كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟
تجمع رومانيا بين سحر الطبيعة وعبق التاريخ، وتمثل زيارتها رحلة استثنائية بين الجبال والوديان والقلاع العريقة إلى المدن النابضة بالحياة، حيث يقدم هذا البلد مزيجا فريدا من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي.
وفي حلقة جديدة من برنامج "المسافر" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- تطوف الكاميرا في رحلة استكشافية مثيرة عبر أرجاء رومانيا كاشفة النقاب عن كنوز هذا البلد الأوروبي الساحر الذي طالما طغت عليه سمعة جيرانه.
ومن خلال عدسة البرنامج يتعرف المشاهد على وجه آخر لرومانيا، وجه مليء بالجمال الطبيعي الخلاب والتراث الثقافي الغني والحياة النابضة في مدنها العصرية.
ويبدأ مقدم البرنامج حازم أبو وطفة جولته بوصف رومانيا بـ"أرض التناقضات المثيرة والجمال الخالد"، فمن خلال وديانها وجبالها الشامخة تتجلى رومانيا وكأنها حكاية قديمة غامضة تنتظر من يكتشف أسرارها، مما يجعلها وجهة سياحية فريدة تستحق الاكتشاف.
وينتقل البرنامج بعد ذلك إلى استكشاف المدن الرومانية، ويصف أبو وطفة كيف "يتسارع نبض رومانيا في مدنها، ولكل مدينة إيقاعها الفريد"، حيث تعج المقاهي بالأحاديث الحماسية ورائحة القهوة الطازجة، في حين تحتضن الساحات العامة تاريخا عريقا وفولكلورا غنيا وفنونا أصيلة عصية على الاندثار.
قلعة بيليش
ومثلت قلعة "بيليش" -التي تقع في ثنايا جبال الكاربات الكبرى- محطة رئيسية في رحلة "المسافر"، وقد تم بناؤها في أواخر القرن الـ19 لتكون مقرا صيفيا لإقامة الملك كارول الأول، ومنحها موقعها الإستراتيجي بين الجبال إطلالات خلابة تأسر الأنظار.
وتعد الهندسة المعمارية للقلعة مزيجا فريدا من أنماط عدة، بما في ذلك الطراز القوطي والباروكي وعصر النهضة.
وقد زُينت بإطارات خشبية ونقوش وزخارف بديعة تعكس براعة الحرفيين الرومانيين، وبنيت لتحاكي نمط القلاع الألمانية والنمساوية الجميلة المطلة على الجبال البافارية.
وتضم القلعة أكثر من 160 غرفة، لكل منها طرازها وطابعها الفريدان، وهي مزينة بمنحوتات وزخارف وأثاث فريد الذي لا يوجد له شبيه في أي مكان آخر برومانيا.
ومن أبرز ما يلفت الانتباه في القصر هو قاعة الشرف، وهي قاعة الاستقبال الرئيسية التي أنشئت مطلع القرن الـ20 لكن بأناقة عصر النهضة.
ونقلت كاميرا البرنامج روعة الزخارف المحفورة على خشب الجوز والنقوش البارزة على المرمر، والتي تشكل تحفة فنية تأسر الأنظار، كما تتميز قاعة الشرف بأنها مغطاة بسقف زجاجي ملون قابل للانزلاق كهربائيا، مما يسمح بدخول الشمس والهواء.
ويستمر "المسافر" في استكشاف غرف القلعة المتنوعة، فهناك الغرفة المغربية التي زينها الملك كارول بالجص المطلي بالذهب وأثاث مغربي أصيل يعود إلى القرن الـ19.
الأجنحة الملكية
أما غرفة الطعام فتثير الدهشة بأناقتها، إذ صنعت الطاولة من خشب الجوز، وهي قابلة للتمدد لتتسع لـ36 شخصا، مع كراسٍ مصنوعة من جلد قرطبة.
ويشير أبو وطفة إلى أن بعض مستويات الغرفة مزخرفة بالفضة والكريستال مع لمسات مستوحاة من العصر العثماني، مما يعكس التأثيرات المتنوعة في التصميم الداخلي للقلعة.
وأفردت الحلقة فقرة خاصة لزيارة الأجنحة الملكية، وعلى رأسها غرفة الملك كارول الأول التي تعتبر الأكثر خصوصية في القلعة، وهي في الواقع مجموعة من 9 غرف تشمل صالة للجلوس وغرفة للعبادة وغرفة للنوم وغرفة للضيوف وممرا للحديث، بالإضافة إلى شرفات خارجية.
كما يلفت البرنامج الانتباه إلى الغرفة التركية، حيث يظهر تأثير الفنون العثمانية بوضوح، فتغطي المطرزات الحريرية جميع قطع الأثاث والجدران والسقف، مع نوافذ من الزجاج الملون عليها نقوش قرآنية، مما يعكس التنوع الثقافي والفني في تصميم القلعة.
مشاركة الخبر: كيف مزجت رومانيا بين الشرق والغرب في قصورها الملكية؟ على وسائل التواصل من نيوز فور مي