت وكالة الأناضول أنّ عشرات آلاف اليمنيين تظاهروا في العاصمة صنعاء الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، تحت شعار "مع غزة ولبنان... دماء الشهداء حتى النصر".
ونُظمت التظاهرة التي دعا إليها زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، في ميدان السبعين، أكبر ميادين صنعاء. ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واليمنية واللبنانية ولافتات تندد بحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة ولبنان. كما رُفع شعار حزب الله اللبناني، وشعار جماعة الحوثي وزعيمها.
وردد المتظاهرون هتافات من بينها "لا نخشى أميركا الهشة... هي والله مجرد قشة"، و"في غزة أو في لبنان أميركا رأس العدوان". كما خرجت تظاهرات أخرى في عديد من الساحات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين بمحافظات أخرى، أبرزها صعدة وحجة (شمال غرب) وتعز وإب (جنوب غرب)، والبيضاء ومأرب (وسط)، والحديدة (غرب).
مئات المتظاهرين الموريتانيين يطالبون بوقف الإبادة في غزة ولبنان
في السياق، شارك مئات الموريتانيين بالعاصمة نواكشوط، اليوم الجمعة، في مسيرة تضامنية مع قطاع غزة ولبنان، تطالب بوقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل عليهما، بحسب ما ذكرت "الأناضول". ودعت للمسيرة هيئة "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني"، وهي منظمة غير حكومية معنية بتنظيم فعاليات داعمة لفلسطين. ونظمت المسيرة تحت شعار: "غزة ستنتصر رغم الجراح"، وشارك فيها قادة أحزاب ونواب.
وانطلقت المسيرة من الجامع الكبير بنواكشوط، وتوجهت إلى ممثلية الأمم المتحدة بالعاصمة. ورفع المشاركون فيها الأعلام الفلسطينية واللبنانية والموريتانية، ورددوا هتافات داعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة، وحزب الله في لبنان.
وفي كلمة في ختام المسيرة، دعا نائب رئيس "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني" محمد ولد محمد امبارك، إلى تكثيف المسيرات وفعاليات التضامن حتى تتوقف الحرب. وأضاف: "غزة ستنتصر، المقاومة ستنتصر، نطالب الجميع بتكثيف الأنشطة والفعاليات حتى تتوقف حرب الإبادة".
مشاركة الخبر: تظاهرات في 4 دول عربية تنديداً بالعدوان على غزة ولبنان على وسائل التواصل من نيوز فور مي