خطة تحفيز بقيمة 250 مليار دولار لدعم أسر اليابان بمواجهة التضخم
مع استمرار التضخم الناجم عن ضعف الين في التأثير على الإنفاق الاستهلاكي، أقرت حكومة اليابان، اليوم الجمعة، حزمة اقتصادية بقيمة 250 مليار دولار (39 تريليون ين) تتضمن إعانات للحد من ارتفاع تكاليف الطاقة ومنح نقدية للأسر ذات الدخل المنخفض. وبموجب الحزمة، تعهدت إدارة رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا بزيادة الدخل المتاح من خلال رفع سقف الرواتب المعفاة من الضرائب، وذلك بعد أن أقرت بمطالب حزب معارض لتأمين تمرير ميزانية تكميلية لتمويلها، وفقا لوكالة كيودو اليابانية للأنباء.
وتأتي هذه الخطوة بعد أن فقد الحزب الليبرالي الديمقراطي، برئاسة إيشيبا، وشريكه الأصغر في الائتلاف، أغلبيتهما في مجلس النواب، خلال الانتخابات العامة التي جرت في 27 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بحسب وكالة أسوشييتد برس. وقام إيشيبا بحل مجلس النواب بعد وقت قصير من توليه مهام منصبه، فيما قال نواب إن حكومة إيشيبا ستحاول تمرير ميزانية إضافية بقيمة 13.9 تريليون ين للسنة المالية حتى مارس/آذار 2025، خلال جلسة برلمانية استثنائية من المتوقع عقدها الخميس المقبل.
وبحسب "فرانس برس"، تهدف الخطة إلى وضع المزيد من الأموال في جيوب المستهلكين بعد أسوأ نتيجة انتخابية للحزب الحاكم في 15 عاماً، فيما تتضمن الحزمة التي تبلغ قيمتها 21.9 تريليون ين (141.8 مليار دولار) إعانات تبلغ حوالي 30 ألف ين للأسر ذات الدخل المنخفض ودعم الوقود والطاقة والمساعدة للشركات الصغيرة، وفقاً للحكومة، فيما من المتوقع أن يبلغ التأثير التجاري الإجمالي 39 تريليون ين.
وقال المتحدث باسم الحكومة يوشيماسا هاياشي للصحافيين: "لتعزيز حيوية اليابان ككل، سنعزز نمو الاقتصادات الوطنية والإقليمية ونرفع الأجور لجميع الناس، من جميع الأجيال". ولتغطية تكاليف الحزمة، وهي الثانية خلال عامين، ستقدم الحكومة ميزانية تكميلية بحلول نهاية العام في مجلس النواب. لكن الآراء حول هذه الخطوة بين الناس في الشوارع كانت متباينة.
واتهم الناخب كاتسوهيرو هيراكاوا (63 عاما) الساسة باتخاذ "أي قرارات يريدونها دون الاستماع إلى أصواتنا نحن المواطنين العاديين". وقال لوكالة "فرانس برس" في طوكيو إن السلطات يجب أن "تفكر مليا في سبب حاجتها إلى المزيد من العائدات الضريبية، أو كيف يمكنها الحد من الإنفاق المسرف، قبل اتخاذ القرارات بشأن الميزانيات".
وبحسب "فرانس برس"، أراد هيساكي ساتو (46 عاما) المزيد من المساعدة للطبقة المتوسطة، مضيفا: "نحن نعيش الآن في عصر حيث لا تحتاج الأسر ذات الدخل المنخفض فحسب، بل والأسر ذات الدخل المتوسط أيضا، إلى المزيد من تدابير التحفيز"، علماً أن الطبقة المتوسطة "هي موطن لكثير من الناس الذين يساهمون بشكل مباشر في الاقتصاد، لذلك أريد من الحكومة أن تعتز بهم أيضاً".
جبل الديون في اليابان
وللفوز بدعم كافٍ من المشرعين، وافق إيشيبا على تضمين رفع عتبة ضريبة الدخل التي دفع بها حزب الشعب الديمقراطي المعارض. ويقول الحزب الأصغر إن هذا من شأنه أن يخفف من نقص العمالة ويعزز إنفاق المستهلكين من خلال تشجيع الموظفين بدوام جزئي على العمل ساعات أطول وكسب المزيد. لكن المنتقدين يخشون أن يؤدي هذا إلى خفض العائدات الضريبية بتريليونات الينات وزيادة كومة الديون الضخمة في اليابان، والتي تعادل أكثر من 200% من الناتج المحلي الإجمالي. ومع توقع استمرار بنك اليابان في رفع أسعار الفائدة، فإن جبل الديون هذا سيكلف أيضًا المزيد والمزيد، كما قال يوشيماسا ماروياما، الخبير الاقتصادي في "إس إم بي سي" (SMBC Nikko Securities).
أسعار الأرز ترتفع في اليابان
وقد لحظت بيانات الحكومة، اليوم الجمعة، أن التضخم الرئيسي الشهر الماضي كان متواضعاً عند 2.3%، لكنها أظهرت ارتفاع سعر الأرز بنحو 60% على أساس سنوي، ما يكشف عن الألم الذي يعاني منه اليابانيون العاديون. وارتفع سعر الغذاء الأساسي بسبب الطقس الحار ونقص المياه، وبعد تحذير "زلزال ضخم" في أغسطس/آب أدى إلى تخزينه. كما جرى إلقاء اللوم على التدفقات القياسية من السياح الجائعين.
بشكل منفصل، وعد إيشيبا بإنفاق عشرة تريليونات ين حتى عام 2030 لتعزيز قطاعي أشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي في اليابان ومساعدة الأمة على استعادة ميزتها التكنولوجية. وقالت كيلي فوربس، من معهد آسيا والمحيط الهادئ للذكاء الاصطناعي، إنه بعد هيمنتها على التكنولوجيا في ثمانينيات القرن العشرين، "قضت اليابان فترة طويلة من الجلوس ومراقبة الكثير من هذا الابتكار"، وخاصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
مشاركة الخبر: خطة تحفيز بقيمة 250 مليار دولار لدعم أسر اليابان بمواجهة التضخم على وسائل التواصل من نيوز فور مي