اليوان قد يخسر 10% بسبب رسوم ترامب

منذ فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية يوم الخامس من نوفمبر الجاري، يشهد اليوان تقلبات كبيرة وضغطًا هبوطيًا مقابل الدولار. ويعزى ذلك إلى مجموعة من ردود أفعال السوق تجاه سياسات ترامب التجارية المتوقعة ضد البضائع الصينية، والبيانات الاقتصادية من كل من الولايات المتحدة والصين، والقرارات الإستراتيجية التي اتخذها بنك الشعب، "البنك المركزي الصيني".

وعقب فوز ترامب، بدأ تداول اليوان بسعر أقل من السعر الثابت للبنك المركزي الصيني. ويشير هذا إلى أن المستثمرين كانوا يستعدون لضعف اليوان بسبب المخاوف من تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وتراجع سعر صرف الدولار مقابل العملة الصينية، اليوان، أمس الخميس إلى 7.245 يوان. وأغلقت العملة عند نحو 7.23 يوان للدولار بعد فترة وجيزة من الانتخابات، مقارنة بنحو 7.09 يوان للدولار في يوم الانتخابات.

وأشار محللون إلى وجود تعزيز واسع النطاق للدولار خلال هذه الفترة، مدفوعًا بتوقعات ارتفاع أسعار الفائدة على الدولار، حيث اقترح ترامب فرض تعريفات جمركية على البضائع الصينية. وأدى ذلك إلى انخفاض الطلب على العملات الأجنبية، بما في ذلك اليوان. وتشير التوقعات إلى أن العملة الصينية قد تضعف بشكل كبير خلال الشهور المقبلة، حيث توقع بعض المحللين تراجعاً يصل إلى 10% مقابل الدولار بحلول أوائل العام المقبل 2025. وتوقع بنك غولدمان ساكس الاستثماري الأميركي في تحليل حديث أن تصل قيمة عملة الصين إلى نحو 7.50 يوان مقابل الدولار بنهاية العام الجاري، وأن يستمر هذا الاتجاه الهبوطي للعملة الصينية خلال العام المقبل.

وبحسب عدد من المحللين الاقتصاديين فإن الصين قد تتبنى برامج إنفاق مالي أكبر، وتلجأ لخفض قيمة اليوان ودعم القطاع الصناعي لتعويض الآثار السلبية المتوقعة للقيود التجارية الأميركية أثناء ولاية ترامب". واليوان ليس عملة حرة تماماً وليس خاضعا لقوى السوق والعرض والطلب، فهو محكوم بآلية تسعير يتم تحديدها بواسطة بنك الشعب، "البنك المركزي الصيني" من خلال نظام سعر الصرف العائم المدار. ومنذ العام 1994، تحولت الصين تدريجياً إلى آلية التحرير التدريجي لسعر الصرف يتوازى مع سعر السوق.

ويتم الآن تحديد سعر صرف اليوان بشكل أساسي حسب العرض والطلب في السوق، مع الإشارة إلى سلة من العملات بدلاً من ربطه بالدولار فقط. وهنالك سعر تثبيت يومي يحدده البنك المركزي الصيني. ويتم احتساب هذا المعدل من خلال أخذ المتوسط المرجح للأسعار من صناع السوق، بحساب متوسط أعلى العروض وأقلها.

في هذا الصدد، أشار مصرف مورغان ستانلي الاستثماري الأميركي في تحليل حديث، إلى أن تعديلات سلسلة التوريد على مدى السنوات السبع الماضية قللت من تعرض الصين التجاري المباشر للولايات المتحدة، وشددوا على أن الأساسيات الاقتصادية الأضعف في الصين، إلى جانب فروق أسعار الفائدة بين الصين والولايات المتحدة، يمكن أن تؤدي إلى تدفقات كبيرة لرأس المال من مراكز المال الصينية إلى الخارج، إذا تراجعت قيمة اليوان بشكل حاد. وربما سيكون هذا أحد الأسباب التي ستجعل البنك المركزي الصيني حريصا على التدخل وحماية سعر الصرف لليوان مقابل الدولار.

من جانبه شدد محللو بنك باركليز البريطاني، على أنه رغم عدم اليقين بشأن سياسات التعريفات الجمركية الأميركية، إلا أن المخاطر المتعلقة بالدولار لا تزال تميل نحو الاتجاه الصعودي. وأشاروا إلى أن العلامات الأولية من المستشارين الاقتصاديين لترامب والجولة الأولى الباهتة من التحفيز الصيني تشير إلى بيئة مليئة بالتحديات لليوان. وبالتالي ربما يتواصل تراجع عملة الصين.

ووفق تقديرات غولدمان ساكس فإن زيادة بنسبة 20% في التعريفات الفعلية على الواردات الصينية من الممكن أن تؤدي إلى خفض الناتج المحلي الإجمالي الصيني بنحو 0.7 نقطة مئوية. ويتوقع أن يرتفع سعر صرف الدولار مقابل اليوان إلى نحو 7.40-7.50، مشيرين إلى أن التحركات الحادة تحدث عادةً فور التعريفات الجمركية.
من جانبه قال مصرف "آي أن جي" الهولندي، إن فوز ترامب أضعف اليوان، مما يشير إلى أن المخاطر تميل الآن نحو مزيد من التراجع في قيمة العملة. واقترح محللو المصرف أن التدخل من قِبَل بنك الشعب الصيني سيكون ضرورياً لمنع الإفراط في خفض قيمة العملة المحلية.

في ذات الصدد، يرى مصرف "يو بي أس" السويسري، أنه في ظل إدارة ترامب، سيتم فرض تعريفات إضافية على الواردات من الصين على مراحل تبدأ في النصف الثاني من عام 2025، وسيعتمد مسار سعر اليوان على توقيت وحجم هذه التعريفات الجمركية. وركز بنك "بي أن بي باريبا" الفرنسي على التأثيرات المحتملة للتعريفة الجمركية، مما يشير إلى أنه إذا تم تنفيذ تعريفة بنسبة 60%، فقد يرتفع سعر الدولار مقابل العملة الصينية إلى ما بين 7.5 و7.7 يوان.

مشاركة الخبر: اليوان قد يخسر 10% بسبب رسوم ترامب على وسائل التواصل من نيوز فور مي