web النسخة الكاملة
wifi_tethering أخبار من نيوز فور مي
widgets اخبار سياسية widgets اخبار محلية widgets اخبار اقتصادية widgets أخبار دولية widgets اخبار رياضية widgets اخبار تقنية widgets أخرى ومتنوعة widgets فن وثقافة widgets أراء وكتابات widgets علوم وتكنولوجيا widgets صحة ومجتمع
mail راسلنا
menu

خصخصة فيتنام الشواطئ والتلال تهدّد وجهتها السياحية

تم نشره منذُ 20 ساعة،بتاريخ: 22-11-2024 م الساعة 09:41:08 الرابط الدائم: https://newsformy.com/amp/news-2155972.html في : اخبار سياسية    بواسطة المصدر : العربي الجديد

تهدد الخصخصة في فيتنام للشواطئ والجزر والتلال وجهة هذا البلد السياحية، حيث يبرز مشهد اقتصادي لافت في بلد واجه الاستعمار الفرنسي والأميركي وصمد بصفته واحداً من آخر معاقل الشيوعية في العالم، ويتمثل في التوسع الهائل للاستثمارات الخاصة، التي تمتد من التلال إلى الجزر والشواطئ.

وتحوّل الخصخصة هذا يبدو وكأنه انزلاق تدريجي بعيدًا عن المبادئ التي ناضلت من أجلها فيتنام، حيث أصبح الوصول إلى مواقعها الطبيعية الخلابة، التي لا تزال قانونيًا ملكًا عامًا، مشروطًا بدفع رسوم مرتفعة تُعد باهظة بالنسبة للمواطن المحلي. الأمر يثير تساؤلات حول مدى تساهل الحكومة مع هذا الاحتكار الذي يخدم مصالح شركات واستثمارات خاصة من خلال عمليات الخصخصة على حساب حق الجميع في التمتع بجمال الطبيعة.

تجربة في تلال با نا هيلز

في البداية، لم ألحظ حجم هيمنة هذه الشركات على نقاط العبور إلى المواقع الطبيعية، مع ذلك، صدمني المبلغ المطلوب للعبور إلى تلال با نا هيلز، حيث منعت من إكمال الطريق على متن السكوتر، الدراجة النارية الصغيرة التي تُعد الوسيلة الأكثر شيوعًا والأقل كلفة للتنقل في فيتنام. تلال با نا، التي تبعد أكثر من 20 كيلومترًا عن وسط مدينة دا نانغ، بات الوصول إليها ممنوعًا بأي وسيلة تنقل منذ فترة ليست ببعيدة، وذلك عقب سيطرة شركة صن وورلد با نا هيلز على الموقع.

تقدم شركة صن وورلد بديلاً يُلزم الزوار بالتوقف عند نقطة معينة وركوب التلفريك مقابل حوالي 38 دولارًا للشخص الواحد، وهو مبلغ باهظ للغاية بالنسبة للمواطن الفيتنامي. ورغم أن الاستثمارات الكبيرة ساهمت في تحسين المعالم السياحية الحديثة التي بنيت في المنتجع، مثل الجسر الذهبي، الذي يعد من المعالم الأولى التي ترحب بالزوار، إلا أن هذه المعالم لم تكن لتبرز بهذا الجمال لولا مزجها مع سحر الطبيعة التي تتمتع بها التلال.

من هذا المبدأ ورغم التحسينات التي طرأت على الموقع، لا يمكن تبرير الكلفة الباهظة للتلفريك، الذي يعدّ أحد أطول الأنظمة وأكثرها إثارة للإعجاب في العالم، حيث ينزلق فوق الغابات الخضراء والشلالات والقمم الضبابية.

وتبقى هذه المناظر مجرد لمحة، مقارنة بالعجائب التي تنتظرنا في الأعلى، حيث يبرز عن بعد الجسر الذهبي، الأشبه بأعجوبة حديثة. يعد هذا الجسر أحد المعالم الأولى التي ترحّب بالزائرين وتتدلى هذه التحفة المعمارية بين يدين حجريتين عملاقتين. تعجز الكلمات عن وصف المشاعر المختلفة للزائرين عند دخولهم هذا العالم الخيالي، المطلّ من فوق السحاب على وديان خضراء لامتناهية في الأسفل.

ومن الجسر، ننتقل إلى القرية الفرنسية المبنية على طراز مدينة فرنسية جذّابة من العصور الوسطى، تتميز بشوارع مرصوفة بالحصى ومبان على الطراز القوطي ومقاه ساحرة، تأخذنا لاحتساء فنجان قهوة في الريف الأوروبي.

أمّا بالنسبة للعائلات والباحثين عن الإثارة، فهناك متنزه ترفيهي داخلي بجولات وألعاب، تناقض أجواؤه الصاخبة هدوء المعابد والحدائق القريبة منه. مثال، معبد تمثال بوذا الأبيض الشاهق، المحاط بالمساحات الخضراء، المكان المثالي للتأمّل والاستمتاع بالطبيعة.

وبرغم حداثة المعالم، يبقى لعشّاق التاريخ أن يستمتعوا بقبو نبيذ ديباي، وهو من بقايا أيام با نا هيلز الأولى، التي كانت محطة فرنسية. تم بناء هذا الملاذ الموجود تحت الأرض في عشرينيات القرن العشرين، حيث حوّل المستعمرون الفرنسيون التلال إلى محطة جبلية وملاذ صيفي لهم، هربًا من حرارة السهول الفيتنامية.

وكان القبو يضم النبيذ الفرنسي في السابق، ولا يزال يقدم النبيذ الفرنسي حتى اليوم، وكأنّه حنين إلى شذرات من العصر الاستعماري. فبعد رحيل الفرنسيين في منتصف القرن العشرين، تدهورت تلال با نا هيلز تدريجيًا، وأصبحت معظم منشآتها في حالة خراب. لكن في أوائل القرن الحادي والعشرين، شهدت التلال نهضة جديدة، حيث استثمرت الحكومة الفيتنامية وشركات خاصة في تحويلها إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في البلاد.

اليوم، تحتفظ تلال با نا هيلز بجزء من سحرها التاريخي، ممزوجا بمعالم حديثة. وبينما كانت ملاذًا للأوروبيين خلال فترة الاستعمار، أصبحت الآن رمزًا للتحول الاقتصادي والسياحي في فيتنام. ورغم دحر المستعمر، تبقى آثار الماضي الفرنسي تضفي على المكان طابعًا خاصًا يجمع بين التاريخ والثقافة والجمال الطبيعي.

ويتداخل الماضي بالحاضر بهندسة معمارية فريدة، وتمتزج القصور القديمة التي شيّدها الفرنسيون بروحها الكلاسيكية مع القصور الحديثة الفاخرة التي تعكس الطموح الاقتصادي لفيتنام. ولا يتوقف السحر عند القصور، بل يمتد إلى منحوتات صخرية ضخمة تضفي على المكان طابعًا أسطوريًا. إحدى هذه المنحوتات تمثل رجلاً يحمل صخرة على كتفيه، تجسد تعايش الإنسان مع الطبيعة. وفي مشهد أكثر رومانسية، تظهر منحوتة لرجل وامرأة يتبادلان قبلة، تعبر عن الحب الأبدي.

تحولات جزيرة فو كوك

مع ذلك، تشهد فيتنام تحولات كبيرة في سياستها السياحية، وهو ما يبرز بوضوح في جزيرة فو كوك، التي تعتبر واحدة من أبرز الوجهات السياحية في البلاد. فمع الزيادة الكبيرة في الاستثمارات السياحية، أصبحت معظم الشواطئ العامة في الجزيرة محظورة على الزوار. يُمنع السياح من الوصول إلى الشواطئ إلا عبر مرافق الشركات الخاصة التي تتحكم في العبور، وهو ما يخلق حالة من الاستياء بين الزوار والمواطنين على حد سواء.

يتذمرّ العديد من السياح الذين قصدوا جزيرة فو كوك من صعوبة الوصول إلى الشواطئ التي كانت في ما مضى مفتوحة للجميع، حيث يُحرمون من التمتع بمياهها الفيروزية البيضاء وأجوائها الطبيعية. تهيمن على العديد من الشواطئ مرافق سياحية خاصة تفرض على الزوار دفع رسوم للوصول إليها. ويواجه البعض صعوبة في العثور على ممرات أو دروب تقودهم إلى تلك الشواطئ، كما يجهل كثيرون وجود ثغرات أو معابر جانبية يمكنهم من خلالها الوصول إلى الشاطئ من دون الحاجة للتعامل مع الشركات الخاصة.

تحديات الهوية السياحية

إن الصورة التقليدية التي تروج لفيتنام باعتبارها وجهة سياحية رخيصة لم تعد تعكس حقيقة الواقع الحالي. فقد شهدت أسعار الطعام في معظم المطاعم السياحية في مناطق فو كوك وغيرها ارتفاعًا ملحوظًا، لتقترب من أسعار المطاعم في الدول الأوروبية. هذا الأمر أصبح يشكل عبئًا إضافيًا على السياح، الذين كانوا يتوقعون قضاء إجازة اقتصادية ومريحة.

ومع أن الشواطئ لا تزال تعدّ من أبرز معالم الجذب السياحي في فيتنام، إلا أن النظافة في بعض المناطق الساحلية، بما في ذلك جزيرة فو كوك، أصبحت مصدر قلق كبير. إذ تنتشر أكياس البلاستيك والمخلفات في العديد من الأماكن، ما يهدد جمال البيئة البحرية ويشكل خطرًا على الحياة البحرية والموارد الطبيعية. وفي الوقت الذي تستمر فيه الاستثمارات الخاصة في المنطقة، لا يبدو أن هناك جهودًا ملموسة لتحسين حالة النظافة البيئية بشكل يواكب هذا التوسع السياحي.

تأثير الخصخصة على السياحة

كانت لخصخصة الخدمات السياحية في فيتنام آثار ملحوظة، إيجابية وسلبية. فمن ناحية، خلقت فرصا للمستثمرين الأجانب، وخاصة في مجالات مثل الفنادق والمنتجعات والبنية التحتية. يمكن لهذا الاستثمار أن يحفز الاقتصادات المحلية ويخلق فرص العمل ويساعد في تحسين الجودة الشاملة للخدمات السياحية. مع ذلك، ساهمت الخصخصة المتزايدة أيضًا في ارتفاع التكاليف في بعض المناطق، خاصة في الوجهات السياحية الشهيرة مثل المدن الساحلية.

وفي حين أن هذه الاستثمارات يمكن أن تعزز تجربة السياحة الشاملة، فإنها يمكن أن تؤدي أيضًا إلى ارتفاع أسعار السلع والخدمات، ما يجعل الوصول إلى هذه الوجهات أقل سهولة بالنسبة للمسافرين المحليين أو السياح المهتمين بالميزانية. 

ويمكن القول إنّ صورة فيتنام العالقة في أذهان الكثير منّا، عن شواطئها الرائعة ومأكولاتها الشهية بأسعار معقولة، تواجه اليوم تحديات حقيقية. الخصخصة المتزايدة للمواقع الطبيعية، الارتفاع الحاد في تكاليف الحياة السياحية وتدهور النظافة البيئية، كلها أمور تشكل تهديداً لفيتنام باعتبارها وجهة سياحية جذابة وتدفع السيّاح من أصحاب الميزانية المحدودة إلى البحث عن بدائل أفضل.

مشاركة الخبر: خصخصة فيتنام الشواطئ والتلال تهدّد وجهتها السياحية على وسائل التواصل من نيوز فور مي

offline_bolt تريند اليوم، الأكثر بحثاً الآن

local_library إقرأ أيضاً في آخر الأخبار

صدر حديثا أوضاع العالم 2023 لن يكون العالم كما كان

منذُ 5 ساعة

صدر حديثا عن مؤسسة الفكر العربى كتاب أوضاع العالم 2023 لن يكون العالم كما كان المصدراليوم السابعصدر حديثا أوضاع العالم 2023...

أفضل 100 كتاب فى القرن الحادى والعشرين بعيدا عن الشجرة

منذُ 5 ساعة

اختارت نيويورك تايمز كتاب بعيدا عن الشجرة كأحد أفضل الكتب فى القرن الحادى والعشرين المصدراليوم السابعأفضل 100 كتاب فى...

حكاية من التاريخ استقالة سعد زغلول بعد إنذار بريطانى لحكومته

منذُ 5 ساعة

تمر اليوم ذكرى توجيه المندوب السامى البريطانى أدموند اللنبى إنذارا لحكومة سعد باشا زغلول المصدراليوم السابعحكاية من...

فوز دار الشروق الأردنية بجائزة عبد العزيز المنصور لأفضل ناشر عربى

منذُ 5 ساعة

فازت دار الشروق الأردنية الفلسطينية للنشر والتوزيع بجائزة عبد العزيز المنصور لأفضل ناشر عربى فى دورتها السادسة...

القصة الكاملة لاستغاثة ابنه منير فهيم بسبب تزوير أعمال والدها
منذُ 5 ساعة

كشف الناقد التشكيلى صلاح بيصار عن محتال يدعى قرابته للفنان منير فهيم ويزور أعماله عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل...

5 مشروبات تمنحك عظاما أقوى لو عندك نقص فى الكالسيوم إنفوجراف
منذُ 5 ساعة

الكالسيوم ضرورى للحفاظ على قوة العظام والأسنان والصحة العامة ومع ذلك أصبح نقص الكالسيوم شائعا بشكل متزايد بسبب...

widgets إقراء أيضاً من العربي الجديد